الجريدة النسوية الجزائرية تطلق حملة لحث النساء على المطالبة بحقوقهن
تحت شعار "ما تسكتيش هذا وقتك"، أطلقت الجريدة النسوية الجزائرية حملة نسوية لتطالب المرأة بحقوقها بلا خوف، بالإضافة إلى انضمامها لمجموعات نسوية متحدة.

الجزائر ـ لا يزال ارتكاب جرائم قتل ضد النساء منتشرة بسبب النظرة الدونية لهن، حيث يشهد العالم بين الحين والآخر جرائم قتل مروعة تطال النساء والفتيات، مما يتطلب تدخلاً دولياً للحد من هذه الجرائم وتشديد العقوبات على مرتكبيها.
مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة، أطلقت الجريدة النسوية الجزائرية، أمس الأربعاء الخامس من آذار/مارس، حملة نسوية تحت شعار "ما تسكتيش هذا وقتك"، موجهةً نداءً لكل النساء من أجل الانضمام للمجموعات النسوية المتحدة في الوقت الراهن للمطالبة بحقوقهن بلا خوف، كما طالبتهن بالمشاركة والنشر والاقتراح والتحدي وعدم السكوت.
وتزامناً مع هذا شرعت شبكة "وسيلة" وهي جمعية جزائرية لمساعدة النساء والأطفال ضحايا العنف، في بث فيديوهات مُقتضبة لنساء جزائريات تعرضن سابقاً للعنف في محاولة منها لتكثيف عمليات التوعوية بخطورة العنف على العائلات والمجتمع والتشجيع على كسر جدار الصمت، حيث أن معظمهن لا تُبلغن عن العنف على الرغم من وجود قوانين تُجرمه، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتعزيز آليات التكفل بالنساء ضحايا العنف والتي جاءت تجسيداً لنضالات المرأة الجزائرية التي أثبتت وجودها في مختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة.
ووثقت الشبكة حالات عنف جسدية ونفسية، حيث أكدت فتاة جزائرية في العقد الثاني من عمرها من خلال فيديو، تعرضها لابتزاز إلكتروني من قبل شاب تقدم لخطبتها غير أنها رفضته فانتقم منها، موجهةً نداءً للنساء بعدم التردد في التبليغ ضد العنف الجسدي والرقمي خوفاً مما سيقوله المجتمع لأن ذلك سيشجع الأخريات على التبليغ كذلك.
وفي وقت سابق، نشرت مجموعة "فيمينيسيد الجزائر"، تقريراً حول العنف الممارس ضد النساء خلال الفترة ما بين عامي 2019-2024، بإحصاء مئات حالات القتل، والتي ارتكبت بعد سنوات من العنف الأسري المتواصل، و89.4 بالمئة من تلك الجرائم قد ارتكبت داخل المنازل، 40.4 بالمئة منها في المنازل الزوجية، و42.3 بالمئة منها في مكان عمل الضحايا، فيما وقعت 8.5 منها في أماكن عامة، و2.1 بالمئة من الحالات لم يتم تحديد مكان وقوع الجريمة.
ولم يهمل التقرير ذكر أساليب القتل والأسلحة المستخدمة، حيث تبين أن الطعن هو الأسلوب الأكثر استخداماً في تلك الجرائم ضد النساء لعام 2024 بنسبة 31,9%، والضرب بنسبة 23,4%، أما الذبح والخنق بنسبة 8,5%، وإطلاق النار بنسبة 4,3%، بالإضافة إلى الدهس بالسيارة بنسبة 2,1%.
وبالنسبة لحالات القتل التي تمت بالضرب، أشار التقرير إلى أن 90.9 بالمئة من تلك الحالات استهدفت الرأس، بينما استهدفت 9.1 بالمئة الظهر، مؤكداً أن هذه الأرقام ليست شاملة، وتُمثّل الحالات التي تم إحصاؤها، والرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير.