احتفالات نوروز في شمال وشرق سوريا تُقام بروح واحدة وشعار واحد

احتفل مئات الآلاف من أهالي شمال وشرق سوريا في مختلف المناطق بعيد نوروز الذي يُصادف الـ 21 من شهر آذار/مارس من كل عام، تحت شعار "بروح مقاومة نوروز سندحر الاحتلال"

مركز الأخبار ـ
 
في الرقة" ولادة مشروع الأمة الديمقراطية ولادة جديدة لشُعلة كاوا الحداد" 
توافد صباح اليوم الأحد 21 آذار/مارس الآلاف من أهالي المناطق المحررة "الرقة، دير الزور، الطبقة" للاحتفال بعيد نوروز الذي تعود جذوره لآلاف السنين، وذلك في الفرقة 17 الواقعة في الجهة الشمالية لمدينة الرقة. وارتدت النساء المشاركات في الحفل الزي الفلكلوري الشعبي الخاص بهنَّ والمُعبر عن تراثهنَّ ومدى ارتباطهنَّ بثقافتهنَّ، ومن خلال ملابسهنَّ شكلنَّ مع الطبيعة ألوان نوروز.    
وباركت الإدارية في إدارة المرأة بمدينة الرقة اعتماد الأحمد عيد نوروز على المناضلات والمناضلين في ساحات النضال للدفاع عن أرض الوطن ومُكتسباته قائلة "نبارك عيد نوروز على شهداء الحرية الذين بفضلهم وصلنا إلى هذا اليوم واستطعنا الوصول إلى حريتنا". 
ووجهت رسالة لجميع شعوب العالم ولجميع الدول التي تغض النظر عما يجري في شمال وشرق سوريا من انتهاكات واحتلال من قبل دولة الاحتلال التركي "نقول من خلال هذا التجمع العظيم بأن حقيقة مشروع القائد عبد الله أوجلان ظهرت وأصبحت واضحة من خلال اندماج جميع المكونات مع بعضها البعض في جميع المناسبات". وأكدت على أن "على جميع دول الحداثة الرأسمالية أن تعلم بأن ولادة مشروع الأمة الديمقراطية هي ولادة جديدة لكاوا الحداد وللقائد عبد الله أوجلان الذي أعطى جميع الشعوب والمكونات الحق في الانخراط بمشروع الإنسانية والأخلاق والديمقراطية".
وعاهدت اعتماد الأحمد بالمُضي قُدماً على نهج الشهداء حتى تحقيق النصر، ودحر الاحتلال التركي من كافة المناطق المُحتلة.
وتلاها إيقاد شعلة نوروز من قبل أمهات وزوجات الشهداء ووجهاء وشيوخ عشائر مدينة الرقة. كما تضمنت الاحتفالية العديد من الفعاليات منها وصلة غنائية من قبل فرقة الشهيدة أفيستا خابور، وأغنية "أنا سوري" من قبل فرقة الرقة للتراث والفن، ووصلة غنائية تراثية من قبل عضوة المركز الثقافي في مدينة الرقة منة الله الطعمة، وتقديم دبكة شعبية للرقة تعبر عن تراث الرقة الشعبي، وفقرة غنائية من التراث الكُردي.
 
