أهالي مدينة سمسور يواجهون صعوبة في الوصول إلى الاحتياجات الأساسية

تتواصل عمليات إزالة الأنقاض مع أعمال البحث والإنقاذ في مدينة سمسور (أديامان) بشمال كردستان، لقد تغيرت الحياة تماماً في مركز المدينة التي دُمرت بعد الزلزال، كما أن عدد السكان فيها يتناقص يوماً بعد يوم.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ في مدينة سمسور التي تزداد هدوءً يوماً بعد يوم، لا يزال الناس يجدون صعوبة في الوصول إلى الاحتياجات الأساسية من المأوى والمياه النظيفة وحتى الطعام وينتظرون تأمين الخيام لهم.

لكي نتعرف أكثر على الزلزال وما حدث من بعده في المدينة أجرت وكالتنا مقابلة مع ثلاث نساء أكدن أن حياتهن لن تكون كما كانت عليها من قبل بسبب فقدان العشرات من أقاربهم وعائلاتهم ومنازلهم.

 

"ليس هناك إمكانيات ولا حلول"

قالت نبيهة إردم أن منزلها تدمر جراء الزلزال، وهي واحدة من آلاف الأشخاص الذين غادروا المدينة من أجل سلامة أبناءهم وبناتهم وتعيش الآن في القرية "لا توجد طريقة، لا يوجد حل، لا يوجد شيء، ظل العديد من الأقارب تحت الأنقاض، لم يحدث شيء لعائلتي، لكن جميع أقاربي كانوا تحت الأنقاض. لا نعرف ماذا نفعل، لقد مات الكثير لو أنهم بدأوا بأعمال البحث والإنقاذ في وقت مبكر كان من الممكن إنقاذ المزيد من الأشخاص".

وأكدت أن الأشخاص الذين يريدون أن ينتخبهم الناس هم من تركوا النساء والأطفال يموتون جراء الزلزال "لم يعد هناك شيء يدعى سمسور، تم مسحها من الخريطة، وصلوا إلى المدينة متأخرين حتى مات الشعب بأكمله من الجوع والبرد خاصة الأطفال. هل توجد دولة؟، لماذا الأهالي يائسون؟، لأنهم يرسلون إلينا من الخارج الكعك والبسكويت وفساتين السهرة وفساتين الزفاف في هذا الشتاء البارد، يبدو الأمر وكأنهم يسخرون منا بإرسال أحذية ذو الكعب العالي، لا يجب أن يحضر أي أحد وقت الانتخابات".

 

"يطلبون منا أن نعمل في وقت لا نملك مكان للعيش فيه"

أشارت أمينة يلدرم إلى أنها فقدت ماضيها مع جميع صديقاتها، لم يبق لها أحد "دُمرت جميع المنازل التي بناها المتعهدين، لم يتبق حجر فوق حجر في المدينة، ولم تصلنا أي مساعدة في اليوم الأول من الزلزال، وفي نهاية اليوم الثاني جلبوا لنا الكعك، لم يكن لدينا مكان نحتمي فيه. في الوقت الذي لا نملك مكان للعيش فيه يتصل بنا المدراء للالتحاق بالعمل، هل يعقل حدوث أمر كهذا؟ فنحن سكان سمسور نعاني كثيراً، لقد فقدنا العديد من أصدقائنا وأقاربنا، ولم نتمكن حتى من الحداد عليهم. لا أعرف كيف سنعيش من الآن فصاعداً".

 

"نأتي في الصباح ونغادر في المساء"

زبيدة جاليم التي كانت تنتظر شقيقها وأبناء أشقاءها فوق أنقاض منزلهم المدمر المقابل لمكتب المحافظ، قالت إنهم كانوا ينتظرون منذ أيام صباحاً ومساء فوق الإنقاض، مشيرةً إلى أن أعمال البحث والإنقاذ بدأت متأخرة.

وأضافت "شقيقي وزوجته وأطفالهم الثلاثة تحت الأنقاض، لقد استطعنا إخراج طفلاً واحداً، لكن جميع الأطفال الآخرين مازالوا تحت الأنقاض أصغر طفل بينهم يبلغ من العمر سنة واحدة، ننتظر هنا منذ تسعة أيام أي منذ وقوع الزلزال، نذهب في المساء ونعود في الصباح، انتشلوا ثمانية أشخاص من تحت الأنقاض اليوم، كانوا أصغر سناً من شقيقي وزوجته، الطفل الذي قمنا بإنقاذه يسأل باستمرار عن والديه".

وفي ختام حديثها قالت زبيدة جاليم أنهم لم يأكلوا ويشربوا ولا يعرفون ماذا يفعلون، لافتةً إلى أنه "جاؤوا إلينا في وقت متأخر جداً، لو جاءوا مبكراً لتقديم المساعدة، لكان بإمكانهم إنقاذ الجميع، لقد استخرجنا موتانا بجهودنا الخاصة، بإمكاننا رؤية الجثث من الخارج".