اعتصام طلاب جامعات للمطالبة بوقف الإبادة في غزة والاعتداءات في الجنوب اللبناني

أقام طلاب جامعات لبنانية تحركات واعتصامات طلابية مطالبين بإصدار قرارات وخطوات عدة لوقف التطبيع والمقاطعة الشاملة لإسرائيل بهدف وقف الإبادة الجماعية في غزة، والاعتداءات على جنوب لبنان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ خرج طلاب من عدة جامعات لبنانية باعتصامات أمس الثلاثاء 30 نيسان/أبريل، لمطالبة جامعاتهم بخطوات هامة من ضمنها الشفافية الكاملة والإفصاح المالي بخصوص توزيع الرسوم الدراسية والاستثمارات المالية، ووقف أي نوع من العلاقات مع الشركات والمؤسسات "المتواطئة" مع إسرائيل عبر استراتيجية المقاطعة وسحب الاستثمارات.

طالب الطلاب والطالبات الذين اعتصموا في الجامعات اللبنانية بسحب المنتجات "المتواطئة" مع إسرائيل والاستغناء الكامل عن هذه المنتجات، وتوفير شروط الانتاج العلمي بما يخدم حاجة المجتمع وتطوره اقتصادياً واجتماعياً للتحرر من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية، وإنهاء القمع الممنهج والتعسفي لأي حق في المدافعة عن القضية الفلسطينية المحقة و/أو منع أي شعار متعلق بهذه القضية في الحرم الجامعي لكل منها بحجة منع تواجد أي طابع سياسي للجامعة، وزيادة التركيز على القضية الفلسطينية في الصفوف، كما قام بعض الطلاب بجمع التبرعات لدعم أهل غزة.

وخرج الطلبة المعتصمين والمعتصمات في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى الشارع للقاء المعتصمين والمعتصمات خارجها من المواطنين والناشطين، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات وأطلقوا شعارات عدة دعماً لغزة وفلسطين وجنوب لبنان، مطالبين جامعاتهم بوقف التعامل والتطبيع مع إسرائيل.

وقد عرف عدد من الطالبات عن أنفسهن بأسماء وهمية منعاً للملاحقة والإنذارات من قبل الجامعة، وقالت الطالبة ليلى خالد "كطلاب في الجامعة الأمريكية ومناصرات للقضية الفلسطينية نقف للتضامن مع الشعب الفلسطيني خاصة أهل غزة، وللتضامن مع جنوب لبنان من الجامعة الأمريكية تحديداً، لأن الجامعة الأمريكية لديها استثمارات لا تعلم عنها".

وأضافت "نريد شفافية كاملة لنعرف أين تذهب أموالنا، وهذا أول مطلب لنا، والمطلب الثاني سحب استثمارات مع أي شركة لديها علاقات مع إسرائيل، وتالياً نريد مقاطعة جميع المنتجات تحت حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في لبنان، وكل المنتجات الموجودة في حرم الجامعة يجب إزالتها بأسرع وقت، وإذا لم تكن هناك خطوات لتحقيقها، سنعود للتظاهر الأسبوع المقبل وفي نفس اليوم".

 

 

من جانبها قالت الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين. ز "لا نعلم أين تذهب أموالنا ولا نريد أن تذهب هذه الأموال لصالح المنظمات الإسرائيلية نريد أن نُظهر أننا كطلاب في الجامعة نقف مع فلسطين ضد إسرائيل"، مضيفةً "أؤمن بأننا نستطيع أن نقوم بتغيير كبير، ويجب أن نتابع المحاولة للتغيير وإلا لن يقوم أحد بهذا وأن نظهر الدعم لتحرير فلسطين".

 

 

بدورها دعت إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي. س طلاب لبنان من سائر الجامعات للتضامن معهم في هذه الوقفة السلمية من أجل المطالبة بتنظيم حملة مقاطعة لكل المنتجات لشركات داعمة لإسرائيل، ومن بينها شركة HP.