 
في كوباني" نوروز يوم النصر التاريخي على الظلم والطغيان"
توافد الآلاف من أهالي إقليم الفرات في مقاطعة كوباني إلى غابة الأشجار الواقعة غرب المقاطعة. وتزينت النساء بأزيائهنَّ الفلكلورية التراثية.
وخلال كلمة استذكرت الرئيسة المشتركة لهيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا جيهان خضرو، جميع شهداء الحرية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على كرامة الوطن وحريته، وعاهدت من خلال هذه المناسبة أبناء الشعب بتحويل نوروز هذا العام لرمز للسلام والحياة المشتركة بين الشعوب، وشعلة لإحراق جميع المؤامرات وقالت "سنقاوم ضد جميع المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا، ونطبق مشروعنا الديمقراطي".
وأكدت أن جميع أهدافهم ستتحقق رغم الظروف التي تمر بها سوريا عامةً، ومناطق شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، "مقاومة العصر صورت كل ملاحم البطولات التي لم نرى لها مثيلاً في العالم". 
وعن استمرار المقاومة، أكدت أن "المقاومة مستمرة حتى تحقيق النصر، ودحر الأعداء، والتخلص من الاحتلال التركي بدءاً من جرابلس والباب ومروراً بعفرين وإدلب ووصولاً إلى سري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض"، مشددةً في الختام على أن نوروز سيبقى رمزاً للحرية والكفاح في وجه الظلم والاضطهاد. 
تلا ذلك فقرة فنية للأغاني الشعبية قدمتها فرقة بوطان، ومن ثم أعقبها كلمة العضو في مجلس العدالة الاجتماعية فلك يوسف أشارت فيها إلى أهمية عيد نوروز باعتباره عيد النصر على الظلم والطغيان، "نوروز يمثل السلام والحرية لجميع الشعوب التي تعاني من الاستبداد والعبودية"، موضحة أن لا أحد يستطيع القضاء على نضال الشعوب، وعلى استمرار شعوب شمال وشرق سوريا بالمقاومة ضد كل من يحاول إفشال وحدتهم.
وتخلل الاحتفال عرض فني يتضمن مجموعة من الأغاني الشعبية مُقدم من فرقة الشهباء، وشاركت فرقة الشركس من مدينة منبج بلوحة فنية راقصة تعبر عن التراث الشركسي العريق.
 
 
على أرض الشهباء تختلط روح النضال بروح الإصرار على حرية القائد أوجلان
انطلقت فعاليات عيد نوروز في الشهباء وسط تجمعات كبيرة لمختلف المكونات في الشهباء، حيث اختلطت روح نوروز لهذا العام بروح النضال والإصرار على حرية القائد عبد الله أوجلان، وجاء ذلك على خلفية تداول الأخبار حول تدهور الوضع الصحي للقائد مما دفع أهالي عفرين والشهباء لإيقاد شعلة نوروز لعام 2021 التي ستكون البداية لحريته.
وتجمع الأهالي في ساحة ناحية الأحداث بالشهباء، ثم تم الاستماع لصوت القائد عبد الله أوجلان حول العيد وأهمية شعلة الانتفاض "نوروز" لدى الشعب الكُردي وكافة الشعوب الراغبة والهادفة للحرية. 
وألقيت كلمة باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم عفرين من قبل الرئيسة المشتركة لإقليم عفرين في الشهباء شيراز حمو التي أكدت أن "شعلة نوروز لهذا العام ستكون بداية النهاية للاحتلال وبروح مقاومة نوروز سنحيي النضال أمام السياسات التي تضطهد ثقافتنا ووجودنا وليس ثقافتنا فقط بل كافة الشعوب المُضطهدة، وسنعمل على تأسيس الحياة التي تمنح حرية الهويات والثقافات الأخرى".  
وباسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ألقيت كلمة من قبل عضو مجلس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حسن كوجر الذي هنأ نوروز على العالم بأسره، وأفاد أن الحرب واحتلال عفرين أسقطت الأقنعة عن كافة الدول التي ساندت تركيا ومنظمات حقوق الإنسان التي تناست وجود شعب يعاني من أثر الاحتلال، "ما أبداه ولا يزال يبديه شعب عفرين من مقاومة ونضال طيلة ثلاثة أعوام في الشهباء ضمن كافة الظروف القاسية أكبر رد على مخططات تركيا".
ومن ثم تم تقديم فقرات غنائية من قبل فرقة الشهيدة هيفا التابعة لحركة الهلال الذهبي في مركز عشتار لإقليم عفرين، كما عرضت فرقة التراث حلقات الدبكة، وأدت فرقة آوازين شهبا عدة عروض غنائية عربية تحيي الفلكلور العربي.
وبعدها قدم عرض مسرحي باسم" خالقين الأمل" من قبل فرقة المسرح التابعة لحركة الثقافة والفن لإقليم عفرين على شكل مقطعين توزعا ضمن برنامج نوروز، كما قدمت فرقة جبال الكرد/جياي كرمنج الأغاني.
كما أن الفنانة دانيز دومان قد وفدت من أوروبا إلى الشهباء لمشاركة الاحتفالية مع أهالي عفرين المقاومين في الشهباء وقدمت أغاني ثورية قومية، وبدوره تم أداء أغاني فردية من قبل الفنان نيازي سيدو.
وقدم الاتحاد الإيزيدي لإقليم عفرين عروض غنائية من قبل فرقة الشهيدة بيريفان الإيزيدية، ومن ثم تم أداء موال من قبل الفنان أحمد براده.
 
في حلب اجتماع المكونات لإيقاد شعلة نوروز خير دليل على التعايش المشترك
توجه الآلاف من أهالي مدينة حلب، بأزيائهم الكُردية الفلكلورية الملونة بألوان الربيع، إلى حقل الرمي بمنطقة الشقيف في حي الشيخ مقصود، للاحتفال بعيد نوروز.
وخلال الاحتفال قالت عضو مؤتمر ستار في حلب فهيمة سليمان "نحيي اليوم ذكرى المقاومة والحرية من خلال عيد نوروز، بشكل مختلف عن الأعوام السابقة من خلال جمع روح النضال والتعايش المشترك والحرية على هذه الأرض، واليوم أرى إرادة المرأة الحرة المتجددة والتواقة ليوم جديد خالي من الظلم والعبودية تتقد بشعلة نوروز، تلك الشعلة التي توقدها المرأة في كل عام في الـ 21 من شهر آذار/مارس".
وأكدت أن المرأة من خلال احتفالها بنوروز تبرز صمودها، وأن نيران الأمل والإصرار بداخلها تتقد مهما حاولوا إطفائها.
من جهتها قالت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو "شعبنا بإرادة عظيمة وبانضمام مختلف الأطياف والمذاهب يجتمعون اليوم لإيقاد شعلة نوروز، هذا الاحتفال خير دليل على طبيعة التعايش المشترك بين جميع المكونات والذي يقوم على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية".
وبينت عائشة حسو أن الدول الرأسمالية وفي مقدمتها تركيا تعمل على إخماد الثورة "إن الحل الوحيد للوقوف في وجه المؤامرات التي تستهدف ثورتنا هي حل الأزمة السورية داخلياً، عن طريق الحوار البناء والهادف الذي يلبي تطلعات كافة أبناء الشعب ومن كافة المكونات". 
ومن ثم قدمت فقرات غنائية وعروض مسرحية. 
 
 
أمهات الشهداء في الحسكة يوقدنَّ شعلة نوروز
توافد الآلاف من أهالي الحسكة ونواحيها في شمال وشرق سوريا إلى سد الحسكة الواقع على الطريق الواصل بين ناحية تل تمر ومدينة الحسكة للاحتفال بعيد نوروز، وهناك أوقدت أمهات الشهداء شعلة نوروز، وارتدى كل مكون اللباس الذي يُعبر عن ثقافته، حيث تنوعت بين كردية وعربية وسريانية.  
وهنأت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، عيد نوروز على جميع الشعوب وقالت "أن هذا الاحتفال في ساحة الحرية جاء من أجل التوضيح بأننا قادرون على تحقيق الحرية، نحن نوقد منذ زمن بعيد شعلة نوروز رغم جميع المحاولات الهادفة لإخمادها".  
وأكدت إلهام أحمد "نحن في كل يوم نسير على درب الحرية من خلال مواصلتنا في ثورة روج آفا"، موضحة أن الشعب الكُردي لم يعد يناضل لوحده، بل إن النضال امتد ليشمل كافة شعوب المنطقة".
وأملت إلهام أحمد أن يتحقق الحل السياسي والديمقراطي في نوروز العام المقبل "هذا ما نسعى إليه بشكل مستمر من خلال التضحيات التي قدمها أبنائنا وبناتنا في مواجهتهم للإرهاب والاستبداد".
وعن ضرورة اللحمة والتكاتف من أجل النهوض بمجتمع ديمقراطي يشمل جميع المكونات بريادة الإدارة الذاتية، دعت للتكاتف والنضال من أجل تحرير كافة المناطق المحتلة والمقاومة من أجل إعادة المهجرين إلى منازلهم.
واستنكرت إلهام أحمد الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي في الأراضي المحتلة، والتي تمس المرأة والمجتمعات والإنسانية في تلك المناطق، وتستهدف إرادة الحرية "نعاهد شعبنا المُهجر قسراً بتحرير كافة المناطق المحتلة، ووقف معاناتهم في ظل التهجير". 
واختتمت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد كلمتها بالتأكيد على أن "مقاومة المرأة من خلال ثورة روج آفا حققت لنا العديد من المكتسبات، وعلى الرغم من فقداننا للعديد من الشهيدات المناضلات في سبيل ذلك، فإن على المرأة الاستمرار بتطوير نفسها والمقاومة على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات". 
وفي ختام الاحتفال قدمت عدد من الفرق الغنائية والتراثية الأغاني والعروض للدبكات الشعبية، كما وعقد المشاركون والمشاركات خلال الفعالية حلقات الدبكة الفلكلورية على وقع الأغاني الشعبية. 
 
 
نساء قامشلو يتطلعنَّ للاحتفال بنوروز القادم في الأراضي المحتلة 
توافد المئات من أهالي مقاطعة قامشلو وقراها ومن كافة المكونات الكُردية، العربية، السريانية إلى قرية هيمو التابعة لمقاطعة قامشلو للاحتفال بعيد نوروز. 
وتخلل فعاليات الاحتفال إيقاد شعلة عيد نوروز من قبل أمهات الشهداء، وخلال برنامج الاحتفالية قدمت العديد من العروض المسرحية والدبكات الفلكلورية والأغاني الشعبية، وكان من الفرق التي شاركت في الاحتفالية "فرقة كرباوي، ولات، بالا، بوطان، الشهيدة ساكنة، الطبقة". 
وألقيت في الاحتفالية كلمة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي من قبل عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الدار خليل، وقال فيها "ننحني إجلالاً وإكراماً لشهدائنا الأبرار ونجدد عهدنا بالسير على دربهم"، مشيداً باحتفال الشعب الكردي إلى جانب جميع مكونات المنطقة، معتبراً ذلك دلالة على أن هذا العيد يجمع مختلف المكونات. 
وفي إشارة إلى الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة عموماً والمناطق المحتلة على وجه الخصوص، قال "مناطقنا لا تزال بيد الاحتلال، إلا أن هذا لن يمنعنا من الاحتفال بنوروز، لأن روح مقاومة نوروز هي الطريق لتحرير جميع المناطق المحتلة". داعياً إلى تصعيد النضال وعدم الاستسلام "لنكن يداً واحدة حتى تحرير القائد عبد الله أوجلان، ولنمد يدنا لجميع الأحزاب الكردية لنفشل مشروع العدو التركي".  
عضو مؤتمر ستار شاها خليل عاهدت بتحويل ساحة نوروز إلى ساحة من المقاومة والنضال" سنحتفل بنوروز 2022 في المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية عقب تحريرها. وعاهدت بالسير على خطى الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الحرية.
وتلا إلقاء الكلمات تقديم عدة أغاني شعبية وثورية من قبل الفنان خيرو عباس والفنان زورو سيد، فرقة كرباوي، بالإضافة إلى فرقتي ساكينة وبوطان وباقي الفرق المشاركة التابعة لمركز محمد شيخو للثقافة والفن، ومن ثم عرضت مسرحية "فيفتي فيفتي" من قبل فرقة "الأب طيار" التابع لفرقة الشهيد أوصمان، كما وتم تقديم عدة دبكات فلكلورية من قبل فرقة ولات.
والجدير بالذكر أن عيد نوروز والذي يصادف الـ 21 من آذار/ مارس من كل عام من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الكُرد والفرس والأذريين، ويعني "اليوم الجديد"، وهو من أكثر الأيام رمزية بالنسبة للشعب الكُردي، فهو رمزٌ للمقاومة ومرتبط بقضية التحرر من الظلم، وتختلف الاحتفالات به بين منطقة وأخرى ولكن إشعال النيران يبقى أساس هذا العيد.