أفغانستان... انتقادات لخلوا الحكومة من النساء وفرض قيود والتسبب بحالة من الرعب
أعلنت نائبة رئيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، أليسون دافيديان، بأن الغموض في موقف حركة طالبان بشأن حقوق النساء تسبب بحالة من الرعب بينهن في البلاد، في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة أنها ستتيح إمكانيات للنساء لتولي مناصب في الحكومة في أفغانستان في وقت لاحق
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/09/20220306-9-9-202124-jpg7d9117-image.jpg)
مركز الأخبار ـ .
قالت نائبة رئيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، أليسون دافيديان، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع صحفيين في نيويورك أمس الأربعاء 8أيلول/سبتمبر، إن أحد الأمثلة على هذه الانتكاسات هو أن بعض النساء تعرضن لمنع الخروج من المنزل من دون محرم، وفي بعض الولايات الأفغانية تم منع النساء من العمل، واستهدفت مراكز مختصة بحماية النساء من العنف.
وأشارت إلى أن حركة طالبان لا تنفك تؤكد أن "حقوق المرأة ستُحترم في إطار الإسلام، لكننا نتلقى كل يوم تقارير عن انتكاسات" تتعلق بهذه الحقوق.
وقالت أليسون دافيديان للصحفيين، متحدثة من كابول، إن "الغموض في موقف طالبان بشأن حقوق النساء تسبب برعب هائل. وهذا الرعب يمكن الشعور به في كافة أنحاء البلاد"، مشيرةً إلى أن الذكريات عن حكم "طالبان" في التسعينات لا تزال قوية، وتشعر النساء بالخوف.
وتعليقاً على ما صرح به المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، للصحفيين في كابول أمس الأربعاء، بأن "الحكومة مؤقتة وستكون هناك وظائف للنساء بما يتوافق مع أحكام الشريعة" وخلو حكومة تصريف الأعمال التي تم تشكيلها الثلاثاء 7أيلول/سبتمبر من أي امرأة، أن "الحركة الإسلامية المتشددة أهدرت فرصة مهمة لتبرهن للعالم أنها ملتزمة حقاً بتشكيل حكومة جامعة ومجتمعاً مزدهراً".
وشددت أليسون دافيديان نائبة رئيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان التي تهدف إلى تعزيز التكافؤ بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم، على أن "الوقت حان لكي تظهر طالبان أنها تحكم باسم جميع الأفغان".
وكانت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية قد دعت طالبان لاحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، بعد استيلاء الحركة على السلطة في 15آب/أغسطس الماضي.
وعندما تولت طالبان السلطة في أفغانستان للمرة الأولى (1996-2001)، ضربت الحركة الإسلامية المتشددة عرض الحائط بحقوق النساء اللواتي أقصين بصورة تامة تقريباً عن الفضاء العام.
وتخشى الكثير من النساء الأفغانيات والمجتمع الدولي من أن يكون هذا هو حال المرأة في هذا البلد مرة أخرى مع تولي طالبان السلطة وإعلانها أنها ستلتزم بحقوق المرأة "في إطار الشريعة الإسلامية"، دون أن توضح موقفها.
وعلى ذلك خرجت النساء في مظاهرات في مناطق متفرقة من أفغانستان للمطالبة بحقوقهن، والمشاركة في الحكومة، واحتجاجاً على قوانين طالبان المناهضة للنسوية، مؤكدات أن تلك المظاهرات لن تكون الأولى من نوعها بل سيستمرن في مواصلة النضال، في الوقت الذي لم تعلن فيه الأخيرة رسمياً بعد عن قوانينها الخاصة بتوظيف المرأة وتعليمها ومشاركتها الاجتماعية والسياسية.
وعلى الرغم من إعلان المتحدث باسم حركة طالبان، أن الحركة ستسمح بتنظيم مظاهرات واحتجاجات في أفغانستان، إلا أن عناصرها قمعت وفضت تظاهرات نسائية أمام قصر الرئاسة في العاصمة الأفغانية كابول، بالعصي.
وقد منعت طالبان بعد تفعيل عدد من المكاتب الحكومية النساء من دخول مكاتبها، كما أبلغت الجامعات والكليات العامة والخاصة أن يطبقوا نظام الفصل بين الجنسين، ليذهب نضال النساء في الحصول على حقوقهن في مهب الريح، فقد كان بإمكان الطالبات الأفغانيات حضور فصول دراسية مختلطة والمشاركة في ندوات يلقيها رجال على مدى السنوات العشرين الماضية.
وبحسب مرسوم تشريعي نشرته وزارة التعليم العالي الأفغانية، يتطلب من الجامعات "توظيف معلمات للطالبات" أو محاولة توظيف "أساتذة مسنين" بعد التحقق من أخلاقهم الحميدة، كما ذكر المرسوم.
وفي سياق متصل، أكدت الحركة أنها فرضت قيوداً صارمة على ممارسة النساء للرياضة في البلاد، فوفقاً لقناة "SBS" الأسترالية، ، قال عضو اللجنة الثقافية التابعة للحركة أحمد الله واثق، في مقابلة حصرية أمس الأربعاء 8أيلول/سبتمبر، إن "تلك القيود تمنع النساء من ممارسة الرياضة التي يمكن فيها كشف أجسادهن"، مشيراً إلى أن الرياضة "لا تعد شيئاً مهماً بالنسبة للمرأة"، وهو ما استدعى المخاوف البالغة لدى المجتمع الدولي إزاء حقوق النساء.
وتخشى العديد من النساء من أن حقوقهن وحريتهن محفوفة بالمخاطر، وكذلك العودة إلى ما كانت عليه الحال إبان حكم طالبان قبل عقدين من الزمن، ويثير ملف حقوق المرأة اهتمام المجتمع الدولي.