إقامة دورة تدريبية في مجال المبيعات والأعمال لمدة يوم واحد للحرفيين

حضر الدورة التي استمرت يوماً واحداً عدد من الحرفيين أغلبهم نساء من مدينة سنه شرق كردستان، بعضهم يعمل منذ سنوات وبعضهم دخل هذا المجال حديثاً.

سنه ـ أقيم يوم السبت 15 حزيران/يونيو في المكتبة المركزية لمدينة سنه بشرق كردستان يوم تدريبي بعنوان التدريب على كيفية تسويق وبيع المنتجات للصناعيين، وحضر هذه الدورة التي استمرت يوماً واحداً عدد من الحرفيين أغلبهم نساء من مدينة سنه، بعضهن تعملن منذ سنوات والبعض الآخر دخل هذا المجال للتو.

رغم أن مثل هذه الدورات التدريبية تعتبر مطلباً للحرفيين، إلا أنه يجب أيضاً توفير الشروط اللازمة لأن إقامة المعارض وحدها لا يمكن أن تكفي هؤلاء النساء اللاتي كرسن حياتهن كلها للحرف اليدوية.

تقول سوران احمدی زاد إحدى أساتذة التسويق والسياحة في مدينة سنه "لقد وجدت اقتراحات مثل العلامات التجارية والعمل الجماعي مفيدة للحرفيين وأعتقد أن العمل في الماضي ليس هو الحل لظروف اليوم، واعتبر التخصص في العمل من المتطلبات التي يجب على الحرفيين الاهتمام بها، لأن القيام بالعمل من صفر إلى مئة يؤدي إلى انخفاض الجودة".

وترى أنه على "الحرفيين التعاون مع بعضهم البعض والتدريب والتحديث المستمر، وأيضاً أن يكونوا مميزين وذلك يعتبر نجاحاً فعلى سبيل المثال، علامة فيروز التجارية تستخدم موظفين أصحاء أو معاقين في منطقة الإنتاج واعتبرها مختلفة، لأنها تخلق عقلية إيجابية في ذهن العميل، واعتبرها إحدى طرق التميز".

وأضافت "من النقاط الأساسية في مجال الحرف اليدوية هو التسويق الحديث الذي ينبغي الاهتمام به لأن عملاء اليوم أذكياء وطريقة البيع في الماضي لا يمكن أن ترضيهم، ففي التسويق الاجتماعي على الحرفي تسوية منتجه وعلى المجتمع أن يقدم ويشارك في مؤسسات مثل الجمعيات الخيرية وحيثما أمكن خلق عقلية إيجابية على مستوى المجتمع وتعزيزها هناك، ولتقديم نفسه، عليه كذلك الجمع بين النشاط في الفضاء الافتراضي ورد الفعل على المناسبات العالمية وإنشاء التعبئة والتغليف والإنتاج المناسب للمناسبات مما يؤدي لنجاح آخر في التسويق".

وأكدت أن "التسويق الأخضر هو أيضاً استجابة للقضايا البيئية، ويمكن لهذه الطريقة أن تميز أيضاً الحرفي فعلى سبيل المثال، في يوم الشجرة، يمكنك القيام بإعلاناتك، بالإضافة إلى التسويق الرقمي من خلال تطبيق الانستغرام، وهو مفيد لأولئك الموجودين في إيران ويجب أن يكون لهم حضور قوي كذلك يمكن استخدام التسويق عبر الفيسبوك، والذي يحظى بأكبر عدد من المستخدمين في العالم كله، لبيع وعرض المنتجات في الخارج"، وترى أن عدم النجاح والتقدم في مبيعات الحرفيين هو قلة العمل الجماعي "اقترح أن يقوم الحرفيون/ات بإنشاء عمل تعاوني وجماعي، لأنه خلال الركود الاقتصادي تواجه الأعمال الفردية الفشل".

تضم مدينة سنه أكبر عدد من الحرفيين/ات في إيران وشرق كردستان لكن ليس من الواضح إلى أي مدى سيصمدون أمام التحديات مثل المشاكل الاقتصادية، ويبدو أن تنظيم العمل سيكون فعالاً للمواصلة، ولكن هنا تكمن المشكلة فهل سيتم إنشاء هذا التنظيم بجهود الحرفيين/ات الخاصة أو أنها تتطلب المزيد من الجهد الذي تبذله النساء في مجال الحرف اليدوية أنفسهن ولكن بغض النظر عن وجود مثل هذا تواجه الحرفيات تحديات في بيع المنتجات وإذا كان هم الحرفيون/ات الوحيد هو الإنتاج وليس البيع سيكون هناك مستقبل للحرف اليدوية في شرق كردستان.

وعلى الرغم من أن المعرض ضروري للتعريف بالمنتجات، لكن وفقاً لإحدى الحاضرات فإنه لا يكفي لأن مدينة مثل سنه بسبب ضعف الاقتصاد تحتاج لتقديم المعدات اللازمة حيث أنه لا يمكن أن تكون منتجات الحرف اليدوية ناجحة جداً في المعارض، ومعظم النساء اللاتي تعملن في مدينة سنه لديهن تسهيل واحد فقط وهو القرض الذي يمكنهن الحصول عليه من الحرف اليدوية أو المهنيين التقنيين ومبلغ هذه القروض ليس بالكثير إلا أنه يمكن أن يكون مفيداً لإطلاق مشروع كما تؤكد اسد ساعدپناه کارشناس نائب رئيس الجامعة للصناعات "مساعدة الحرفي الذي يكسب دخلاً طويل الأجل تصبح مشكلة في حد ذاتها"، مؤكدةً أن الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدة الحرفيين هو أنفسهم.

وخلال هذا اليوم التدريبي تحدث ثلاثة أشخاص عن نوع المبيعات والتسويق والعمل الجماعي، بالاعتماد على القدرات الفردية وكذلك الحضور الفريد للمرأة، وأشاروا إلى أن هذا التواجد يعد امتيازاً لكردستان وأن الحرف اليدوية الكردستانية ذات قيمة ومميزة مادياً وتاريخياً، ولقد عرفوا الصناعات التي تنفرد بها كردستان وأكدوا أنه يجب أن يعرفها العالم من خلال نساء المنطقة.

 

 

وقالت أرزو مرادي، إحدى الحرفيات في سنه، والتي تعمل في نسج السجاد منذ 36 عاماً "لأول مرة أشارك في هذه الدورات وكنت راضية عنها فلقد كانت التعليمات مهمة وسأحاول تطبيقها في المستقبل، لافتةً إلى أن الدورة تحدثت عن المبيعات والعلامات التجارية والتسويق وعن مراحل النشاط وكذلك مكانه "أخطط في المستقبل لافتتاح ورشة لنسج السجاد في مدينة سنه وسأستخدم هذه الحلول".