'الهجمات الكيماوية تؤدي إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاج'

اعتبرت الباحثة ناهد حسيني الهجمات الكيماوية على المدارس والتسمم المتسلسل للطالبات نوعاً من الانتقام من الشباب/ات، مؤكدةً على أن الحكومة الإيرانية المسؤول الرئيسي عن هذه الجريمة.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ مع انتشار الاحتجاجات الشعبية من قبل الأهالي في إيران وشرق كردستان ضد السلطات، تزامناً مع إعادة فتح المدارس، جابت احتجاجات طلابية واسعة النطاق، داعين جميع الناس للنزول إلى الشوارع وترديد شعارات مناهضة ومنددة بتسميم الطالبات.

حاولت الحكومة الإيرانية معاقبة الفتيات بمهاجمة مدارس البنات بمواد كيماوية وتسميم متسلسل للطالبات، لمشاركتهن في انتفاضة Jin Jiyan Azadî"" النسوية، في محاولة لإنهاء الحركة النسوية.

أكدت الباحثة في مجال حقوق المرأة والتعليم ناهد حسيني أن "حوالي 13 ألف طالب وطالبة تعرضوا لهجوم كيماوي من قبل قوات الأمن، بعد انتهاء عطلة نوروز تعرضت عدة مدارس في مدينة سقز، طهران، وخراسان وغيرها من المدن للهجوم، فبحسب الأنباء تعرضت 12 مدينة في 6 محافظات للهجوم وتم نقل حوالي 400 طالب/ة إلى المستشفى".

وفي إشارة إلى مرور "سبعة أشهر على ثورة جينا أميني" تقول إن "رمز هذه الثورة فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً، فتاة قتلت بوحشية في طهران بذريعة ظهور بعض خصلات شعرها من تحت الحجاب".

 

"هذه الاعتداءات هي شكل من أشكال الانتقام من الشباب/ات"

وأوضحت أن "الجسم الأساسي لثورة جينا أميني يتكون من الفئة الشابة وخاصة النساء"، وفيما يتعلق بالاعتداءات الكيماوية على مدارس البنات تقول "هذا يثبت أن هذه ثورة نسائية. ومعظم المتظاهرين في الشارع هم دون الثلاثين من العمر وكبار السن يدعمونهم أيضاً. أي أنها ثورة عامة وأغلبية المجتمع تدعم الشباب/ات الذين يتخذون من  "Jin Jiyan Azadî"شعاراً أساسياً لهم، وجاءت مطالبهم في هذا الإطار، إنهم يريدون حياة طبيعية لكنهم مكبوتون في أغلب الأحيان، هذه الهجمات هي شكل من أشكال الانتقام من الشباب/ات".

وشددت على سوء إدارة الحكومة الإيرانية في إرساء الأمن اللازم في المدارس "ورد في الوثائق التعليمية الإيرانية وفقاً لوثيقة اليونيسف فإن البيئة التعليمية يجب أن تكون آمنة ومأوى للتعلم، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الهجمات من عمل الحكومة أم لا، فإن السلطات تغلبت على هذه المشكلة. القضية الرئيسية هي أنها فشلت في إدارة وتوفير بيئة آمنة للطلاب، وبالتالي فإن الحكومة هي المسؤولة عن هذه الهجمات".

 

"الهجمات الكيماوية طريقة إجرامية ضد الطالبات"

وعن الغازات المنبعثة في المدارس توضح ناهد حسيني أن "هذه الهجمات لها آثار جسدية ونفسية على الطالبات حيث تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وقد تعانين من مشاكل في الرئة طوال حياتهن، ومن الناحية النفسية، لم يعد بإمكان الطلبة الشعور بالأمان والثقة في المدرسة التي يقضون فيها جزءاً مهماً من حياتهم، حتى أنهم يخشون عبور باب المدرسة. هؤلاء الأطفال هم قلب المجتمع ومستقبله، فعندما لا يشعروا بأمان تتحول المدراس إلى جحيم".

وحول الأضرار الاجتماعية الناجمة عن الهجمات الكيماوية على المدارس، تؤكد على أنه "يمكن للهجمات الكيماوية أن تزيد من عدد المتسربين من المدارس، ونتيجة لذلك سيزداد زواج القاصرات. طبعا آمل ألا تصل عمر الحكومة إلى مثل هذه الدرجة التي ستحدث فيه مثل هذه الكارثة".

واعتبرت ناهد حسيني أن حظر تغطية هذه الجريمة في وسائل الإعلام المحلية يتماشى مع الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الحكومة للتستر على جرائمها "اعتمد شباب وشابات إيران على وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الحقيقة والكشف عنها، لذا تعمد النظام قطع الإنترنت"، مشيرةً إلى أن الحكومة حظرت بعض الأنشطة العامة على النساء، كحرمانهن من استخدام الوسائل العامة مثل القطار، والالتحاق بالجامعة في حال عدم الالتزام بالحجاب الإجباري.

وشددت على استمرار انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، لافتةً إلى أن الهجمات الكيماوية لن تقف عائقاً أمام استمرار الانتفاضة والمقاومة "لقد استغرق الأمر سبعة أشهر وقد يستغرق وقتاً أطول، لكن المحتجون سيصلون إلى ما يريدون وسيتخلصون من النظام القائم الذي جعل الحياة جحيماً. إذا انخفضت وتيرة احتجاجات الشوارع الآن، فسيتم القيام بها بطرق أخرى. هدف السلطات من هذه الهجمات الكيماوية، إبقاء النساء والفتيات في المنزل، ولكن ذلك يؤدي إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاج العام".