السودان... الهجمات مستمرة ومحاولات فرار نحو مناطق آمنة

أدى الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي دخل يومه الحادي عشر، في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، إلى اشتعال أزمة ومعارك خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى من المدنيين.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ لا تزال معاناة السودانيين مستمرة إثر انقطاع الماء والكهرباء والانترنت، إثر الهجمات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد، في الوقت الذي توقفت كافة المؤسسات عن الخدمة.

رغم اتفاق الطرفين على هدنة جديدة ووقف لإطلاق النار، إلا أنه سمع دوي قذائف واشتباك بأسلحة ثقيلة في الخرطوم اليوم الثلاثاء 25 نيسان/أبريل، كما أفادت مراسلة وكالتنا.

ويزداد تردي الأوضاع الصحية كل يوم حيث انعدمت بعض الأدوية نهائياً في العاصمة الخرطوم، كما هناك نقص حاد في بعض المعينات منها الأكياس التي تستخدم لنقل الدم، وينشط متطوعون حالياً مع بعض الأهالي خارج السودان في محاولة لتوفيرها من السعودية عبر ميناء بورتسودان.

ويحاول الكثير من السكان الآن الخروج من العاصمة نحو مدن أخرى آمنة معظمهم من النساء والأطفال بعد أن استحالت الحياة فيها بسبب القصف المستمر والقتال من ناحية، وانقطاع المياه والكهرباء والدواء وشح المواد الغذائية من ناحية أخرى، وتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الصفحات الشخصية والمجموعات المختلفة المعلومات حول الطرق المفتوحة وتكاليف السفر وهواتف أصحاب السيارات والحافلات التي يمكن استقلالها للفرار من جحيم الحرب أثناء توفر الانترنت.

وسجلت حوادث متفرقة في العديد من الطرق السفرية للأهالي، كما وردت أخبار عن وجود حالات نهب في طرق عديدة لكن ذلك لم يثن الأهالي الذين لم يبقى لديهم خيار سوى المخاطرة أملاً في النجاة.

بينما توجه بعض سكان العاصمة نحو مناطق أخرى داخل السودان، والبعض الآخر أختار مغادرة البلاد نهائياً والتوجه نحو إحدى دول الجوار منها مصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وبحسب تصريحات صحفية لحكومة جنوب السودان فإن حوالي عشرة آلاف لاجئ وصلوا من السودان خلال الأيام الأخيرة الماضية.

وتعد الطرق البرية هي الخيار الوحيد للسفر خارج السودان فالمطار ما زال مغلقاً كما أن الحركة بين مدن العاصمة الثلاث صعبة ومحفوفة بالمخاطر، الأمر الذي جعل السكان ينسقون فيما بينهم للتجمع في نقاط محددة قريبة لمناطق سكنهم بعد الاتفاق مع صاحب الحافلة التي ستنقلهم على أخذهم منها، وارتفعت تكلفة السفر كثيراً إثر انعدام الوقود والسولار في العاصمة وظهور ما يعرف بـ "السوق السوداء" التي بلغ سعر الجالون الواحد من البنزين فيها حوالي 70 دولاراً.

ولا يزال هناك الكثير من العالقين في وسط الخرطوم منذ اليوم الأول للقتال في مناطق لم يكن سهلاً على المتطوعين الذين يعملون على إجلاء الأهالي وتوفير بعض الاحتياجات، إجلاؤهم منها بسبب شدة القتال فيها، وما زالت النداءات تتكرر لإخراجهم قبل أن يقتلهم الجوع والعطش أو الصراع المسلح.

وقامت دول عدة بإجلاء رعاياها من الدبلوماسيين والمدنيين خلال اليومين الماضيين، منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان، فيما أعلنت الأمم المتحدة على إبقاء عدد من موظفيها، ويتخوف السودانيون من ازدياد شدة القتال بعد خروج الأجانب.