"آفاق الحل السلمي في روج آفا وسوريا" محاضرة حول الأزمات والحلول

أشارت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي زلال جكر أن الاستراتيجية والتنظيم والوعي سلاح في وجه مخططات الدول الرأسمالية الرامية لاحتلال منطقة الشرق الأوسط

قامشلو ـ .
أقام أمس الأربعاء 28 تموز/يوليو اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا محاضرة تحت عنوان "آفاق الحل السياسي في روج آفا وسوريا"، بحضور عدد من مثقفي إقليم الجزيرة في حديقة القراءة الواقعة بالحي الغربي في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا.
وقالت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي زلال جكر "الدول الرأسمالية المهيمنة تسعى من خلال مخططاتها إلى احتلال الشرق الأوسط بأكمله، لذا علينا التحلي بالوعي والتنظيم لمجابهة هذه السياسات، ولنحمي أرضنا وشعبنا من براثنها".
وتضيف "الحرب العالمية الثالثة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لها تأثيرات كبيرة على الشعوب، إذ تمر المنطقة باستثناء مناطقنا بأزمة عميقة وحالة من الفوضى، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ونحن كشعوب شمال وشرق سوريا علينا سؤال أنفسنا حول ما يجب علينا فعله من تقديم حلول مجدية للأزمة؟".
وتابعت "في 24 تموز/يوليو كانت الذكرى السنوية لاتفاقية لوزان، وستنتهي في عام 2023، والتي ستحدث تغييرات جذرية في المنطقة، إما تكون إيجابية أو سلبية".
ووقعت معاهدة لوزان في 24 تموز/يوليو 1923، في مدينة لوزان السويسرية، التي مهدت لتأسيس الجمهورية التركية بعد الحرب العالمية الأولى.
اتفاقية سايكس بيكو قسمت الشرق الأوسط إلى دويلات، واليوم الدول الرأسمالية هي الوحيدة المستفيدة من التقسيمات التي طرأت دون غيرها، والحديث لـ زلال جكر "الأنظمة التي قسمت الدول العربية إلى 22 دولة، وكردستان إلى أربع أجزاء، كانت سياستها ممنهجة لتحقق مطامعها التوسعية على حساب حرية ووحدة الشعوب، لذا اليوم نسعى بشكل حثيث للوصول إلى وحدة الشعوب، لمجابهة مؤامراتهم".
وأشارت إلى أن الهجمات على المنطقة هي هجمات رأسمالية، مستهدفة المجتمعات الشرق أوسطية "الهجمات لا تستهدف الشعب الكردي فقط إنما جميع الشعوب دون استثناء، وحريتهم ووجودهم وهويتهم التاريخية، كما وأن الإمبراطورية العثمانية منذ تأسيسها سعت لإبادة الشعوب وتوسيع رقعة جغرافيتها وفرض هيمنتها واستعبادهم".
ونوهت إلى أن جميع الشعوب ارتكب بحقهم المجازر والإبادة الجماعية، وفي ذكراها دائماً تجدد الشعوب العهد بمواصلة النضال، لمنع تكرارها مرة أخرى "نحن كشعوب شمال وشرق سوريا يقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، لمجابهة الأنظمة السلطوية المستبدة وذلك بفكر وفلسفة جديدة".
وتطرقت إلى ثورات ربيع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط "مظاهرات ومواقف الشعوب كانت واحدة في وجه الظلم والاضطهاد والأنظمة الشوفينية السلطوية، التي جزأتهم وطمست وجودهم، وحجبت شمس الحرية عنهم، فها هي الشعوب تكافح بكل إرادة لتنال حقوقها المشروعة، فالحروب التي تدور رحاها هي حروب طائفية ومذهبية وقومية لخلق الفتن والتفرقة بين الشعوب".
وتكمل "الحرب العالمية الثالثة بجميع أشكالها وأساليبها تؤكد أنها ليست عسكرية فحسب، إنما هي حرب تكنولوجية ونفسية، فعندما تمكنت قواتنا من القضاء على داعش وخلصت العالم والإنسانية من إرهابه، استمرت الأنظمة المهيمنة بسياساتها بخلق فايروس كوفيد ـ19، الذي يؤثر سلباً على حياة الملايين من البشر حتى الآن، لتتمكن من تحكيم قبضتها".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي تأسست في عام 2015 وخاضعت العديد من المعارك للقضاء على مرتزقة داعش وباقي الجماعات المرتزقة قد أعلنت دحر داعش من آخر معاقله في الباغوز في آذار/مارس 2019.
وأكدت على أن الشعوب تناضل بشكل مستميت في الشرق الأوسط، إذ تعاني جميع الدول من الأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية، وعند النظر إلى سوريا نجد أن الحل السلمي هو المفتاح الوحيد لأزمتها، لأن الاتفاقيات والاجتماعات مثل جنيف وآستانا وسوتشي لم تضع أي حلول، على العكس عمقت من الأزمة وعقدت حلها". 
وأشارت إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي الوحيدة التي وضعت الحل لسوريا ديمقراطية وحرة  تعددية لا مركزية "جميع الدول لم تعترف بالإدارة الذاتية سياسياً، على الرغم من معرفتها أنها النموذج الفريد للوصول إلى حرية الشعوب وحل المشاكل، فهي ترى المشروع الديمقراطي خطراً على نظامهم السلطوي القمعي، لذا نرى أن مركز الحرب العالمية الثالثة في منطقتنا، وتدخلت جميع الدول في سوريا لتحقيق مآربهم التوسعية، وعلى الرغم من التأثيرات السلبية إلا أننا استطعنا المقاومة والوقوف بكل قوة في وجه هذه المخططات وبناء مؤسساتنا ونظامنا الديمقراطي".
وتطرقت إلى السياسة الفاشية التركية في شمال كردستان "تركيا بزعامة حزب العدالة والتنمية تهاجم وترتكب الانتهاكات بحق حزب الشعوب الديمقراطي للنيل من إرادة الشعوب، ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لحزب الشعوب، والقضاء على الحزب الذي يمثل صوت الحقيقة والحرية والديمقراطية في تركيا، لتحول تركيا إلى سجن كبير تمنع فيه جميع الحقوق والحريات".
وعن الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، تقول "منذ 23 نيسان/أبريل يهاجم الاحتلال التركي بجميع أسلحته الثقيلة والمحرمة دولياً والطائرات آفاشين وزاب ومتينا، ليتضح بذلك مدى حقده الدفين، ولتحقيق هدفه في احتلال الإقليم، وإبعاد الشعوب عن فكر القائد عبد الله أوجلان الذي يمتلك مفتاح الحل للأزمات". 
وقالت "المخططات التي تحاك ضد منطقتنا هي لضرب مشروعنا الديمقراطي والأمن والاستقرار، والقضاء على التعايش المشترك بين جميع المكونات المتآخية وافتعال الفتن بينهم، لكن نحن كشعوب المنطقة لم نرضخ للذل والخنوع وسنصمد أمام هذه المخططات بفكرنا الحر ووعينا، للحفاظ على مكتسبات ثورتنا التي حققها شهدائنا، وإن كان هنالك موت فليكن الموت بكرامة".
يذكر أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا تشكلت في 6 أيلول/سبتمبر عام 2018، وقد أجمعت عدة قوى عالمية على أن مناطق الإدارة الذاتية تتمتع بأمان وتطور كبير مقارنة بما تعيشه سوريا من دمار وأزمات.