إيران أكثر الدول قمعاً لحرية الصحافة والصحفيين في العالم

صنفت إيران على أنها من أخطر الدول بالنسبة لحرية الصحافة بعد تركمانستان، كما أنها تعتبر من أكبر السجون للصحفيين/ات في العالم.

سروشا آمين

مركز الأخبار ـ الرقابة وسيطرة الحكومة على وسائل الإعلام وقطع الإنترنت والعنف ضد الصحفيين/ات وسجنهم وقتلهم وإغلاق وسائل الإعلام من أهم المؤشرات التي تحدد موقع كل دولة في قائمة حرية الصحافة.

يحتفل العالم في الثالث من أيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة وهو اليوم الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعالم والثقافة اليونسكو، لتحيا عبره ذكرى اعتماد إعلان "ويندهوك" التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في عام 1991، وخصص هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية وتقييم حال الصحافة في العالم وتعرف العالم بانتهاكات حق الحرية في التعبير والتذكر بالعديد من الصحافيين/ات الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهماتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومي.

 

وضع الإعلام والصحفيين في إيران

ويعتبر وضع الصحفيين في إيران غير مناسب على الإطلاق، وبحسب التقارير الذي تم الحصول عليه، فقد تمت محاكمة واعتقال وسجن ما لا يقل عن 860 صحفياً/ـة، وفي بعض الحالات تم إعدامهم أيضاً، وأصبحت ثورة Jin Jiyan Azadî، ثالث أكبر سجن للإعلاميين في العالم، وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود" فإن 47 صحافياً/ـة مسجونون حالياً في إيران، كما أنها تعتبر من أكثر الدول قمعاً في العالم لحرية الصحافة والصحفيين، وواحدة من أكبر سجون الصحفيين في العالم، وقد قامت السلطات الإيرانية بتكثيف أساليب مضايقتها للصحفيين خاصة في الآونة الأخيرة.

وتأثر وضع حرية الإعلام في إيران بشكل كبير خاصةً بعد التطورات السياسية الأخيرة فيها، وتم تصنيف إيران كأكبر سجن للصحفيين في العالم ويزداد وضع حرية الإعلام سوءًا كل يوم بعد آخر.

ويمكن القول أنه بسبب الرقابة الصارمة التي تفرضها السلطات الإيرانية على وسائل الإعلام المحلية، فإن المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات حول إيران هي وسائل الإعلام الأجنبية، كما يتعرض الصحفيون/ـة ووسائل الإعلام المستقلة في إيران بشكل منظم للمضايقات من خلال الاعتقالات غير القانونية والتهم الثقيلة الموجهة إليهم من قبل المحاكم الحكومة الإيرانية، ويتم النظر في أحكام مشددة على الصحفيين، مما كان له عواقب وخيمة على حرية الإعلام، وسلامة الصحفيين وخاصةً النساء، كما أجبر عدد كبير من الصحفيين/ات إلى مغادرة إيران.

وفي مثل هذا الوضع وصلت إيران إلى حد أنها تسمى بوابة الجحيم؛ أي أنها من بين 180 دولة في العالم، توضع في الفئة الثالثة من الدول في أسفل الجدول، متقدمة على إريتريا وكوريا الشمالية.

من ناحية أخرى وبالإضافة إلى هذه الظروف، يعد الوضع الاقتصادي المقلق في إيران عاملاً آخر تسبب في إغلاق العديد من وسائل الإعلام وخسارة ما يقرب من 100 صحفي/ـة وظائفهن خلال العام الماضي.

وبالإضافة إلى قمع وسائل الإعلام، قامت السلطات الإيرانية في السنوات الأخيرة باستثمارات واسعة النطاق لمزيد من الهيمنة والسيطرة على شبكة الإنترنت، وإنشاء شبكة المعلومات الوطنية، وإسناد السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي إلى الأمن.

وفي هذا التخطيط الذي أسند إلى القوات العسكرية الذي يقوم بمتابعة، شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية، وخاصة إنستغرام، بالإضافة إلى بعض شبكات التواصل الاجتماعي المهمة مثل فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، وكذلك برنامج تلغرام ماسنجر، يتم تصفيتهم ووضع القيود عليهم.

وبصرف النظر عن حقيقة أن الصحفيين في إيران هم دائماً على حافة الهاوية، خاصةً بعد ثورة شعارJin Jiyan Azadî، أصبحت ظروف الصحفيين/ات والإعلاميين/ات في إيران أكثر صعوبة، من خلال فرض القيود عليهم، كما أصبحت الصحفيات بشكل خاص تواجهن مشاكل كبيرة من خلال اعتقالهن وواجهن إدانات كبيرة أمثال (نيلوفر حميدي، وإلهة محمدي) اللاتان حاكمتهما المحكمة الثورية في طهران بعد عام من الاعتقال المؤقت وحكم عليهما بالسجن ومنعاً من العمل في وسائل الإعلام والصحافة، وبحسب الأحكام الأصلية حُكم على إلهة محمدي بالسجن لمدة 12 عاماً، كما حكم على نيلوفر حميدي بالسجن لمدة 13 عام، منها 7 سنوات في حالة الموافقة عليها.

وتقود المرأة في كافة المجالات نضالاً كبيراً ضد الاستغلال المستمر لإنجازاتها، ووجودها في مجال الصحافة كامرأة يعني أنها ستواجه المزيد من التحديات ويتطلب عملها المزيد من المقاومة والجهد، وتسعى الصحفيات إلى نضال ذو شقين ضد عنف الدولة الذكورية والصعوبات المرتبطة بمهنتهن.

وبشكل عام ينبغي القول إن الحرب ضد حرية المعلومات وإظهار الحقيقية مستمرة في إيران منذ سنوات، فهم يتعرضون للتهديدات والاستدعاء وفرض أحكام مشددة عليهم، كما تنعدم حرية المعلومات في وسائل الإعلام الإيرانية.