أوكسفام: 11 شخصاً يموتون كل دقيقة بسبب الجوع وسوء التغذية

أكد تقرير جديد أصدرته منظمة أوكسفام، اليوم الجمعة 9تموز/يوليو تحت عنوان "فيروس الجوع في تكاثر"، أن حوالي 11 شخصاً يموتون كل دقيقة بسبب الجوع وسوء التغذية على الأرجح

مركز الأخبار ـ ، وهو عدد يتجاوز العدد الحالي للوفيات بسبب كورونا، وهو ما يقارب من سبعة أشخاص في الدقيقة الواحدة.
بحسب تقرير منظمة أوكسفام التي أنشأت عام 1942 تحت اسم "لجنة أوكسفورد للإغاثة من المجاعة" لتقديم المساعدة في مجال الإغاثة والتنمية، "لا يزال النزاع هو السبب الرئيس للجوع منذ تفشي الجائحة، ما دفع بأكثر من نصف مليون شخص إلى ظروف شبيهة بالمجاعة، وبزيادة أكثر من ستة أضعاف منذ عام 2020".
وأضاف "في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث دفعت آثار فيروس كورونا نحو 45 مليون شخص إلى الفقر، بينما تستمر عدة صراعات في الاشتعال، تعد سوريا واليمن من أسوأ الدول بمعدلات الجوع في العالم".
وبحسب منظمة أوكسفام فأن سوريا كانت الأسرع نمواً في العالم في أزمة الجوع، إذا ارتفعت معدلات الجوع بنسبة 88%، حيث 3 من كل 5 سوريين أي 12.4 مليون شخص يواجهون حالات من الجوع الحاد في الوقت الحالي، وفي اليمن تسبب الصراع والحصار في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فمن المتوقع أن يواجه أكثر من 16 مليون شخص في اليمن أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي هذا العام.
وأشار التقرير "يعيش الآن 155 مليون شخص حول العالم في حالة انعدام الأمن الغذائي عند مستوى الأزمة أو أشد، أي بزيادة نحو 20 مليون شخص عن العام الماضي، ويعاني حوالي ثلثا هؤلاء الأشخاص من الجوع في المقام الأول جراء الحروب والنزاعات الدائرة في بلدانهم".
ويصف التقرير الأثر الهائل للصدمات الاقتصادية، التي تفاقمت بشكل خاص جراء جائحة كورونا وأزمة المناخ، ما دفع عشرات الملايين من الناس إلى الوقوع في براثن الجوع، وقد أدت البطالة الجماعية والاضطرابات الشديدة في إنتاج الأغذية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية بنسبة 40%، وهو أعلى ارتفاع لها منذ أكثر من عقد من الزمان".
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام غابرييلا بوشيه "اليوم دفع استمرار النزاع، علاوة على التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا وأزمة المناخ المتفاقمة، بأكثر من 520 ألف شخص إلى حافة المجاعة، وبدلاً من التصدي للجائحة، حاربت الأطراف المتنازعة بعضها بعضاً، موجهة في ذلك ضربة قاضية إلى ملايين البشر المنهكين أصلاً بفعل كوارث المناخ والصدمات الاقتصادية".
وعلى الرغم من تفشي الجائحة، ارتفع الانفاق العسكري العالمي بمقدار 51 مليار دولار، وهو ما يكفي لتغطية ستة أضعاف ونصف ما تقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إليه لوقف الجوع، وفي الوقت نفسه، أدى النزاع والعنف إلى أكبر نزوح داخلي، ما أرغم 47 مليون شخص على الفرار من ديارهم في نهاية عام 2020.
وأشار التقرير "تواصل الأطراف المتحاربة استخدام التجويع كسلاح حرب، من خلال حرمان المدنيين من الغذاء والماء وإعاقة المساعدات الإنسانية، ولا يمكن أن يعيش الناس بأمان أو أن يجدوا حاجتهم من الغذاء حين تقصف أسواقهم أو تضرم النيران في محاصيلهم أو تقتل مواشيهم".
