"أكاديمية أريج" تنظم ندوة حول استخدام المصطلحات المتعلقة بالنوع الاجتماعي

نظمت أكاديمية أريج أمس الاثنين 12نيسان/أبريل، ندوة رقمية حول كيفية استخدام المصطلحات المتعلقة بـ "النوع الاجتماعي/الجندر" في سياق لغوي مناسب

رفيف اسليم
غزة- ، وطرق ترجمة هذه المصطلحات من لغة إلى أخرى دون فقدانها دقّة معانيها عبر إعادة قراءة كيفية بناء معاني اللغة بمفهومها التواصلي، وذلك بحضور أستاذة التواصل السياسي والجندر ربى الحلو وعدد من الصحفيين.
أوضحت ربى الحلو في بداية حديثها أن المصطلحات المتعلقة بالنوع الاجتماعي/الجندر مازالت غير واضحة في البلدان العربية عموماً بسبب الفكرة المخيفة التي يصدرها الكتاب العرب عن الجندر، مكملة أن لإصلاح ذلك الخلل علينا إعطاء المعلومات والتوصيفات بشكل صحيح لتشكيل الهوية الجندرية وللعمل على تقبلها في البلدان العربية التي ما زالت تربط الجندر بمخالفته للعادات والتقاليد وأيضاً الشريعة.
وأكملت ربى الحلو أن مصطلح النوع الاجتماعي/الجندر بمفهومه البسيط هو عبارة عن العلاقات والأدوار الاجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع لكل من الجنسين (الرجال والنساء)، التي تتغير وفقاً لتغير المكان والزمان وتداخلها مع العلاقات الاجتماعية الأخرى مثل الدين، الطبقة الاجتماعية، العرق، مضيفة أن الخطأ في ترجمة المصطلحات الجندرية أو استخدام الكلمات في غير موضوعها هو ما شكل المفهوم الخاطئ عن الجندر.
وأردفت ربى الحلو أنه خطأ فادح أن تترجم المفاهيم المتعلقة بالجندرية والنسوية عبر مترجم جوجل أي الترجمة الحرفية بل يجب أن يقرب المعنى ويتم البحث عنها في الكتب والدراسات لموائمة المصطلحات الإنجليزية والعربية والعمل على تصديرها بشكل الصحيح للعالم العربي، مكملة أن الفكرة في الجندر هو تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وهدم الفجوة بينهم، لذلك يجب أن لا نخطأ بالتعبير عن الفكرة  لكي لا تتحول إلى إهانة للأخر بغير قصد.
وأجابت ربى الحلو حول استفسار عن كيفية الموائمة بين لغة الشارع والمصطلحات الواردة بالفصحى للجندر كي تصل الفكرة لكافة أفراد المجتمع، بأنه إذا ما أردنا تعميم الجندر ليصبح ضمن ثقافات المجتمع العربية فعلينا بداية النزول إلى الشارع وجمع ما لدى الناس من أفكار لإجراء عدة دراسات، مضيفة أنه بعد ذلك يأتي دور الجلسات التوعوية المفتوحة التي تركز على المواطن ليستوعب المفاهيم الأساسية وما تهدف إليه فكرة الجندر.
وأكدت ربى الحلو أن من الضروري قبل إجراء أي خطوة فهم ثقافة المجتمع لمعرفة كيفية مخاطبته لاستخدام المصطلحات والتوصيف المناسب الذي يأتي بناء على الاحتكاك بأفراده، مشيرة أنه إلى جانب الخطوات السابقة يجب العمل على نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية والثقافية بشكل مكثف بين طبقات المجتمع، والانتباه لجميع ما يكتب أو يقال لأنه سيبنى عليه جهد عدة سنوات وسيشكل فيما بعد الثقافة الجندرية العربية.
وأكملت ربى الحلو أن المجتمع رسخ عدة مفاهيم تنميطيه حول المرأة من الصعب تغيرها في يوم وليلة كصورة المرأة في السياسة أو في الإعلام وحتى الإعلانات التي روجت للمرأة كجزء من السلعة، بالتالي انعكس ذلك على الكتابة بمختلف أنواعها في تلك الفترة وعزز من تلك المعتقدات الخاطئة مثل "النساء تتحدث أكثر من الرجال" مردفه إذا ما رجعنا لحقيقة الأمر نجد أن كثرة الحديث أمر نسبي سواء كان رجل أو امرأة ويخضع لفكرة الموضوع والانسجام.
وأشارت ربى الحلو أن اللغة سلطة يمكن استخدامها لقلب الموازين لصالح الرجل أو المرأة لذلك إذا ما أردنا تعزيز مفهوم الجندر  وبناء الثقافة الجندرية في البلدان العربية علينا الرجوع إلى الموروث الثقافي ومفردات اللغة العربية القديمة لإعادة إحياء ما يخدم هدفنا منها، مشيرة أنه يجب التخلص من سياسة تنميط المرأة بوسائل الإعلام التي تتبع لرجال ترغب أن تظهر المرأة بصورة معينة متجاهلين ما وصلت إليه المرأة اليوم وما حققته من انجازات على مستويات عدة.