"الاندماج الاجتماعي" يدعم رائدات أعمال ويناقش العنف القائم على النوع الاجتماعي

نظمت جمعية التنمية للإنسان والبيئة فعالية الاندماج الاجتماعي ضمن مشروع "لبنان: سبل عيش أكثر استدامة وتعافي على المدى الطويل"، وتخللت الفعالية معرض لرائدات الأعمال وجلسات حوار حول قانون العمل والتوعية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.

كارولين بزي

بيروت ـ في ظل الأزمة الاقتصادية في لبنان، احتضنت مدينة صيدا، معرضاً لرائدات الأعمال، الممول من Kerk In Actie والمنفذ من قبل الجمعية اللوثرية للإغاثة العالمية، عرض خلالها مشاريع متنوعة لنساء اعتمدن على أنفسهن لتأمين اكتفائهن الذاتي.

 

"مشروعنا يطال رائدات الأعمال"

كان لوكالتنا جولة في معرض لرائدات الأعمال، حيث قالت منسقة مشروع "لبنان: سبل عيش أكثر استدامة وتعافي على المدى الطويل" رولا ونّا "ننفذ مع الجمعية اللوثرية للإغاثة العالمية مشروعنا "لبنان: سبل عيش أكثر استدامة وتعافي على المدى الطويل" على كافة الأراضي اللبنانية، مع رائدات أعمال تعملن في مختلف القطاعات الاقتصادية".

وأضافت "نظمنا فعالية الاندماج الاجتماعي وهو عبارة عن معرض يتيح للنساء تسويق إنتاجهن لمجتمعاتهن وكذلك فرصة لبيع هذه المنتجات... كما يساهم المعرض بأن تتعرف هؤلاء النساء إلى موردين وقادة أعمال"، لافتةً إلى أنه خلال هذه الفعالية تم تنظيم حلقات حوار تخللها عدة محاور تحدث فيها المشاركون عن نقاط القوة والضعف، التحديات والفرص، وكيفية تجاوز الصعوبات وتطوير أعمالهن.

وتتابع "نظمنا جلسات توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وجلسات توعية حول قانون العمل بالتشارك مع جمعية التنمية للإنسان والبيئة DPNA. إذا تناولت جلسة قانون العمل، الشروط العادلة والآمنة لهؤلاء النساء في قانون العمل، لكي تتعرفن على حقوقهن وواجباتهن وكذلك على حقوق وواجبات موظفيهن".

 

"نقدم الخدمات القانونية للناجيات"

كما تناولت جلسات التوعية، التوعية من خطر وباء كورونا وسبل الوقاية منه. مشيرةً إلى أن هذه الجلسات ترشد الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى مراكز تؤمن لهن المساعدة القانونية.

وعن سبب اختيار التوعية من العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال جلسات الحوار، تقول رولا ونّا "لأن النساء في مجتمعنا لا تتلقين الدعم الكامل، كما أن العديد منهن تتعرضن للعنف ولكن هن غير مدركات أن هذا عنف، إذ أحياناً يكون لفظياً أو معنوياً إلى جانب العنف الجسدي، وبالتالي نحن نؤمن للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي المؤسسات والخدمات القانونية للتخلص من هذا الواقع".

 

أسست Talking Hands... مشكلة تصريف الانتاج

تقول منى عون رائدة أعمال تشارك في المعرض "بدأت بالعمل بعدما شعرت بالملل وبالتالي كانت البداية على سبيل التسلية، بدأ مشواري في حياكة الكروشيه في العام 2005، ولكن ما دفعني إلى الاستمرار هو إعجاب الناس بهذه المنتجات وازدياد الطلب عليها. أكملت العمل في هذا المجال وطوّرت نفسي كثيراً ثم تعلمت التطريز على أنواعه وأتقنته، بالإضافة إلى الإكسسوار، وأنا اليوم مدربة في هذا المجال وأطلقت اسماً على منتجاتي وهو Talking Hands ثم قمت بتسجيله بإسمي رسمياً".

