أفيستا خابور شهيدة مقاومة العصر

قدمت الشهيدة أفيستا خابور تضحيات كثيرة في سبيل الحرية والسلام عندما كانت في صفوف وحدات حماية المرأة، وكانت آخرها عندما نفذت عملية فدائية ضد دبابات الاحتلال التركي التي استخدمها لتدمير مدينة عفرين المحتلة.

آفرين تولهلدان

قامشلو ـ بعمليتها الفدائية أصبحت الشهيدة أفيستا خابور صوت وإرادة المرأة الحرة ضمن صفوف وحدات حماية المرأة YPJ وسطرت اسمها في الصفحات الذهبية للتاريخ.

في 20 كانون الثاني/يناير 2018، شنت الدولة التركية ومرتزقتها هجوماً وحشياً على مدينة عفرين المحتلة، منفذةً هذا الهجوم براً وجواً بمشاركة جبهة النصرة وأحرار الشرقية، قاوم مقاتلو وحدات حماية المرأة YPJ ووحدات حماية الشعب YPG الهجمات بقوة ودافعوا عن المنطقة، وذلك بتوجيه ضربات موجعة للمرتزقة.

لقد استخدمت الدولة التركية كافة معداتها وتقنياتها العسكرية، خاصة الطائرات الحربية، لدعم مرتزقتها ومنعهم من التراجع، واستمرت المقاومة في مدينة عفرين لمدة 58 يوماً بمشاركة أهالي المدينة ومقاتلي وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب في "مقاومة العصر".

 

"واصلت إرث رفاقها"

بشجاعة وجسارة كبيرة ولإيقاف العدو نفذت الشهيدة أفيستا خابور عملية فدائية وأصبحت القائدة المضحية والمخلصة لمقاومة العصر، وأكدت تضحيتها مرة أخرى أن روح زيلان وأرين لم تذهب هباءً وأن روح التضحية التي ورثتها المرأة الكردية ستستمر وستبقى حية إلى الأبد، وكما تركت آرين وريفانا وزهرة وفيان وجودي بصمتهم على تاريخ البطولة في كوباني، واصلت أفيستا خابور المسيرة في عفرين المحتلة.

 

فلسفة وفكر القائد قاداها إلى طريق النضال

زليخة حمو، الملقبة بأفيستا خابور، من مواليد عام 1998 مدينة حلب السورية، من قرية بيلي التابعة لناحية بلبله في عفرين، نشأت في العاصمة السورية دمشق، وبعد أن تعمقت في فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة في عفرين عام 2014.

لقد طورت أفيستا خابور شخصيتها في وقت قصير وتولت مهام كبيرة، وبالإضافة إلى كونها قائدة شابة، أصبحت أيضاً مدربة عسكرية خبيرة، اكتسب خبرة كبيرة من خلال المشاركة في حملات تحرير تنب وكشتار وتل رفعت وأم الحوش، وفي عام 2015، انضمت إلى وحدات مكافحة الإرهاب، وهناك طورت مهاراتها أكثر في المجال العسكري.

 

عاشت مع ذكرى الشهداء وسارت على دربهم

كان لأفيستا خابور أهداف عظيمة في حياتها، كان حلمها وهدفها الرئيسي متابعة مسيرة زينب كيناجي (زيلان) وكولناز كاراتاش (بيريتان)، وفي إحدى خطاباتها تطرقت أفيستا خابور لأهدافها بالقول "هدفي هو الوصول إلى مرتبة الشهيدة زيلان والشهيدة بيريتان".

وفي مقاومة العصر، خلال التصدي للاحتلال التركي ومرتزقته، بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير 2018، في قرية حمام التابعة لناحية جنديرس في عفرين، نفذت عملية فدائية ضد دبابات الاحتلال التركي التي كانت تهاجم مواقع المقاتلين.

 

أبناء المنطقة يعتزون بشهدائهم ويستذكرون قيمهم الثمينة

لقد تركت الشهيدة أفيستا خابور وراءها ثقافة حماية كرامة وأصالة النساء المقاتلات اللاتي لا ينحنين لأطماع مناهضي الحرية والسلام، وقد أدت هذه العملية إلى تطوير إرادة المرأة الحرة داخل وحدات حماية المرأة أكثر، وأصبحت مصدر قوة وثقة لشعوب المنطقة وأبناءها الذين يستذكرون هذه القيم الثمينة ويعتزون بشهدائهم ويسيرون على خطاهم، ويمكن رؤية ذلك اليوم بشكل واضح جداً في سد تشرين وجسر قرقوزاق، وفي جميع أنحاء إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يتم حماية ميراث أفيستا خابور من قبل مقاتلي الحرية والشعب المقاوم والصامد، لقد أصبح لهذا الشعب اليوم مثل هذه الإرث والإيمان المقدس؛ لأن يمتلك أبطالاً مثل أفيستا خابور، وبالتالي فإن النصر سيكون حتماً من نصيب الشعب المقاوم.