أول مومياء مصرية حبلى منذ 2000 عام

كشف فحص بالأشعة السينية أجري لمومياء مصرية قديمة، في مجموعة المتحف الوطني في العاصمة البولندية وارسو، عن أول حالة معروفة في العالم لامرأة حامل في شهرها السابع.

مركز الأخبار ـ
اكتشف علماء الآثار في المتحف الوطني في العاصمة البولندية وارسو، خلال هذا الأسبوع، أول مومياء لامرأة حامل، أثناء فحصهم مومياء مصرية عمرها 2000 عاماً، بالأشعة السينية واختبارات الحاسوب، وكانوا يعتقدون أنها لكاهن.
وتعود المومياء للقرن الأول قبل الميلاد، وهي من مجموعة المتحف منذ عام 1917، على الرغم من أنه حتى عام 2016 كان يعتقد أنها جثة رجل، بسبب فشل عمليات المسح بالأشعة السينية وإعادة البناء ثلاثي الأبعاد للجسم المحنط في الكشف عن دليل رئيسي حول هويته.
وأوضحت عالمة الآثار بجامعة وارسو وهي أحد مؤلفي الدراسة مارزينا أواريك زيلكي بأن "المصريون قاموا بتحنيط العضو، وعادة ما يتم حفظه جيداً".
وقالت لوكالة الأنباء البولندية "كنا على وشك الانتهاء من المشروع، عندما نظر زوجي ستانيسلاو، عالم الآثار المصرية، في صور الأشعة السينية، ورأى في رحم المرأة المتوفاة قدم صغيرة".
وتقول الدراسة التي كانت مارزينا أواريك زيلكي أحد القائمين عليها "لقد جاءت من نخبة مجتمع طيبة (مدينة الصولجان حالياً)، وتم تحنيطها بعناية ولفها بالأقمشة ومجهزة بمجموعة غنية من التمائم، وكشف الفحص الدقيق أن المرأة توفيت عندما بلغ عمرها بين 20 و30 عاماً، مع الجنين الذي كان بلغ ما بين 26 إلى 30 أسبوعاً من الحمل، وهذا الاكتشاف هو الحالة الوحيدة المعروفة لامرأة حامل محنطة".
وحتى وقت قريب أشارت النقوش الهيروغليفية على تابوت المومياء إلى أن الجثة تخص القس هور جيهوتي، الذي كان كاتباً ومسؤولاً في مدينة حابو، مدينة الأقصر حالياً، حيث عمل كاهناً للآلهة المصرية حورس وتحوت.
ويقدر علماء الآثار أن القس عاش بين النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد والنصف الأول من القرن الأول الميلادي، ولكن تم تفنيد كل هذا عندما وقع الكشف عن أن المومياء امرأة، ويشتبه الخبراء الآن في أن المومياء قد تكون أقدم من هور جيهوتي بمئات السنين. 
ويعتقد الخبراء أن هذا هو أول اكتشاف من نوعه، وعلى الرغم من أن هذه المومياء لم يسمع بها من قبل، إلا أنها ما تزال تحتوي على أنسجة رخوة تم الحفاظ عليها سليمة إلى حد ما، ووجد الباحثون كميات ضئيلة من الدم في أنسجة المرأة.
وقال العالم من معهد البحر الأبيض المتوسط والثقافات الشرقية في أكاديمية العلوم البولندية، فويتشخ إيجسموند "لأسباب غير معروفة، لم يتم إخراج الجنين من بطن المتوفاة أثناء التحنيط، ولهذا السبب تعد هذه المومياء مميزة حقاً، وهذا يعني أن مومياءنا هي الوحيدة حتى الآن في العالم التي يوجد بها جنين في الرحم".
وكان فحص المومياء كجزء مما يسمى مشروع "وارسو مومياء"، وهو جهد جماعي لدراسة المومياء في مجموعة المتحف الوطني.