المؤتمر النسوي الإقليمي: يشهد التاريخ على شجاعة النساء الكرديات وسعيهن لتحقيق العدالة والمساواة

تتفق الناشطات والحقوقيات المشاركات في المؤتمر النسوي الإقليمي المستمر في يومه الثاني، على أن رؤية القائد عبد الله اوجلان في مسيرة تحرير النساء استثنائية لا تنافسها أي رؤى أخرى.

زهور المشرقي / سوزان أبو سعيد

بيروت ـ تطرق المحور الأول من الجلسة الثالثة لمؤتمر تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة الذي جاء تحت عنوان "على هدى: Jin jiyan azadî"، لـ "رؤية رفيق درب المرأة المفكر عبد الله أوجلان، ودوره في تصعيد نضال حرية المرأة"، و"الوضع القانوني والممارسات اللاإنسانية المطبقة على المفكر أوجلان في سجن إمرالي".

أديرت الجلسة الثالثة للمؤتمر من قبل الناشطة النسوية الأردنية أمل الكردي، التي أكدت خلال مداخلتها على أن "حرية المرأة ممكنة في الشرق الأوسط وستصبح آلية للتغيير الاجتماعي".

من جانبها قالت المتحدثة باسم مبادرة نون من أجل حرية أوجلان سوسن شومان، أن طرح قضية مشاركة المرأة في المراحل المختلفة من مسار التحولات السياسية عامة وفي مفاوضات السلام بصفة خاصة يأتي في إطار النضالات النسوية التي بدأت من شمال أفريقيا إلى الشرق الاوسط، ولعل أبرز معركة تلك التي قادتها النساء الكرديات حيث يشهد التاريخ على إرادتهن وشجاعتهن في مواجهة التحديات والصعاب سعياً منهن لتحقيق العدالة والمساواة.

ولفتت إلى النساء الكرديات تقاتلن من أجل حياتهن وحريتهن في منطقة تحيط بهن التهديدات من كل حدب وصوب، ابتداءً من الهجمات التركية المستمرة مروراً بالإرهاب وصولاً إلى السلطات الأبوية في المنطقة، لافتةً إلى أنه بالرغم من ذلك فقد حققن إنجازات مهمة.

وعن مبادرة "نون" تشير إلى أنها جاءت لكسر صرخة القيود المحكمة على القائد أوجلان وللمطالبة بإطلاق سراحه، مشيرةً إلى هذه المبادرة النسوية موجهة للعالم أجمع ولكل شخص يؤمن بالحرية والعدالة.

واتفقت المتحدثات مع الناشطة في مجال الجنولوجيا روجيان حسين التي دعت خلال مداخلتها إلى تشكيل تنظيم نسوي محكم يساند القائد أوجلان ويساهم في تحرير الوعي، مشيرةً إلى أنه بالرغم من وجود الحركات النسوية والاشتراكية والثورات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، إلا أن جميع القضايا المتعلقة بتحرير النساء وضعت في بئر مغلق، ولكن مع انتشار فكر وفلسفة القائد أوجلان، برزت طرق جديدة لحل هذه المشكلة الاجتماعية وتحرير المرأة وإخراجها من قوقعتها.

وسلطت الضوء على التسلسل التاريخي لحراك المرأة الكردية استناداً لفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، مشيرةً إلى أنه "يعود الفضل في جذب المرأة التي بقيت لآلاف السنوات خارج الإطار التنظيمي؛ لساحات النضال وصفوف الثورة، وتوعيتها وتهيئة الأجواء لمطالباتها بالحرية التي تستحقها، إلى القائد عبد الله أوجلان".

وأضافت "في عام 1998 أطلقت أطروحة جديدة تتمحور حول مبادئ تحرر المرأة وتشتمل خمسة بنود، وهي الوطنية وحب الوطن، بحيث تمثل المرأة وطنها بعاداتها وتقاليدها وثقافتها، وكان من الضروري تطوير الثقافة، بينما كان المبدأ الثاني النضال، وهو حرية الإرادة والرأي الحر، حيث لا يمكن للمرأة التحرر من تأثير كافة الإرادات المهيمنة والذكورية ودور الرجال المهيمن فكرياً واجتماعيا إلا بالتعبير عن القوة والتطور في التفكير، والبند الثالث يتمحور حول النضال المنظم واتحاد المشاعر، وهو أحد المعايير التي تضمن حرية المرأة، والرابع بتمحور حول الحماية، والمبدأ الخامس علم الجمال".

وفي مداخلة لها قالت المحامية رنكين أرغول أنهم لم يتلقوا أي معلومات عن القائد عبد الله أوجلان من سجن إمرالي منذ حوالي العامين، مؤكدةً على أن العزلة المشددة المفروضة عليه غير قانونية، ولا يزال المحامون مستمرين في محاولة لقائه والاطمئنان عن وضعه الصحي.