اليوم... تظاهرات حاشدة في أوروبا احتجاجاً على مجزرة باريس

تم الكشف عن أسماء الذين فقدوا حياتهم في المجزرة التي ارتكبت في العاصمة الفرنسية باريس، وكان من بينهم إحدى رائدات الحركة النسائية الكردية أمينة كارا، وسينظم الشعب الكردي وأصدقائهم فعالية احتجاجية كبيرة اليوم في باريس.

مركز الأخبار ـ كشف مؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني في أوروبا عبر مؤتمرٍ صحفي عن أسماء الذين فقدوا حياتهم في المجزرة التي وقعت أمس الجمعة 23 كانون الأول/ديسمبر، مستهدفة مركز الثقافة أحمد كايا.

قال الرئيسان المشتركان لمؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني في أوروبا، فاتوش جوكسونغور ويوكسيل كوتش، "كان من بين اللذين فقدوا حياتهم أفين (أمينة كارا) وهي إحدى رائدات الحركة النسائية، ومن حركة الثقافة هما مير بيرور (م. شيرين أيدين) وعبد الرحمن كزل".

في العديد من مدن أوروبا، وفي الليلة الماضية خرج الكرد ومؤيدي القضية الكردية إلى الشوارع للاحتجاج على المجزرة التي وقعت في باريس، وألقى الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع باللوم على الدولة التركية في حدوث المجزرة، وأكدوا على أنها لم تكن مصادفة فقد تزامنت مع ذكرى مقتل السياسيات الكرديات ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شيلمز اللواتي فقدن حياتهم في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2013.

 

"وقوع المجزرة لم تكن من قبل صدفة"

وحول مقتل إحدى رائدات الحركة النسائية الكردية أمينة كارا، في مجزرة باريس، دعت حركة المرأة الكردية  TJK-E في بيانها، إلى تصعيد النضال، في إشارة إلى أن أفين كانت من المناضلين داخل الحركة النسائية الكردية منذ سنوات.

وجاء في البيان "اليوم، لقد تم تنفيذ الهجوم على مركز أحمد كايا الثقافي الكردي في باريس بأمر من رجب طيب أردوغان، نظمت الدولة التركية هذا الهجوم كما حدث في مذبحة ٩ كانون الثاني/يناير، إن القاتل هو أردوغان، إن الدولة الفرنسية بعدم اتخاذ أي احتياطات وتجريم الجاني تقوم بالتستر على الجريمة وتشارك في المجزرة، لقد قُتل في هذا الهجوم الوحشي إحدى رائدات الحركة النسائية الكردية أفين (أمينة كارا)، والفنان الكردي مير بيرور، وأحد الوطنيين عبدالرحمن كزل".

وأضاف البيان "المناضلة أفين كانت امرأة قوية جداً لقد نشأت مع الثقافة الطبيعية في بوطان، كانت شجاعة، ومخضرمة بوعي حرية الوطن، لقد حاربت من أجل النساء وبلادهن في كل جزء من بلادنا، وتحدت المستعمرين بكل قواها بقلبها وضميرها، أنه ليس من قبيل المصادفة قتل المرأة الكردية الشجاعة التي احترفت هذا العمل وكرست حياتها للحرية، إن الدول القاتلة تعتقد بأن قتل النساء سيوقف نضال النساء من أجل الحرية".

وأوضح البيان "تعرضت الحركة النسائية الكردية التي استهدفت في مجزرة باريس بشخص ساكينة، وهنا مرة أخرى بإطلاق النار على المناضلة أفين، مرة أخرى تم إطلاق النار على النساء والحرية والكرد، في باريس أُريقت دماء النساء، وتركت جرائم القتلة في الظلام".

ولفت البيان إلى أنه "نُظمت هذه المجزرة في نفس الوقت الذي كان الشعب الكردي والنساء فيه يلاحقان باستمرار المسؤولين من أجل إزالة التحالفات والأسرار الكامنة وراء مجزرة باريس، ويبدو أنهم حاولوا من خلال هذه المجزرة إسكات صوت المرأة الكردية المنتشر في أنحاء العالم، إن الدول القومية التي تشكل تحالفات لمصالحها الخاصة لم توضح الحقيقة بعد وتغض النظر عن دعوات الشعب والمضطهدين والنساء، وبقتل الرائدات الكرديات، قام أردوغان بنقل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد الكرد إلى وسط أوروبا، طالما بقيت أوروبا صامتة وتقدم تنازلات لمصالحها، فإنها ستغرق في مستنقع أردوغان".

 

"لن يتمكنوا من إسكات الصوت العالمي للمرأة الكردية"

وأوضح البيان "مع اقتراب الذكرى العاشرة لمذبحة باريس كنا نستعد للاحتجاج على المذبحة من خلال مطالبتنا "بإزالة سرية الدولة"، تلقينا هذه الرسالة الموجهة إلى النساء الكرديات، يظهر هذا الهجوم مرة أخرى أن المرأة الكردية هدف للدولة التركية وحلفائها على اختلاف أنواعهم، فنحن نقول كلما حاولت الدولة التركية الفاشية اسكاتنا، كلما صرخنا بصوت أعلى، وهم يحاولون إغلاق الشوارع أمامنا، سنملأ الشوارع بشكل أكبر، وهم يهددوننا بالمجزرة سنرد عليهم بشعار (الحياة هي المقاومة)".

وأكد البيان "نقول لمرتكبي هذه المجازر ولكل قوة تغض النظر عنها، لن يتمكن أي هجوم ولا في أي مكان، من إيقاف ثورة المرأة الكردية، ويجب على أولئك الذين يريدون إضعافنا بجعلنا نشعر بالألم من أجل المناضلين أن يعرف ذلك جيداً، فالمرأة الكردية تعتمد على الحرية حتى الموت، ولقد تعلمت المقاومة من ساكينة جانسيز، واعتبرت النضال أكثر قيمة من الخبز والماء، لن تتمكن أي قوة من ردعهن على أن يكن مناضلات في سبيل هذه الحقيقة".

وأضاف البيان "كما في باريس قبل ١٠ سنوات، ستقاتل النساء الكرديات حتى تحاسبن مرتكبي المجزرة، وتقمن بتسليط الضوء على الحقيقة في الساحات، ولن تكفن عن النضال حتى تمحين باسم البشرية جمعاء عار مدينة باريس المتمثل بقتل النساء، سنبقى في الشوارع والساحات حتى تتم محاسبة الفاعلين للمجازر بحق أفين وأصدقاؤنا المناضلين، لن نتخلى عن معركتنا حتى تتحقق العدالة، تذكروا! كل شتلة تسقط على الأرض ستزيد من غضبنا أكثر، وغضبنا هذا يصيب القاتلين، عاش نضال نسائنا من أجل الحرية! ولتسقط الدولة التركية القاتلة!".

 

الهلال الخصيب: ستناضل النساء في الساحات حتى الكشف عن الحقيقة

كما أدان الهلال الخصيب في بيان مكتوب مجزرة باريس وأكدت على النساء ستناضلن في الشوارع والساحات حتى يتم الكشف عن مرتكبي المجزرة، "برأينا جرائم القتل التي يُعرف مرتكبوها ارتكبت في نفس المكان وبنفس الطريقة بعد ١٠ سنوات من حدوثها، فمن أجل تأخير النهاية الحتمية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فقد تسارعت هجماتها على الكرد بكل الأساليب".

وأشار إلى ان "تركيا بهذه الممارسات والانتهاكات تسرع من نهايتها عن طريق جرائم القتل التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها، بالتأكيد ليس من قبيل المصادفة أن هجوم باريس الأخير تزامن مع ذكرى أول هجوم على باريس في عام ٢٠١٣، إن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يقومان بتنفيذ هجماتهم على الكرد والنساء، الذين اضطروا للجوء إلى أوروبا بسبب الفاشية والقمع، من خلال المتعاونين معهم في تلك البلدان".

 

"من واجبنا المقاومة في كل المجالات"

وأضاف البيان "الفاشية لا تعرف حدوداً، وضعت الدولة التركية جميع خططها ومؤامراتها قيد التنفيذ لتدمير واقع المقاومة للكرد والنساء في الشرق الأوسط والعالم، إلا أن الكرد فمن خلال التغذي بفلسفة القائد عبد الله أوجلان قد اكتسبوا قوة للنضال وانتصروا عليهم جميعاً، إنهم يدركون جيداً أن حقيقة الكرد والنساء ستؤدي إلى زوالهم، إذا كانت الفاشية تهاجم في كل مكان وكل لحظة، فمن واجبنا أن نقاوم في أي وقت وفي كل مكان ونقضي على  الديكتاتوريين، وعلى هذا الأساس وبصفتنا حركة للثقافة والفنون النسائية، ندين الهجوم الدموي على مركز أحمد كايا للثقافة والفنون، ونريد من الدولة الفرنسية أن تحكم على جرائم القتل المرتكبة والدول التي تقف وراءها، إذا لم تكن هي أيضاً شريك فيها، ويجب أن تعلم الحكومة الفرنسية أنه سيتم الحكم عليها عاجلاً أم آجلاً بضمير التاريخ والإنسانية، كشريك في كل جريمة قتل تركتها في الظلام ولم تقم بالكشف عن الحقيقة، وعلى هذا الأساس فإننا ننحني باحترام لواقع الكرد والنساء الذين يقاومون في هذا الطريق ولا يترددون في دفع أي ثمن، ندعو جميع الفنانين، وخاصة الفنانات، إلى المقاومة في الساحات والميادين حتى يتم الكشف عن مرتكبي الهجوم الذي تعرض له مركز أحمد كايا الثقافي".

والجدير ذكره أن الكرد سيتظاهرون في باريس اليوم السبت 24 كانون الأول/ديسمبر، على الهجوم الذي وقع في باريس من قبل الدولة التركية وتقاعس الحكومة الفرنسية.