"ألوان الفرح" معرض للرسم في الشهباء يعاند الحصار والتهجير

رغم قلة الإمكانيات في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا لما تعانيه من حصار خانق إلا أن ذلك لم يقف حائلاً أمام افتتاح معرض للرسم حمل عنوان "ألوان الفرح"، يدعم الطلاب والطالبات النازحين ويؤكد على المقاومة حتى العودة

روبارين بكر
الشهباء ـ .
نظم مركز الثقافة والفن في ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين في شمال شرق سوريا بالتعاون مع كومين الرسم في الشهباء اليوم السبت 7 آب/أغسطس معرضاً لرسومات طالبات وطلاب مدارس ناحية شيراوا في قرية زيارة. وقال معلمي وطلاب ناحية شيراوا في مقاطعة عفرين المشاركين في معرض الرسم أنهم لن يتخلوا عن مواهبهم وقدراتهم مهما اشتدت عليهم الظروف والحرب. 
وحمل المعرض الذي سيستمر ليومين عنوان "ألوان الفرح"، وعرضت خلاله أكثر من 200 رسمة، تم التحضير لها على مدار شهر تقريباً، حيث تنوعت أفكار ورسائل الرسومات فمنها ما عبر عن وحشية هجمات الاحتلال التركي على عفرين، ومنها ما سلط الضوء على الثقافة والفن الكردي، وتناولت عدد من الرسومات المرأة والطبيعة.
 
 
وأكدت عضو كومين الرسم فرع عفرين في الشهباء زيلان سليمان على الاستمرار رغم الظروف التي يتعرض لها النازحون "رغماً عن الصعوبات والمعاناة التي يواجهها مهجري عفرين من نزوحٍ قسري وهجمات مستمرة على ناحية شيراوا بشكلٍ شبه يومي إلا أن الأطفال لا يتخلون عن مواهبهم وهم ذوو معنويات عالية على الدوام".
وتابعت "نستطيع أن نقول إن رسومات الأطفال المشاركين جيدة نوعاً ما، فعدم توفر الإمكانيات حتى البسيطة منها من ألوان وأوراق مناسبة للرسم يعد نجاحاً"، مضيفةً "هذا المعرض يعطيهم دافعاً للاستمرار وتطوير مواهبهم".
 
 
أما المعلمة المشرفة على الفعالية ثريا أحمد قالت "منذ نزوحنا قسراً من عفرين صوب المهجر في الشهباء وقرى ناحية شيراوا ونحن نقاوم بوجه الاحتلال التركي ليس بالسلاح فقط وإنما بالفن".
وبينت أن عدد جيد من الأطفال رغب بالمشاركة في المعرض لكن الاختيار وقع على عدد أقل "أراد المشاركة نحو 40 طالباً لكن خلال الاختبارات التي أجريت اخترنا من بينهم 16 طالب/ة"، مضيفةً "اخترنا المتفوقين من بينهم من أجل أن ينجح المعرض ويكون بالشكل المطلوب". 
وأكدت ثريا أحمد أنهم واجهوا الكثير من المصاعب خلال فترة التدريب والتحضير للمعرض من ناحية تطوير مهارات الطلاب والتعبير الصحيح في اللوحات، "كان لكومين الرسم فضلاً كبير في تنظيم المعرض، وهذا نتاج عمل ومجهود متواصل من الكومين والطلاب".
وشددت على دعمهم لجميع الطلبة الراغبين في تعلم الرسم "المعرض على شكل تسلسلي لرسومات ولوحات الطلبة منذ البداية وحتى اليوم، فهو على شكل متابعة لتطور مهاراتهم كيف كانت وكيف ساهم الكومين في تطويرها. أننا مستعدون لاستقبال جميع الأطفال ولو كانوا يمتلكون القليل من الموهبة في الرسم".
وشاركت ثريا أحمد بلوحة حملت صورة لما تعرضت له مدينة عفرين والخوف الذي تملك الأطفال جراء أصوات القصف والدمار.
 
 
وقالت أخين إيبش إحدى الطالبات المشاركات في المعرض "كان لمعلمتي في الرسم دوراً كبيراً في تطوير موهبتي. أحب الرسم والتفنن فيه كثيراً وأرغب بتطوير هذه الموهبة خلال السنوات القادمة "، وأضافت "حاولت عرض رسومات متنوعة فإحدى الرسومات تتحدث عن جمال الطبيعة وشروق الشمس الذي يرسم منظراً رائعاً". 
ومنذ تهجيرهم من مدينتهم عفرين في 18 آذار/مارس 2018 يعيش عدد كبير من المهجرين في مخيمات الشهباء وقراها في حين تعاني المقاطعة من الحصار الذي يفرضه النظام السوري.