المرأة اللبنانية تمارس حقها في الاقتراع

لم تغيّر الأزمة الاقتصادية المشهد الانتخابي في لبنان، بل أعادت انتخابات 2022 إلى الأذهان المشهد الانتخابي نفسه الذي لطالما عاشه اللبنانيون.

كارولين بزي

بيروت ـ الأحزاب نفسها التي لطالما طغى وجودها على البرلمان اللبناني، واحتلت أعلامها وشعاراتها ساحات البلدات والقرى اللبنانية، ها هي تتواجد بقوة على الساحة الانتخابية ولو بمواقع جديدة تدّعي التغيير والمعارضة أحياناً.

حتى أن قوى التغيير وخلفها قوى السلطة لم تأت بأي برنامج انتخابي أو خطة للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه البلاد منذ نحو ثلاث سنوات.

وعلى الرغم من أن كثيرين كانوا يراهنون على تغيّر صورة انتخابات 2022، إلا أن هذه الانتخابات لم تشهد نسبة إقبال كبيرة على صناديق الاقتراع، بل لم تتجاوز نسبة الاقتراع في كافة المراكز والمناطق اللبنانية الـ 41.04 %.

وفي دائرة الجنوب الثالثة التي كان لوكالتنا تواجد وتغطية في مختلف البلدات الجنوبية، من بنت جبيل مروراً بكونين وعيترون، وصولاً إلى شقرا وحولا، سجلّت نسبة اقتراع مرتفعة لدى أقلام الاقتراع عند النساء تجاوزت الخمسين بالمئة في بعض الأحيان وتخطت المقترعين الذكور الذين لم تتجاوز نسبة اقتراعهم الأربعين بالمئة.  

ولكن الملفت أن اللوائح الثلاثة المتنافسة على دائرة الجنوب الثالثة سواء إن كانت "الأمل والوفاء" المدعومة من الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، أو "معاً نحو التغيير" المدعومة من قوى 17 تشرين الأول/أكتوبر والحزب الشيوعي وصولاً إلى لائحة "صوت الجنوب" الغير مكتملة والتي تضم 5 مرشحين عن 11 مقعداً، غابت عنها المرأة، علماً أن نسبة الاقتراع الوازنة والتي يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات هي للمرأة.  

وعن تأدية حقهن بالتصويت وغياب المرأة عن لوائح المرشحين لعام 2022 عن دائرة الجنوب الثالثة، بينت روحية عويلة 23 من بنت جبيل إنها تنتخب لأول مرة، مؤكدةً أن صوت النساء يصنع الفرق في الانتخابات، مشيرةً إلى أن النساء موجودات في الأحزاب لكن عددهن قليل في مجلس النواب.

أما زهراء عناني من بلدة كونين الجنوبية 26 عاماً، تقول إنها انتخبت من أجل تحسين وضع البلاد، أما عن دور المرأة في الانتخابات قالت إن دور النساء مهم جداً مشيرةً إلى أن المقترعات أكثر من الرجال، ومتمنية أن يكون عدد النساء أكبر في اللوائح القادمة.

أما ميادة ديراني من كونين في جنوب لبنان، فقالت إن دور المرأة كبير في المجال السياسي، متمنية أن يكون حضور المرأة أكبر، وأن تؤثر هذه الانتخابات بشكل إيجابي على حال لبنان ومستقبله.

نسيمة يونس من بلدة شقرا الجنوبية بينت أنها صوتت للحزب الذي تنتمي له، لكنها انتقدت انعدام وجود النساء في اللوائح الانتخابية، متمنية أن يتحسن وضع المرأة.

أما عن دور المرأة فبينت أن غياب المرأة على لوائح المعارضة والسلطة يتعارض مع قدرة المرأة على التغيير الإيجابي في البلاد مطالبة الأحزاب والأطراف السياسية بإعطاء المرأة حقوقها.

من جهتها أشارت هنية عقيقة من بلدة شقرا، إلى أن الاقتراع واجب على الجميع في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد، مبينةً أن الجميع ينتخب وليس فقط النساء، أما عن اللوائح فقالت إن النساء لا تترشحن في الجنوب اللبناني.  

فيما بينت مريم الشحيمي من بلدة شقرا، أن الانتخاب واجب على جميع اللبنانيين، مؤكدةً أن على النساء أن تكن حاضرات، ومشيرةً إلى النساء تنشطن في مختلف المجالات لكنهن لا تأخذن دورهن بشكل كافٍ في المجال السياسي. متمنيةً أن يتغير الوضع في البلاد نحو الأفضل.