وعن كيفية تطوير موهبتها تقول "لقد طوّرت نفسي بنفسي، باستثناء التطريز الذي تعلمته بإحدى المؤسسات وكذلك تعلمت الخياطة في مؤسسة أخرى وأنا اليوم أعمل في مجال التدريب"، وحول أهمية مشاركتها في المعرض تقول "المعرض يقدم لنا الدعم ويفسح لنا المجال بالتواصل مع الآخرين بشكل أكبر"، مشيرةً إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهتها تصريف الإنتاج.

 

 

"سفرة أمل"

من الحياكة إلى المأكولات، تستعرض الناشطة الاجتماعية أمال فخرو الحلبي منتجاتها التي أطلقت عليها اسم "سفرة أمال"، وتقول "أنشأت مؤسسة "ولا أطيب" وأطلقت معها علامة تجارية باسم "سفرة أمال"، منتجات هذه العلامة نقوم بتسويقها وبيعها للمحال التجارية وفي الوقت نفسه نلبي الطلبات للمناسبات عبر تحضير مأكولات طازجة من كبة ورقاقات وفطائر وغيرها من الأطباق".

ولفتت إلى أن مركز مؤسسة "ولا أطيب" هو المكان المخصص للعمل "يضم فريق العمل ست نساء، ونؤمن جميعنا الطلبيات حسب الطلب، أما المأكولات التي تُباع في السوبر ماركت فهي محضرة مسبقاً ومثلجة"، مشيرةً إلى أنها بدأت بتحضير المأكولات الطازجة والمثلجة منذ نحو عشر سنوات وعلى سبيل التجربة، وبالفعل مع نجاح المشروع واستمراريته تم تسجيل العلامة التجارية رسمياً.

بعد تطور العمل وازدياد الطلب على مأكولات "سفرة أمال"، انتقلت النساء الست من العمل في منازلهن إلى مكان تم تخصيصه كمركز للمؤسسة، بعد أن كن تعملن من منازلهن في البداية.

كان الهدف في البداية الوصول إلى السوبر ماركت لكي تستطيع أمال الحلبي وصديقاتها بيع مأكولاتهن، وبالفعل مع استقبالهن من إحدى المحلات التجارية الكبيرة في صيدا، بدأ الناس يتعرفون إلى "سفرة أمال" ويشترونها.

وتعتبر أن المشاركة في المعرض تعود على مؤسستها بالنفع من ناحية تعرف عدد أكبر من الناس على منتجاتها وتذوقها ثم شرائها، لافتةً إلى أن عرض المنتجات في المعارض والمؤتمرات وتقديمها للزبائن بشكل مجاني لتذوقها، أفضل من التسويق عبر اللوحات الإعلانية على الطرقات أو الإعلانات التلفزيونية.

 

 

"التكلفة عالية"

بدأت رندة قبلاوي العمل في مجال الخياطة منذ نحو 15 عاماً، فهي تحيك شراشف الطاولات، الستائر وأغطية الوسادات والسرائر، وتقول إنها تعلمت الخياطة منذ إن كانت طفلة وقبل أن تتزوج، ولكنها لم تمارسها في ذلك الوقت "أردت لاحقاً أن أبدع بهذه المهنة وأطوّر نفسي... إذ كنت قد بدأت بتقصير السراويل وتضييق الملابس ثم طوّرت نفسي".

قررت رندة قبلاوي أن تحضر بعض المنتجات للمعرض ولكنها لا تبيع بشكل عام هذه المنتجات بل تعمل عليها بحسب الطلب، لأن تكلفتها عالية.

في ظل الأزمة الاقتصادية في لبنان، تعاني رندة قبلاوي من مشكلة تراجع الطلب على هذه المنتجات وتسعى من خلال مشاركتها في المعرض لأن يتعرف الناس إلى ما تمتهنه الأمر الذي سيساعدها في التسويق لعملها.

