اعتقال وقتل واعتداءات ... الانتفاضة الشعبية مستمرة في إيران
شهدت إيران وشرق كردستان احتجاجات واسعة النطاق احتفالاً بليلة يلدا، في ظل استمرار الانتفاضة الشعبية في شهرها الرابع بالرغم من الاعتقالات والقتل وعمليات الإعدام.
مركز الأخبار ـ أكد نشطاء حقوقيون أنه بالرغم من وقوع أكثر من 500 شخص ضحية لقمع قوى الأمن الإيرانية، لا تزال الانتفاضة الشعبية مستمرة.
لم تكن "ليلة يلدا" التي صادفت مساء أمس الأربعاء 21 كانون الأول/ديسمبر، أطول ليلة في السنة بالنسبة للشعب الإيراني المنتفض منذ حوالي 97 يوماً، وعائلات ضحايا الاحتجاجات، والمعتقلين الذين واجهوا كل أنواع التعذيب الوحشي.
مع مرور 97 يوماً على انتفاضة الشعب في شرق كردستان وإيران، ضد الظلم والتمييز والاضطهاد وكل أشكال الانتهاكات لحقوق الإنسان، أكد المحتجون على أنهم لن يتوقفوا حتى يتم التغلب على ظلام الليل ويبلغ فجر الحرية.
وبحسب التقارير المنشورة، نزل مواطنو طهران وكرج وسنه ومشهد وكرمان وجرجان وسقز وإسلام آباد الغربية إلى الشوارع في ليلة أخرى في يلدا ورددوا "الموت للديكتاتور" و"الموت لضحاك هذا الزمان".
اعتقالات وأحكام جائرة بحق المواطنين
وكلما توسعت رقعة الاحتجاجات والانتفاضة الشعبية، اشتدت عمليات اعتقال المتظاهرين والمطالبين بالحرية وإصدار أحكام جائرة بحقهم لإثارة الرعب ومنع المناضلين من أجل الحرية من الخروج إلى الشوارع.
فقد حكم على مستشار ومحاسب تسجيل في مدرسة غير ربحية باري أغاي، بالسجن لمدة 12 عاماً، ومنع من استخدام الانترنت والفضاء الإلكتروني، بتهمتي "التشجيع على الفساد" و"التواطؤ ضد الأمن القومي"، فيما حكم على المحامي وعضو نقابة المحامين في تبريز نجين كياني بالسجن لمدة عام ومنع من مغادرة إيران بتهمة "الدعاية ضد النظام"، أما محامي الدفاع عن معتقلي ثورة نوفمبر 2019 فاريشت تابانيان، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر.
كما حكمت الحكومة الإيرانية على نازانين أحمدي بور البالغة من العمر 16 عاماً، بالسجن 6 أشهر وغرامة مالية من قبل الفرع الجنائي لمحكمة زاهدان بتهمة "الدعاية ضد النظام وحضور الاحتجاجات وتحريض الناس على حضور الاحتجاجات".
بينما أفرج أمس الأربعاء 21 كانون الأول/ديسمبر، عن مدربة التزلج على الجليد دينا شيباني، ومتسلق الجبال محمد خيفة، بكفالة بلغت حوالي 4 مليارات تومان، حتى انتهاء الإجراءات، كما تم الإفراج عن مدرب تسلق الجبال عيسى أنوري والموسيقار محمد متين جعفري وسعيد يازي والملحن رضا جودكي ومدير مدرسة الموسيقى هادي سبهريي وحميد مردوخي من كامياران مؤقتاً بكفالة حتى نهاية الإجراءات.
عدد ضحايا الانتفاضة يبلغ الـ 500
وأعلن مجموعة نشطاء حقوقيون، أن حصيلة قتلى الاحتجاجات الأخيرة ما بين 17 أيلول/سبتمبر و20 كانون الأول/ديسمبر، بلغت 506 ضحية، 69 منهم دون سن 18 عاماً، على أيدي قوات الأمن.
كما قدرت أن أكثر من 18 ألف شخص اعتقلوا خلال هذه الاحتجاجات، تم تحديد هويات أكثر من 4000 شخص، 652 منهم من الطلاب.
وتشير الإحصائيات إلى أن 161 مدينة كانت مسرحاً للاحتجاجات في حوالي ثلاثة أشهر، كما تم تنظيم ما مجموعه حوالي 1200 تجمع في المدن والجامعات.
اعتداءات جنسية على النساء في سنه
وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها حول قمع الانتفاضة الشعبية في سنه، عن حدوث انتهاكات ضد عدد من المعتقلين بمن فيهم النساء والأطفال، إضافة إلى وقوع اعتداءات جنسية وتهديدات بالاغتصاب للمعتقلات.
وجاء في التقرير الذي نشر أمس الأربعاء 21 كانون الأول/ديسمبر تحت عنوان "القمع الوحشي"، أن تلك "الانتهاكات تشمل اعتقالات تعسفية، والحرمان من الرعاية الطبية والتعذيب وغيرها من ضروب سوء المعاملة، بما فيها التهديد والضرب والإهانة والمضايقة واعتداءات جنسية".
واستندت المنظمة في تقريرها إلى مقابلات مع 14 ضحية وشاهدات وعائلات 3 من المعتقلات، مشيرةً إلى أنه "عادة ما ترفض السلطات تزويد أسر المعتقلين بمعلومات عن أوضاع ومكان احتجاز أقربائهم".