 

 

وطالبت الطالبة نورهان الحسنية بأن تظهر الجامعة أين تذهب الأموال التي تدفع لها وكيف يتم استخدامها، كما طالبت بمقاطعة كل المنتجات الداعمة لإسرائيل، مضيفةً "بخصوص الإنذار الذي وجهته الجامعة لنا كطلاب، فلا بد من الإشارة هنا إلى أننا نتحدث مع الجامعة لتتعاون معنا ولسنا هنا لنفرض عليها أي شيء، إن العلم ليس للاحتلال، ونؤمن أن علمنا يمكن أن ننتج من خلاله المعرفة وإرسالها إلى المجتمع، وعبر هذه المعرفة يمكن أن ندعم المجتمع ونكون مع الوقت مساهمين في تطوير هذا المجتمع وتمكينه من التحرر".

 

 

وقالت الطالبة تيا فلسطين "نحن مجموعة كبيرة من الطلاب وأيضا هناك عمال من خارج الجامعة، بدأنا التحرك من داخل الجامعة الأميركية، ولسنا وحدنا هنا اليوم، هناك عدة جامعات في لبنان مشاركة في هذا التحرك، ولدينا مطالب معينة وأعطينا الجامعة مهلة لترد علينا بشأن هذه المطالب، ونحن لا نريد ردا عاما، نريد ردا محددا، وإذا لم يكن هناك رد سنعود الثلاثاء المقبل عند الحادية عشرة صباحا أيضا، وسيكون عددنا أكبر ولن تكون وقفة رمزية وسلمية كوقفتنا اليوم، نحن نطالب بالشفافية المالية الكاملة من أجل أن نعلم أين تذهب أموالنا في الجامعة، ونطالب بمقاطعة أي استثمار في الكيان الصهيوني، ونطالب بمقاطعة أي منتج يدعم الكيان الصهيوني بطريقة أو بأخرى داخل حرم الجامعات وفي كل الجامعات في لبنان، وبالأخص في الجامعة الأميركية".

 

 

وقالت الطالبة الهندية لينورا دسوزا التي تدرس العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت "شاركت بمظاهرة ضخمة للإضاءة على الإبادة الجماعية وإدانة ما يحصل لنساء وأطفال فلسطين ودعماً لمطالب محقة، ومن المهم أن نسمع أصوات الطلاب واحتجاجهم لجعل الناس تسمع، ومشاركتي كطالبة دولية مهمة وأن أكون جزءاً من هذا الحدث، أولاً أن أفهم وأقوم بالتشبيك مع الآخرين، وأخذ هذه القضية إلى أبعد مستوى".

وأضافت "القضية الفلسطينية امتدت على فترة طويلة، وتشبه ما حصل في الهند منذ مئتي عام خلال الاحتلال البريطاني، لذا فحرية فلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها قضية مهمة للغاية والأهم أن تتمتع النساء والأطفال بالحياة التي يستحقوها"، لافتةً إلى أن "ما يحصل في فلسطين هو انتهاك لحقوق الإنسان، ويجب مناقشة ومتابعة القضية بصورة أكبر، وأن تسمى بأسمائها الحقيقية وهي إبادة جماعية، ويجب أن تدان عمليات القصف والدمار".

 

 

أما الطالبة لوسي شاربونو من فرنسا فقالت "شاركت باعتصام من أجل الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية، وكذلك للسكان في جنوب لبنان الذين يعانون أيضاً من القصف، لذا من المهم للجامعات اللبنانية وطلابها وخصوصاً الدوليين الحديث عن هذا التعدي أيضاً".

وأضافت "منذ قدومي إلى لبنان تعرفت على الكثير من قضايا البلد، وبرأيي فإن حكومة فرنسا تستطيع القيام بالمزيد لأجل أهل فلسطين، وقد أصبح هناك تغير في خطاب حكومة فرنسا بأنها بدأت تتكلم عن مساعدات إنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان، ولكن على الرغم من ذلك فلا زال هناك دعم مادي ومالي يعطى للنظام الإسرائيلي، ما يعني أن الكلمات والتغير الخطابي ليس له أي أثر على الواقع العملي".