انتهاكات مستمرة ضد العلويين... شابة توثق لحظات مداهمة منزلها

تثير الانتهاكات الممارسة ضد العلويين تساؤلات خطيرة حول مستقبل التعايش الطائفي وغياب المساءلة بعد استلام جهاديي هيئة تحرير الشام للحكم في سوريا.

مركز الأخبار ـ شهدت سوريا في الفترة الأخيرة تصاعداً مقلقاً في الانتهاكات ضد أبناء الطائفة العلوية، خاصة بعد التغيرات السياسية التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024.

لا تزال هناك مخاوف جدية ومتزايدة على النساء والمدنيين من الطائفة العلوية في سوريا، خصوصاً بعد الانتهاكات التي مارستها جهاديي هيئة تحرير الشام ضد الطائفة العلوية في الساحل السوري تحت مسمى "فلول النظام"، والتي كانت ضحيتها المئات من المدنيين والنساء والأطفال.

ومن خلال تسجيل صوتي، وثقت شابة تنتمي إلى الطائفة العلوية لحظات مداهمة عناصر تابعة لجهاديي هيئة تحرير الشام، منزل عائلتها حيث سألها أحد العناصر عن انتمائها الطائفي قائلاً لها "هل أنتِ علوية؟، هل لديكِ أشقاء ذكور؟ هل تملكين سلاح؟، ليأتي عنصر آخر ويصرخ بوجهها "أنتِ علوية. العلوية خنازير. أخرجي ما بحوزتكِ من نقود".

وبحسب مصادر محلية تابعة لوكالتنا، وقعت عدداً من حالات الاختطاف والتعذيب حتى الموت وحوادث قتل ميداني دون أي محاسبة قانونية، وتتوالى الشهادات والمعلومات الميدانية التي توثق نمطاً ممنهجاً من العنف والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان.

ففي الثاني من حزيران/يونيو الماضي، كانت قد اختفت شابة علوية تدعى نغم شادي عيشة البالغة من العمر 23 عاماً، بعد مغادرة منزل عائلتها في قرية "البياضية" بمدينة حماة، حيث أكد والدها أن الأسرة أجبرت على مغادرة القرية نتيجة العنف الطائفي المتكرر، ولا يزال مصير ابنته مجهولاً حتى اليوم.

واختطفت الشابة ليزا محمد إبراهيم البالغة من العمر 19 عاماً من قرية "رأس العين" بريف جبلة، فيما ناشدت والدتها أهالي المنطقة بالكشف عن مصير ابنتها المخطوفة.

وفي مدينة حمص، تعرضت لمى علي الصارم وزوجها نبيل خضور، للقتل، وذلك عقب توجههما إلى أحد مراكز الشرطة لتقديم شكوى حول سرقة منزلهما، وقد تم توقيفهما يوم الأربعاء 2 تموز/يوليو الجاري، ثم عُثر لاحقاً على جثتيهما داخل معسكر الحسن بن الهيثم.