'الأوضاع الإنسانية في لبنان هي الأسوأ منذ عقود'

حذرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة جنوب لبنان "اليونيفيل" من خطر تفشي وباء الكوليرا في لبنان نتيجة افتقار السكان للمياه النظيفة واستمرار الحرب.

مركز الأخبار ـ بدأت المواجهات بين القوات الإسرائيلية وحزب الله بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، ومنذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي تصاعدت وتيرة القصف بين الجهتين مما تسبب بنزوح آلاف الأشخاص ومقتل أكثر من ألفين، متجاهلين بذلك التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" أمس الأحد 20 تشرين الأول/أكتوبر، أن الحرب بين حزب الله والقوات الإسرائيلية أضرت بكيفية الحصول على إمدادات المياه النظيفة، لافتةً إلى خطورة تفشي الكوليرا في البلاد نتيجة الافتقار لمياه الشرب النظيفة على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.

وأشارت إلى أن قصف القوات الإسرائيلية المستمر يعرقل وصول خدمات المياه والصرف الصحي في أنحاء لبنان، مما يزيد من خطورة تفشي الكوليرا خاصةً بين الأطفال والأفراد الأكثر عرضة للخطر.

من جانبها قالت مديرة المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" كريستين كنوتسون، إن الأوضاع الإنسانية في لبنان هي الأسوأ منذ عقود حيث أن الموارد والقدرات المتاحة لم تعد كافية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة، لافتةً إلى أن لبنان بات في مفترق طرق خطيرة مع وجود ما لا يقل عن مليون شخص تأثروا بالعنف بشكل مباشر مما أجبر معظمهم على الفرار من منازلهم.

ونوهت إلى أن الأزمة الإنسانية واسعة النطاق تشمل جميع أنحاء لبنان، حيث يبحث النازحون عن ملاجئ في المدن والمجتمعات، مؤكدةً أن الأزمات المتعددة بما في ذلك المالية والاقتصادية والسياسية المستمرة، وتداعيات كورونا كلها عوامل أثرت بشكل كبير على قدرة لبنان على التعافي.

وأكدت التقديرات أن قرابة خُمس السكان مشردون، وخلال أسبوعين فقط ارتفع عدد النازحين من 110 آلاف خلال 11 شهر إلى ما يقارب من مليون شخص، ووفقاً لكريستين كنوتسون فإن هذا النزوح الهائل يزيد الضغط على الخدمات العامة كالرعاية الصحية والمياه والطاقة مع حاجة العديد من العائلات النازحة إلى المساعدات الأساسية.

وأوضحت يعيش نحو 181 ألف نازح فيما يقارب من 1000 مأوى، 77% منهم في المدارس مما تسبب بتأجيل العام الدراسي الجديد للمدارس الحكومية حتى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، على الأقل، وهناك أكثر من 300 ألف طفل بين النازحين.

وقالت أنه في جنوب لبنان لم يتمكن المزارعون من الوصول إلى أراضيهم وحقولهم منذ عدة أشهر وفقدوا مصادر رزقهم ومدخراتهم، وتدمّرت البنية التحتية نتيجة القصف المستمر، بما في ذلك مرافق المياه والمراكز الصحية والأراضي الزراعية والمنازل، محذرة من أن التصعيد المستمر لا يظهر أي بوادر للتراجع، حيث يتم إصدار أوامر نزوح متجددة باستمرار، مما يجبر السكان على النزوح مرات متعددة.