استهداف البنى التحتية وانعدام الأمن الغذائي... أوضاع مروعة يعيشها أهالي السودان
أكدت منظمات أممية أن استهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية التي يعتمد عليها المدنيون في السودان بعد استهداف صهريج مياه في المشفى السعودي ومحولة كهرباء في مدينة أم درمان تعد جريمة بموجب القانون الدولي.

مركز الأخبار ـ اندلع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان/أبريل 2023، متسبباً بمقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح 13 مليوناً، وأزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث.
يعاني قرابة ألف مريض في إقليم دارفور غرب السودان من انعدام شبه كامل لمياه الشرب، بعدما دمّر قصف مدفعي صهريجاً في أحد المستشفيات مما يضع المرضى في حالة حرجة، وفقاً لما قالته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف".
وقالت المنظمة إن صهريج المياه كان مركوناً خارج المشفى السعودي والذي يعتبر أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بإمكانيات بسيطة في مدينة الفاشر التي يناهز عدد سكانها مليوني نسمة، مشيراً إلى أن تدمير الصهريج أدى إلى تعطيل الوصول إلى المياه الآمنة لنحو ألف مريض يعانون من أمراض خطيرة.
وتعتبر مدينة الفاشر العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس، التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع، وتحاصرها الأخيرة منذ أيار/مايو 2024، وتستمر بقصفها وشن هجمات على أطرافها.
وأشارت المنظمة إلى أنها لا تزال مستمرة بدعوة جميع الأطراف إلى الالتزام بواجباتها بموجب القانون الدولي وإنهاء جميع الهجمات على البنية التحتية المدنية والحيوية أو بالقرب منها.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قدرت في نيسان/أبريل الماضي، أن ما بين 70ـ80 % من المرافق الصحية في المناطق المتضررة جراء النزاع في السودان أصبحت خارج الخدمة خاصة في مدينة الفاشر.
استهدف محولات الكهرباء في أم درمان
واستهدفت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء ثلاثة محاطات للكهرباء في مدينة أم درمان، مما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المدينة.
وفي بيان له قالت شركة الكهرباء في السودان، إن محطات المرخيات التحويلية والكلية الحربية التوزيعية والمهدية في أم درمان تعرضت لهجوم بمسيّرات، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في ولاية الخرطوم.
وأشارت إلى أن قوات الدفاع المدني، عملت على إخماد الحرائق، مشيرةً إلى أنه سيتم لاحقاً إجراء تقييم فني لآثار الاعتداء تمهيداً لاتخاذ المعالجات اللازمة.
وأكد تجمّع أبناء العاصمة الوطنية أم درمان، أن استهداف محوّل الكهرباء الرئيسية في المدينة تصعيد غير مبرر يستهدف البنية التحتية، والذي يُفاقم من معاناة المدنيين ويزيد من تعقيد الأوضاع في ظل الحرب الحالية.
وشدد على ضرورة احترام القوانين الدولية التي تحظر استهداف المرافق المدنية، داعياً إلى تجنب المدنيين والمرافق الاساسية، مع ضرورة العمل على وقف كافة العمليات العسكرية التي تمس استقرار الحياة اليومية للأهالي.
مقتل مدنيين
وقالت شبكة أطباء السودان، إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب أخرون جراء قصف مدفعي وصفته بـ "المتعمد"، نفذته قوات الدعم السريع على الأحياء الشمالية لمدينة الأبيض.
وأدانت الشبكة استخدام القصف المدفعي على المناطق السكنية من قبل أطراف النزاع وتجمعات المدنيين بمدينة الأبيض، مؤكدةً أن ما يجري انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
تحذيرات
وحذرت الأمم المتحدة من أن الأوضاع الإنسانية في السودان لا تزال مروعة، وتثير القلق العميق، فالاحتياجات الإنسانية مستمرة في الازدياد في ظل استمرار الصراع والنزوح عبر مناطق متعددة من البلاد.
وجدد المتحدث باسم الأمم المتحدة دعوته لأطراف النزاع المستمرة منذ أكثر من عامين لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري وإيقاف إطلاق النار، والالتزام بموجب القانون الدولي الإنساني بهدف حماية المدنيين والبنى التحتية للبلاد، وضمان الوصول الإنساني بصورة آمنة ومستدامة دون أي عوائق لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتجنب تفاقم الكارثة.
انعدام الأمن الغذائي
وأعرب العاملون في المجال الإنساني عن قلقهم من انعدام الأمن الغذائي والذي لا يزال يثير قلقاً عميقاً، خاصةً بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية خاصة الذرة الرفيعة والدخن، اللذان يعدان الغذاء الرئيسي لمعظم السكان في الأجزاء الوسطى والشرقية من السودان والذي ينذر بخطر يهدد حياة السكان.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن أكثر من نصف السكان أي 24.6 مليون شخص، يعانون من الجوع الحاد في الوقت الذي يعاني فيه قرابة 638 ألف شخص من المجاعة الحقيقة الفعلية، وفقاً لتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر في أواخر العام الماضي ويغطي الفترة حتى أيار/مايو الجاري.