اليونيسف: انخفاض معدلات التطعيم في لبنان يعرض الأطفال لأمراض مميتة
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من أن تراجع تطعيم الأطفال في لبنان يجعلهم عرضة لأمراض خطيرة في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً أدى إلى هجرة العاملين الصحيين وشح الأدوية.
مركز الأخبار ـ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن أزمة لبنان الاقتصادية وما تبعها من إشكالات في الطاقة جعلت الأطفال عرضة للأمراض المميتة المحتملة.
على وقع الأزمة الاقتصادية المتمادية التي يشهدها لبنان منذ صيف العام 2019 وصنفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، لم يبق قطاع بمنأى عن تداعيات الانهيار وبينها القطاع الصحي والاستشفاء والأدوية المستوردة بمعظمها من الخارج.
أوضحت ممثلة اليونيسف بالإنابة إيتي هيغينز، في بيان، أنه مع وصول النظام الصحي في لبنان إلى حد الانهيار بسبب الأزمات العديدة التي ضربته في الصميم، لم يعد بإمكان كثير من العائلات الانتقال حتى إلى المرافق الصحية للحصول على الرعاية الصحية الأولية لأطفالها في ظل كفاح العديد من العاملين في القطاع الصحي، للحفاظ على حسن توفير المتطلبات الصحية خلال الأزمة.
وأوضحت "اليونيسف" في تقرير أصدرته بالتزامن مع أسبوع التمنيع العالمي، أن "تأزم الوضع الاقتصادي العالمي وما نتج عنه من ارتفاع في الأسعار وزيادة في التضخم، يؤدي إلى تفاقم الأزمة الكارثية في لبنان، وبالتالي ازدياد التداعيات الخطيرة على صحة الأطفال"، لافتةً إلى أن تلك الأزمات ستؤدي إلى المزيد من الاضطرابات في القطاع الصحي.
ولفت التقرير الذي يحمل عنوان "تفاقم الأزمة الصحية للأطفال في لبنان"، إلى أن القيود المفروضة على استيراد الأدوية والمعدات الطبية تؤثر بشكل خطير على جودة الرعاية الصحية للنساء والأطفال.
وحذرت اليونيسف من أن الانخفاض الحاد في معدلات التطعيم الروتينية ترك الأطفال عرضة للأمراض المميتة المحتملة مثل الحصبة وعدوى الدفتيريا، أي الخناق، والالتهاب الرئوي، موضحاً أن التطعيم الروتيني للأطفال قد انخفض بنسبة 31% مع العلم أن معدلات التحصين كانت في وقت سابق منخفضة بالفعل وبشكل مثير للقلق، وقد نتج عن ذلك وجود عدد كبير من الأطفال غير المحصنين والمعرضين للأمراض وآثارها الخطيرة.
وشددت المنظمة على ضرورة المحافظة على "سلسلة التبريد" الضرورية للقاحات في بلد ارتفعت فيه أسعار الوقود بشكل كبير ما يشكل "تهديداً جديداً للخدمات الأساسية، مثل حسن تسليم اللقاحات".
وأكدت ممثلة اليونيسف بالإنابة إيتي هيغينز، أنه في ظل وجود أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، "لم يعد بإمكان كثير من العائلات الانتقال حتى إلى المرافق الصحية للحصول على الرعاية الصحية الأولية لأطفالها، ولم يعد كثر قادرين على توفير الطعام والتغذية اللذين يحتاجهما أطفالهم للبقاء على قيد الحياة".
وأوضح البيان أن "المسح الوطني للتغذية في لبنان لعام 2021" يظهر أن المؤشرات الغذائية الرئيسية للأطفال الصغار ضعيفة في أيامهم الأولى من الحياة، وتزداد سوءاً بمرور الوقت، لافتاً إلى أن أكثر من 90% من الأطفال لا يستوفون معايير الحد الأدنى التي تتيح لهم الحصول على الوجبات الغذائية المتنوعة المتكررة، التي يحتاجون إليها، أو النظام الغذائي المقبول خلال الفترة الأدق في حياتهم التي تحدد نموهم وتطورهم الصحي حتى بلوغهم سن الثانية.
وأكد البيان على أنه هناك حاجة ماسة إلى الدعم لمنع المزيد من التدهور في الوضع الصحي والغذائي وحماية النساء والأطفال الأكثر ضعفاً في الوقت الذي يعاني فيه لبنان الانهيار الاقتصادي وآثار جائحة كورونا، وأعقاب انفجارات مرفأ بيروت عام 2020، يضاف إلى كل هذا الوضع الاقتصادي العالمي المتأزم حالياً.
ولفتت إيتي هيغينز خلال البيان إلى أنه "مع عدم ظهور أي علامة تحسن لتداعيات الأزمات المتشعبة المتداخلة في لبنان، فإن العمل الفوري والمركز أصبح حاجة ملحة لإعطاء الأولوية لصحة الأطفال. إذ لا يستطيع لبنان أن يتحمل جيلاً من الأطفال في حالة صحية سيئة ومحرومين من التغذية".
وأشارت إلى أن اليونيسف تعزز دعوتها الحكومة اللبنانية وجميع أصحاب الشأن إلى تركيز كل الجهود من أجل تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال التحصين باللقاحات، وتحسين الرفاه الغذائي للأطفال والنساء.