'الشعوب التواقة للحرية نجحت في إفشال الحرب النفسية'

قالت نادية مستو المستشارة والأخصائية النفسية في مركز "الشهيدة آمارا"، إن الحرب النفسية هي بالأساس حرب معنوية، مشيرةً إلى أن الشعب في إقليم شمال وشرق سوريا انتصر وقلب الموازين في هذه الحرب لصالحه.

سوركل شيخو

تل تمر ـ مركز "الشهيدة آمارا" التابعة لمدينة تل تمر بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال شرق سوريا، أعد دراسة حول أهداف وآثار الحرب النفسية على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الحرب، وكيف يمكنهم حماية أنفسهم من آثارها.

 

"الحرب النفسية حرب مدمرة"

قالت المستشارة والأخصائية النفسية نادية مستو، إنهم وجدوا أن هناك حاجة لإجراء الدراسة لمعرفة الجوانب التي يتأثر فيها الوضع الذي يعيشه المجتمع "الحرب النفسية هي حرب الأفكار والأعصاب، يعاني منها الإنسان أكثر من غيره، والحرب النفسية هي حرب يستخدمها العدو أكثر من غيرها، من أجل هزيمة الطرف الآخر نفسياً ومعنوياً وجعله يخدم أفكاره حتى يحقق أهدافه".

وأضافت "الحرب النفسية تنتشر بسرعة، لأنه في أوقات الهجمات والحروب يتم تصديق المعلومات السلبية أكثر من تلك الإيجابية، إنها حرب مدمرة، فهي تهزم الناس نفسياً، وتنشر الخوف في المجتمع، حتى بين المقاتلين أيضاً من أجل تحقيق أهدافها العسكرية والاقتصادية والمالية".

 

"تفكيك التماسك الاجتماعي إحدى خصائص الحرب النفسية"

وأشارت نادية مستو إلى أن خصائص هذه الحرب أنها لا تريد إقناع الطرف الآخر، بل تدمير قوة الخصم المعنوية والنفسية "تريد كسر إيمان وثقة الطرف الآخر بأهدافه ومبادئه، لجعله يعتقد أن هذه المبادئ والغايات مستحيلة التحقيق، والترويج لبعض الإنجازات والانتصارات من جانب المعتدي أو المهاجم، من خلال تضخيمها والمبالغة فيها وإظهار هذا النصر والنجاح الذي لم يتحقق في الواقع من أجل زعزعة ثقة الخصم".

وتابعت "تهدف الحرب النفسية إلى تفكيك التماسك الاجتماعي، وتقليل ثقة الناس بقواتهم وإمكاناتهم، وتحطيم الآمال، إذا لم يتم إدراك هذه الحرب جيداً، ولم يكن هناك فهم جيد لها، فسيتأثر بها المرء ويخسر نفسه، ومن المهم جداً عدم تصديق أي معلومات يتم نشرها، والبحث عن حقائقها ونشر هذه المعلومات مع حقيقتها، حتى تهدأ هذه الحرب".

 

"الإيمان والثقة هي القوة والسلاح لتحقيق النصر"

كما تطرقت نادية مستو إلى طرق وأساليب الحماية من الحرب النفسية وردعها "لا ينبغي لأحد أن يصدق أي معلومة، ولا ينبغي له أن يساهم في نشر أي معلومة لا أساس لها من الصحة وغير موثقة، فذلك سيؤثر على الرأي العام، وبثقة كبيرة وإيمان بقدرات قواته يجب على المرء أن يصبح درعاً ضد الحرب النفسية ويكون قادراً على هزيمتها".

وفي إطار الحل أيضاً، قالت إنه "يجب أن نؤمن بقواتنا وإدارتنا لنكون قادرين على هزيمة الحرب النفسية وغيرها من الهجمات، ومن المهم جداً عدم الاستسلام لغاياتها، والتفكير بالأمل والإيمان والقوة والقيام بالعمل الإيجابي والفعال، كما أن الثقة هي القوة لتحقيق النصر والنجاح، لذلك عندما نكون داعمين لمن حولنا، سنخلق بيئة داعمة وآمنة، علينا أن نعيش على أمل أن تنتهي هذه الحروب والصراعات والأزمات التي نمر بها، وأن نعيش بطريقة أكثر سلمية".

 

"الإيمان بالنصر والنجاح لإفشال الحرب النفسية"

ولفتت نادية مستو إلى أن الشعب في إقليم شمال وشرق سوريا ومدى قدرتهم على فهم الحرب النفسية "بالإيمان، أصبح أهالي إقليم شمال وشرق سوريا الآن مدركون لحقيقة الحرب النفسية وما الذي تهدف إليه، لذلك تمكنوا من إفشالها، فمع كل هجوم عسكري تبدأ حرب نفسية، وبذلك فهموا حقيقتها وردوا على ذلك برفع مستوى آمالهم بالنجاح والنصر في كل لحظة، إنها شعوب تشق طريقها نحو النصر خرجين من قلب الحرب النفسية، وبذلك يمكننا القول بأنهم شعوب تثق وتؤمن بقوة إدارتها ومقاتليهم".