 

 

"شي حلو" 

أسست رنا عون علامة تجارية أطلقت عليها اسم "شي حلو"، وعن سبب اختيار اسم "شي حلو" لمؤسستها، تقول "أطلقنا اسم "شي حلو" على المؤسسة لأن كل ما نقدمه جميلاً. بدأنا بصناعة الصابون العادي، صابون الغليسيرين، الشمع والكروشيه. رسم على الفخار والخشب ونطمح لأن ندرّب الأشخاص الذين ليس لديهم مهنةً ونفتتح مشروعاً كبيراً لاحقاً نصرّف أعمال هؤلاء الأشخاص".

طموح رنا عون لا حدود له وتهدف من خلاله إلى تطوير نفسها ومساعدة الآخرين، لذا حاولت الاستفادة من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان منذ نحو ثلاث سنوات وطوّرت علامتها التجارية "بدأنا بهذا العمل منذ نحو خمس أو ست سنوات ولكن بسبب الأوضاع الاقتصادية وبعدما تركت وظيفتي رحت أعمل في البيت منذ سنتين تقريباً وقد شهد عملنا تطوراً ملحوظاً نتمنى أن نحسّنه أكثر مع تغير الأوضاع".

في البداية كانت الجهة المستهدفة من قبل رنا عون هي محيطها، ومع تمكنها من المهنة وتطوّرها بدأت تفكر بالتوسع أبعد من ذلك، ثم استعانت بمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتها وتسويقها بالإضافة إلى مشاركتها في المعارض "عندما بدأت مهنتنا تنضج بدأ طموحنا يكبر، وبالتالي لم يعد طموحنا فقط بأن نصنع هذه المنتجات بل أن ندّرب الناس ونتمنى أن نؤسس بيت حرفي كبير جداً".

بالتأكيد لم يستثن الوضع الاقتصادي "شي حلو" ولاسيما أن كل المواد التي يتم استخدامها في التصنيع هي مستوردة ويرتفع سعرها أسبوعياً ما يحد من التنويع في الانتاج، وفق ما تقول رنا عون، وفي رسالة إلى الشباب/ات العاطلين/ات عن العامل تقول "لا تيأسوا، فأنا التحقت بدورات متعددة وفي مختلف الميادين، حتى اكتشفت نفسي. الأمر الذي دفعني لأن أطمح وأترجم هذا الطموح في العمل وأسعى إلى تحقيق الأفضل".

 

 

"رغوة عطر"

تعمل هنادي وهبي في تصنيع الصابون وتركيب العطور. لافتةً إلى أنها بدأت بالعمل في صناعة الصابون منذ ثلاث سنوات والعطور منذ نحو سنتين.

دفعت الأزمة الاقتصادية هنادي وهبي للعمل ومساندة عائلتها، لكن طريقة التحاقها بصناعة الصابون كانت غريبة نوعاً ما "كنت أسوّق الصابون لصديقتي عبر صفحة لي على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى المرات كنت في "خان الافرنج" في صيدا أروّج لمنتجاتها خلال تنظيم معرض، عندها جاء أحد الزبائن وطرح عليّ سؤالاً حول مكونات صابونة الزيت، عندها لم يكن لدي جواب ما دفعني لأن أبحث أكثر وأتعرف إلى مكونات هذه المنتجات، وشعرت بأنني عشقت هذه الصناعة".

الأمر الذي دفع هنادي وهبي للالتحاق بدورة تدريبية لتتعلم أساسيات هذه الصناعة، وبعدها بسنتين التحقت بدورة أخرى لتجديد مهاراتها وتطوير نفسها، وفق ما تقول.

 

 

إلى جانب الصابون تعلمت تركيب العطور وصناعة كريمات البشرة، وهو ما تعمل فيه حالياً. وعن أهمية الالتحاق بدورات تدريبية لتطوير المهارات تقول "العالم في تطور مستمر، لا يمكننا أن نتعلم مهنة ونقف في مكاننا، فالزبون يبحث دائماً عن الجديد، لذلك التدريب يساعدنا على التجديد، وعلى كل فرد أن يعمل ليثبت أنه قادر على الإنتاج وأن يعتمد على نفسه فقط".