مركز الأخبار ـ أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، خلال اجتماع مجموعة العشرين، على أن التحديات التي تقوض الأمن الغذائي العالمي تتطلب نهجاً مركباً يشمل الاستثمار وإصلاح السياسات واستخداماً أفضل للموارد.

خلال اجتماع لمجموعة العشرين في عطلة نهاية الأسبوع، أوضح المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، شو دونيو، أن "الأحداث العالمية الأخيرة، من جائحة كورونا إلى أزمة المناخ، والصراعات المتعددة حول العالم والحرب في أوكرانيا، أثرت بشكل كبير على أنظمة الأغذية الزراعية بطرق متعددة".

وأكد التقرير الذي صدر مؤخراً حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2022، أن الجوع في العالم قد ازداد مرة أخرى في عام 2021، مما يعكس تزايد عدم المساواة بين البلدان وداخلها، مشيراً إلى أن 828 مليون شخصاً عانوا من الجوع في 2021 بزيادة 46 مليون عن عام 2020.

وبحسب المنظمة فإن الحرب في أوكرانيا فاقمت الوضع الصعب، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية المزمن بـ 13 مليون هذا العام، و17 مليون في العام المقبل، كما يشكل التضخم المتزايد تحدياً عالمياً آخر، مع ارتفاع أسعار الغذاء العالمية منذ منتصف عام 2020 بسبب عوامل عدة.

استجابة لهذا التحدي المتصاعد، اقترحت الفاو إنشاء مرفق عالمي لتمويل الواردات الغذائية، لمساعدة البلدان في تمويل مشترياتها الغذائية لتقليل مخاطر الاضطرابات الاجتماعية.

وأشارت المنظمة إلى أن ارتفاع متوسط أسعار الأسمدة أيضاً من بين التحديات الأخرى، حيث تضاعفت ثلاث مرات تقريباً منذ منتصف 2021، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة، كما ستؤدي التغييرات في الطرق التجارية والقيود الحالية إلى زيادة سعر الأسمدة العالمي.

ولمواجهة هذه التحديات، دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تنفيذ إجراءات عديدة تشمل الاستثمار في البلدان الأكثر احتياجاً والأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مشددة على ضرورة التركيز على زيادة الإنتاجية من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام لإنتاج أغذية مغذية محلياً، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية في الوقت المناسب.

وأكدت المنظمة على أنه "يجب وضع سياسات تزيد الإنتاجية وتحمي الموارد الطبيعية، والتي تكون خاصة بالاحتياجات الإقليمية"، لافتةً إلى أن تحويل أنظمة الأغذية الزراعية لتقديم أنظمة غذائية صحية ومغذية، وتحقيق نتائج أكثر إنصافاً، سيتطلب استثمارات مالية كبيرة تقدر بنحو 8% من حجم سوق الأغذية الزراعية.

ودعا شو دونيو، إلى ضمان استخدام أفضل وأكثر كفاءة للمخرجات والمدخلات المتاحة لإنتاج المزيد بموارد أقل، وشدد على أن يشمل هذا المياه، حيث يظل الضغط على الموارد المائية أولوية، واستخدام أفضل التقنيات واللوائح المتاحة لتحقيق مكاسب فعالة في طريقة استخدام المياه في الزراعة.