المؤتمر العالمي الثالث للنساء: لابد من ثورة نسوية ضد الانتهاكات التي تطال النساء

تستمر أعمال المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي تحتضنه تونس، بمجموعة من ورشات العمل.

زهور المشرقي

تونس ـ تستمر أعمال المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات في تونس، في يومه الثالث بمجموعة من الورشات وسلطت إحداهما الضوء على أهمية الوعي النسوي للتصدي للانتهاكات ضد النساء، فيما تناولت ورشة أخرى أزمة الكاميرون وتأثيرها على النساء.

انطلقت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات بالمركز الثقافي محمود المسعودي بالعاصمة تونس، وتضمنت مجموعة من الورشات ومعرض لمنتوجات بعض البلدان خاصة الأفريقية إضافة إلى عرض بعض اللوحات التشكيلية.

وناقشت إحدى ورشات المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي تحتضنه العاصمة تونس، وضع النساء في العالم وهمومهن المشتركة، حيث اتفقت المشاركات من مختلف جنسيات العالم على أن مشاكل الكادحات متشابهة إلى حد ما، وتتعرض جلهن لكافة أشكال الاستغلال والتنكيل ويتقاضين رواتب زهيدة لا تحفظ كرامتهن.

وشددت المشاركات على أهمية تضافر الجهود بين مختلف نسويات العالم وإقامة ثورة ضد كل السياسات الخاطئة التي تنتهك حقوق النساء وتعتبرهن أداة للوصول إلى السلطة لا غير.

وأكدت المشاركات أن محاربة بطش السلطات يتطلب وعياً نسوياً متناسقاً في كل أنحاء العالم، وأشدن بدور الحركات النسوية من أجل مكافحة تلك الأفكار البالية التي تحاول الانتقاص من شخصية النساء.

وعبرن من جانب آخر عن مساندتهن المطلقة للنساء الفلسطينيات في حربهن ضد "الاحتلال"، واعتبرن أن قضيتهن عادلة ويجب أن تكون محل اهتمام العالم لإيقاف آلة الدم والقتل.

وعلى هامش الورشة، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة لوكالتنا، إن الورشة خصصت لمناقشة وضع النساء في المنطقة وفي أفريقيا وأمريكيا اللاتينية وأوروبا، معتبرة أن مناقشة هموم النساء هي فهم للمجتمعات التي تستقر ضمنها، لافتة إلى أن "الفلسطينيات يعتبرن منفردات فهن يعشن تحت بطش الاحتلال، وبالتالي لا بد من تسليط الضوء على معاناتهن لفضح السياسات الإمبريالية الي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي تعتبر عدواً لكل شعوب العالم".

وقالت إن "الفلسطينيات تناضلن منذ 74 عاماً ضد سياسات الاحتلال الغاشم الذي صنعته لندن بوعد بلفور وتدعمه الآن واشنطن، دون أن يعرف العالم شيئاً عن تلك المآسي التي يُعبّر عنها بالقلق والبيانات والتنديدات"، لافتة إلى أن "العالم شاهد على كمية الدعم المقدم لأوكرانيا، في وقت يواصل الاحتلال قصفه وظلمه واستهدافه للأبرياء دون أن يحرك ذلك ساكناً لأي طرف".

وأضافت "دمروا سوريا والعراق ومختلف دول المنطقة، صنعوا المحتل للسيطرة على الثروات في مناطقنا وتقسيمها وتدميرها، نحن نعتبر التعدي على أي شعب في العالم تعد علينا في فلسطين".

 

 

وتطرقت للعبء الذي تتحمله الفلسطينيات من أجل صراع البقاء، "نريد حرية وطننا، الذي سيساهم بتحرر المرأة، أينما حققت النساء نجاحهن فهو نجاح لنا ولكل الشعوب".

وأشارت السياسية الفلسطينية الحاصلة على لقب أفضل شخصية نسوية عربية لعام 2020 من الاتحاد النسائي الجزائري، إلى أن المرأة تعيش اضطهاداً مركباً سواء العنف الطبقي أو القومي أو الجنسي وأبرز عنف ذلك المسلط من قبل المحتل.

وتطرّقت مريم أبو دقة خلال الورشة إلى "معاناة الأسرى والأسيرات داخل السجون الإسرائيلية وفي مدينة القدس، وفي الضفة، وفي الداخل الفلسطيني"، وبينت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزّة المحاصر من قِبل الاحتلال منذ قرابة 16 عاماً، فيما تحدّثت عن الفلسطينيات ومعاناتهن في اللجوء مع التركيز على حقهن في العودة إلى جانب كل الفلسطينيين المهجّرين منذ أكثر من 70 عاماً.

وناقشت الورشة الثانية، وضع النساء في الكاميرون، حيث عرضت المشاركات الوضعية المأساوية للمرأة هناك في ظل انتشار الجماعات المسلحة والإرهاب والفوضى، ودعت إلى العمل على حماية حياة النساء والأطفال في المناطق التي مزقتها الحروب وانعدم فيها احترام حقوق النساء.

وطالبت المشاركات بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين/ات السياسيين/ات، فضلاً عن السماح بوصول المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة للنازحين والمدنيين المتضررين من الحرب.

ودعت النساء إلى السماح بحرية الوصول لمنظمات حقوق الإنسان لتلك المناطق للقيام بمهمة تقصي الحقائق، ولوقف إطلاق النار والتسريع في البدء بمحادثات السلام.

وتطرقت الورشة كذلك إلى حادثة حرق 520 قرية ومنزل على يد الجيش، فيما شرّد أكثر من مليون مدني، وأجبر أكثر من مئة ألف شخص على النزوح إلى نيجيريا، واعتقل 4000 مدني تعسفياً، وأعدم أكثر من عشرين ألف بينهم نساء وأطفال ومعاقين.

واتفقن على أهمية القيام بحملات مناصرة للنساء في الكاميرون لإيصال معاناتهن إلى العالم لاسيما في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية.