المجتمع الدولي في موقف المتفرج والدولة التركية تستغل حرب غزة

تنديداً بالقصف المكثف الذي شنه الاحتلال التركي على مناطق متفرقة بإقليم شمال وشرق سوريا خرج الأهالي في عدة مناطق للتعبير عن غضبهم من استمرار المجازر بحقهم وسط صمت دولي.

مركز الأخبار ـ خرج أهالي مدينتي الرقة والشهباء إضافةً لمهجري عفرين في الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا اليوم الخميس 24 تشرين الأول/أكتوبر، بمظاهرات منددة بالقصف الذي يطال المنطقة ويستهدف المدنيين والبنية التحتية منذ أمس، والذي أسفر عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من 15 آخرين بينهم نساء وأطفال.

 

الرقة... على المجتمع الدولي التحرك

في المظاهرة التي نظمت في مدينة الرقة ألقيت كلمة باسم تجمع نساء زنوبيا تم التأكيد فيها على الغضب الشعبي من الهجمات الوحشية التي يشنها الاحتلال التركي على المنطقة، والتي شملت ديريك، تل رفعت، قامشلو، كوباني، ومراكز قوى الأمن الداخلي والمنشآت الحيوية.

وأكدت الكلمة أن "استمرار الهجمات التركية على مناطقنا ماهي إلا سياسة لفرض سيطرتها على إقليم شمال وشرق سوريا وإبادة شعبنا، لذلك لن نقبل بهذه الجرائم ولن نستسلم وسنقف بكل عزيمة بوجه هذه الاستهدافات".

وطالب تجمع نساء زنوبيا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم، وفرض عقوبات قاسية على مرتكبيها.

فيما أكدت الكلمة التي تم إلقائها باسم الإدارة المدنية أن هدف الهجمات هو النيل من المشروع القائم على أساس التعايش المشترك، وتم التأكيد فيها على التزام شعوب المنطقة بحقهم في الدفاع المشروع عن أرضهم واستمرارهم بالمقاومة والنضال بروح أخوة الشعوب.

 

"لن نسمح بتدمير واحتلال أرضنا"

وعلى هامش المسيرة استنكرت عضو مجلس العدالة الاجتماعية عبير خليل الهجمات المتكررة على إقليم شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع "لن نسمح بتدمير واحتلال أرضنا التي قدمنا أغلى ما نملك في سبيل تحريرها من داعش"، لافتةً إلى أن الاحتلال التركي يسعى من خلال هذه الهجمات إلى استهداف البنى التحتية والمنشئات الحيوية والخدمية، ومنازل المدنيين العزل لضرب إرادة الشعوب الحرة، وضرب مشروع الأمة الديمقراطية ولزعزعة أمن المنطقة".

وأكدت أن الهجمات تمثل جرائم ضد الإنسانية "تركيا اخترقت كافة القوانين والمواثيق الدولية"، منددةً بالصمت الدولي وتخاذله حيال الهجمات "البربرية والهمجية"، والسماح للاحتلال التركي بارتكاب هذه الجرائم دون أي رادع قانوني.

 

 

"تركيا تصدر أزمتها الداخلية"

من جهتها قالت عبير خليل "ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الاحتلال التركي باستهداف مناطقنا وضرب الخدمات الأساسية، فكلها سياسات لتصدير أزمتها الداخلية لتضاعف الأزمة العالقة في سوريا"، مؤكدةً أنه "كأهالي إقليم شمال وشرق سوريا سنتكاتف من كافة المكونات ونقف صفاً وصوتاً واحداً في وجه سياسات وأطماع دولة الاحتلال التركي في تغيير ديمغرافية مناطقنا، ولن نستسلم وسنقدم أغلى ما نملك في سبيل حماية مكتسبات ثورتنا ومشروعنا الأممي".

 

"تركيا استغلت انشغال العالم بحرب غزة"

فيما أوضحت فاطمة العلي الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل "خرجنا صغاراً وكباراً ونساءً لنعبر عن غضبنا حيال الاستهدافات التي شنها الاحتلال التركي يوم أمس على مناطقنا، ولنؤكد أن الدولة التركية استغلت انشغال العالم بالحرب الدائرة في غزة لترتكب جرائمها في مناطقنا".

وأضافت "نحن النساء حصلنا على معظم حقوقنا ووصلنا إلى مستوى من الحرية بفضل مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد ألأممي عبد الله أوجلان، ولذلك علينا حماية هذا المشروع وحقوقنا وأن نكون صفاً واحداً ونساند بعضنا حتى نتمكن من الوقوف في وجه كافة الهجمات وحماية مكتسبات ثورتنا التي تحققت بفضل تضحيات الشهداء".

 

مهجري عفرين وأهالي الشهباء ينتفضون بوجه الهجمات

في ثلاث تظاهرات متفرقة في كل من ناحية تل رفعت، وفافين واحرص، انتفض الآلاف من مهجري مدينة عفرين المحتلة وأهالي مقاطعة الشهباء منذ صباح اليوم 24 تشرين الاول/أكتوبر مؤكدين على صمودهم ومقاومتهم للهجمات التركية المستمرة منذ الأمس.

 

"الاحتلال يسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي"

وعلى هامش التظاهرة قالت رحيمة حبش "اليوم خرجنا إلى ساحات تل رفعت بالرغم من كافة الهجمات والاستهدافات التي يشنها الاحتلال التركي بهدف كسر إرادتنا والقضاء على مشروعنا الديمقراطي الذي يهدف إلى أخوة الشعوب"، لافتةً إلى أن "الاحتلال التركي يسعى عبر هجماته لضرب هذا المشروع وتفكيك النسيج الاجتماعي المتعايش على هذا الأرض".

وأكدت "سنرفع شعار المقاومة بوجه هجمات الاحتلال"، لافتةً إلى أن "الهجمات الأخيرة قضت على حياة الكثير من المدنيين في تل رفعت، ولكن لا بقتلنا ولا بتهجيرنا تستطيع تركيا أن تخرجنا من هذه الأرض، وسنبقى هنا نقاوم حتى نصل إلى أهدافنا"، مبينةً أن "الاحتلال حاول سلبنا إياها بتهجيرنا وتدمير منطقتنا وتشرد شعبنا".

وناشدت كافة المنظمات الحقوقية للخروج عن صمتها، ومحاسبة الاحتلال التركي على جرائمه بحق أهالي المنطقة.

 

"الاحتلال التركي يسعى لإبادتنا"

ومن ناحية أخرى قالت المهجرة هاجر حسن التي انضمت إلى مظاهرة ناحية فافين "الاحتلال التركي تسبب بتهجيرنا، ولم يكتفي بذلك بل يسعى لإبادتنا والقضاء علينا عبر الهجمات العشوائية والمستمرة على هذه المنطقة".

وأضافت "الاحتلال التركي يرتكب المجازر بحقنا، ويحرم أطفالنا من العيش بسلام، وأمام أعين العالم يقتلهم ويقضي على مستقبلهم"، مؤكدةً أن "قتل الاطفال جريمة ويجب محاسبة مرتكبيها، ولكن تركيا منذ سبعة اعوام ترتكب المجازر بحقنا والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تلتزم الصمت".

ونددت هاجر حسن بالهجمات، مؤكدة أنهم لن يستسلموا، وإرادتهم ستبقى قوية مهما فعل الاحتلال التركي من جرائم بحقهم.