المغرب... تعاونيات نسائية تشارك في معرض للصناعة التقليدية

أكدت المشاركات في المعرض أن التعاونيات المغربية النسائية تُعتبر الاقتصاد الاجتماعي التضامني آلية أساسية لبناء أسس التنمية المندمجة، ورافعة مهمة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

حنان حارت

المغرب ـ شكل حضور التعاونيات والجمعيات النسائية في معرض إكسبو زناتة 23 في نسخته الثانية، إضافة متميزة لفعاليات هذا الموسم السنوي وفرصة للتسويق والتعريف بمنتجات هذه التجمعات الصغيرة.

اختتمت جمعية أصوات الثقافات، أمس الأحد 19 آذار/مارس، فعاليات معرض الصناعات التقليدية الذي نظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "الرأسمال البشري رافعة حقيقية لتنمية المنتوجات المحلية".

وقد خصصت لهذه التعاونيات والجمعيات القادمة من مختلف جهات المغرب، حيزاً هاماً في فضاء الملتقى بأروقة شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار والعارضين، وحركة اقتصادية شكلت مناسبة لأعضائها للانفتاح على العالم الخارجي.

وقالت نائبة رئيس جمعية أصوات الثقافات ليلى طائفي، إن المعرض فرصة لفتح المجال أمام النساء المغربيات لتسويق منتجاتهن، مشيرةً إلى أن مثل هذه المبادرات تساعد التعاونيات على إبراز منتوجاتها وعرضها أمام زوار المعرض بشكل مباشر ما يسمح بالتعرف على كل المنتجات "المعرض يهتم بالصناعات التقليدية ويدعم المرأة خاصة في مجال التعريف بمنتجاتها والتسويق لها".

وأكدت "مثل هذه المبادرات تهدف إلى تنمية روح المبادرة لدى النساء وتمكينهن من تطوير قدراتهن"، لافتةً إلى أن هذه المبادرة تشكل فضاء لتقريب الزوار من المنتجات المحلية التي تعرض من قبل نساء التعاونيات ذوات المهارات العريقة وتمكينهن من عرض المنتجات للزوار الذين يدفعهم الفضول للتعرف على منتجات كل منطقة على حدى.

 

 

ومن جانبها أوضحت جميلة دغوغي وهي رئيسة تعاونية تفاؤل الخير المغربي للطرز والخياطة التي أسست تعاونيتها عام 2017 في الدار البيضاء ـ سطات أن المشاركة في المعارض، هو مناسبة للتعرف على عارضين آخرين، وتطوير التجارب والبحث عن أسواق أخرى وتطوير مجال العمل "كصانعات وصناع تقليديون نتواصل بيننا عندما نعلم أن هناك معرض بصدد التنظيم، نقدم كل الوثائق من أجل كسب ثقة المنظمين، ونخرص على المشاركة في مثل هذه المبادرات فهي فرصة لنا من أجل تقريب منتجاتنا للزبون، فالصانع التقليدي دائماً يبحث عن الفرص ومثل هذه المعارض هي فرصة لنا لتسويق منتجاتنا".

 

 

وبدورها قالت فاطمة السبتي وهي مسؤولة بجمعية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، إن جمعيتها تضم العشرات من النساء اللواتي تقمن بإنتاج بتحويل نبات الورد إلى مستحضرات تجميل وأنواع من الصابون وتسويقه، لافتةً إلى أن "هذه المعارض فرصة لنا كعارضات من أجل التعرف على زبائن جدد وتقريب المنتجات إليهم".

وأضافت "نعتمد مقاربة تشاركية من خلال الاهتمام أكثر بالنساء وتطوير كفاءاتهن والأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ثقافة الجهة التي ننتمي لها".

أما زهرة كريش التي تقوم بتسويق الحلي والمجوهرات النسائية، فأوضحت أنها تعمل مع ست نساء من أجل توفير فرص عمل لهن بالقرب من بيوتهن حتى تتمتعن بدخل مالي عالي".

واعتبرت زهرة كريش المعرض فرصة لها ولباقي النساء من أجل تسويق المنتجات التي عملن عليها، وقالت إنها بصدد تأسيس تعاونية لجعل عملهن مؤطر قانونياً، وذلك بهدف تنظيم عملهن في قطاع الصناعة التقليدية للمجوهرات والحلي وتسويقها، والانخراط في الاقتصاد الاجتماعي التضامني لما يتسم به من قوة وتنظيم على كافة الأصعدة، وبالتالي كسب دخل مادي للمتعاونات لتحسين ظروفهن المعيشية.

وعن المادة الأولية، كشفت زهرة كريش أن "المواد الأولية أقتنيها من ميزانيتي الخاصة وأوزعها على النساء من أجل صناعة الحلي النسائية"، متمنية الحصول على دعم من الجهات المسؤولة بعد تأسيس التعاونية لخلق فرص عمل للنساء.

 

 

وقالت ثورية قويدري رئيسة تعاونية فن الديكور بمدينة المحمدية إن مثل هذه المعارض تشكل فرصة لها كتعاونية متخصصة في فن الديكور وصناعة منتجات من السيراميك بتسويق منتجاتها وتقريبها من زوار المعرض الذين يقبلون على التعرف على المنتجات وشرائها.

وأضافت "شهد اليوم الأخير للمعرض إقبالاً كبيراً من الزوار وكعارضة هذا الأمر يبث الثقة في نفسي كامرأة تمارس هذا النوع من الفن للإبداع أكثر وتقديم منتجات تنال إعجاب الزبائن".