وقالت غابرييلا بوشيه "لقد كشفت الجائحة أيضاً عن اللامساواة العميقة في عالمنا، فقد ارتفعت ثروة أغنى عشرة أشخاص في العالم (تسعة منهم رجال) بمقدار 413 مليار دولار في العام الماضي، ويفوق ذلك بـ 11 ضعفاً الحاجة المعلنة للأمم المتحدة كي تمول بالكامل مساعداتها الإنسانية العالمية".
وأضاف التقرير "لا تزال بعض أسوء بقع الجوع الساخنة في العالم، بما في ذلك أفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان وسوريا واليمن، يقسمها النزاع، وقد شهدت ارتفاعاً في الجوع عند مستوى الشدة منذ العام الماضي".
وأوضح التقرير "يعاني حوالي 400 ألف شخص في منطقة تيغراي الاثيوبية من ظروف شبيهة بالمجاعة وفق تحليل أجراه التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي مؤخراً، وهو أكبر عدد جرى تسجيله منذ مجاعة الصومال في عام 2011، حين توفي ربع مليون صومالي، ومن المتوقع أن يواجه أكثر من نصف سكان اليمن مستويات من انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ من ذلك هذا العام".
وأضاف "اشتدت حدة الجوع في بؤر الجوع الناشئة في البلدان المتوسطة الدخل مثل الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، التي شهدت أيضاً بعض أشد الارتفاعات في حالات العدوى بفيروس كورونا. 
وهناك بعض الأمثلة التي أوردها التقرير عن بقع الجوع في الساخنة: منها الهند والبرازيل التي تضاعف نسبة الفقر فيها ثلاث مرات من 4.5 % إلى 12.8 %، ليندفع نحو 20 مليون شخص إلى براثن الجوع.
وشهدت بوركينا فاسو زيادة في الجوع بنسبة تزيد عن 200%، أي من 687 ألف إلى 2.1 مليون شخص، كما أجبر تفاقم العنف في منقطة الساحل وحوض بحيرة تشاد 5.3 مليون شخص على النزوح، وأدت أزمة المناخ إلى تفاقم الوضع، فقد زادت الفيضانات بنسبة 180% منذ عام 2015، ما أدى إلى تدمير المحاصيل وضرب دخل أكثر من 1.7 مليون شخص.
ومن الأمثلة أيضاً جنوب السودان التي يواجه فيها أكثر من 100 ألف شخص الآن ظروف شبيهة بالمجاعة.
وأضافت غابرييلا بوشيه "أن العمال غير النظاميين والنساء والنازحين وغيرهم من الفئات المهمشة هم الأكثر تضرراً من النزاع والجوع، وتتأثر النساء والفتيات بشكل خاص، وغالباً ما يكن أخر من يتناولن الطعام وبأقل كميات متاحة، كما يواجهن خيارات مستحيلة، مثل اضطرارهن إلى الاختيار بين الذهاب إلى السوق والمخاطرة بالتعرض للاعتداء الجسدي أو الجنسي، أو مشاهدة أسرهن وهي تتضور جوعاً".
وأكدت أنه "على الحكومات أن تمنع استمرار النزاع في مفاقمة الجوع عند مستوى الكارثة وأن تضمن بدلاً من ذلك وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين، كما يجب على الحكومات المانحة أن تمول فوراً وبالكامل النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة، ويجب محاسبة جميع من يستخدمون التجويع كسلاح للحرب، ويجب على الحكومات أيضاً أن توقف مرض كورونا القاتل، وبناء نظم غذائية أكثر عدلاً واستدامة ودعم برامج الحماية الاجتماعية".
وعملت منظمة أوكسفام منذ بدء جائحة كورونا على مساعدة ما يقارب 15 مليون شخص من خلال تقديم الغذاء والمساعدة النقدية والماء النظيف، فضلاً عن مشاريع دعم المزارعين.