وفاء بكار فنانة تشكيلية تربط بين جمال الزي الأمازيغي والتراث

تعبر الفنانة التشكيلية وفاء بكار في لوحاتها عما بداخلها، وتظهر فيها جمالية الزي الأمازيغي النسائي.

حنان حارت

المغرب ـ تعد وفاء بكار من الأسماء النسائية المغربية التي شقت طريقها بثبات في مجال الفن التشكيلي، وانطلاقاً من كونها أستاذة باحثة في علم النفس فهي تمزج ما بين تخصصها والفن من خلال العلاج بالفن.

فنانة تشكيلية تربط بين الجمال والتراث وتقدم الزي الأمازيغي النسائي المرصع بالحلي الفضية، معتبرةً أن فنها بمثابة خطاب ثقافي ووفاء لذاكرة الأمهات والأجداد؛ للتعرف على المزيد من التفاصيل أجرت وكالتنا حوار مع الفنانة التشكيلية وفاء بكار.

 

إلى جانب الفن التشكيلي أنتِ باحثة في علم النفس، وسفيرة دولية للسلام والمحبة، وكاتبة وشاعرة، أين تجدين نفسكِ؟

أجد نفسي في الجمع بين تخصصي والفن من خلال صناعة الجمال في كل تفاصيل حياتي؛ فأنا أعمل على المزج بين علم النفس والفن من خلال تقنيات العلاج النفسي بالفن.

وأدافع وأعمل على نظرية تفعيل القدرات الذاتية للشخص عبر الإبداع، أي فتح مجال التواصل مع الذات ومع الآخرين من خلال الفن للوصول إلى اللاوعي بالممارسة الفنية سواء كانت موسيقى أو كتابة أو شعر أو رقص أو تمثيل بالمسرح أو نحت أو رسم باعتباره أسهل طريقة للتعبير، وقد قمت بتقديم بحث أكاديمي تحت عنوان "مسرح الطفل وعلاقته بالاندماج الاجتماعي".

أما بالنسبة لاختياري سفيرة دولية للسلام والمحبة، فأنا أمارس الدبلوماسية الثقافية والفنية من خلال المشاركة في مسابقات محلية ودولية، وتم اختياري ضمن 700 مبدع/ة حول العالم في شتى الأصناف الأدبية والفنية، وشاركت بثلاث لوحات تشكيلية، بالإضافة إلى مقال فلسفي "الإلهام والإعلام في الفن التشكيلي".

 

ما هو اللون الطاغي على اللوحات التي تعبرين فيها عن قضايا المرأة الأمازيغية، وكيف يمكن للفن أن يخدم قضايا النساء؟

استخدام كل الألوان وأكتشف تدرجاتها، وكل لون أوظفه يعبر ويرمز عما بداخلي سواءً تعلق الأمر بقضايا النساء أو أي كائن آخر، فهناك مثلاً اللون الفضي لأن الألوان الفاتحة تزيد من البريق وتعكس الألوان الأخرى، ثم الأحمر الذي هو لون الطاقة والدفء والقوة، وكذلك الأخضر رمز الخصوبة والشباب والحياة، وأيضاً الأصفر الذي يعد من الألوان الفيتامينية المشتقة من شعاع الشمس، والذي يضفي لمعة محببة على جميع اللوحات.

ويبقى لوني المفضل هو الوردي لأنني أشعر بهالته الرقيقة والشفافة والتي تشع بطاقة الرومانسية والحب حيث يرمز للأنوثة والرقة والطفولة، فهو لون هادئ يريح الأعصاب، ويحقق التوازن العاطفي ويظهر الطفلة التي بداخلي.

وللفن دور في الرفع من قيمة الإدراك والوعي الفردي والمجتمعي، وللفنانة حضور ورسالة قوية هادفة ومؤثرة تساهم في التوعية بأوضاعها بتبني النقد البناء، والسعي لتغيير البرمجة السلبية للفرد والجماعة، من خلال تنظيم ورش عمل، ولقاءات فنية لتمرير خطابات توعوية تهم القضايا النسائية.

 

حدثينا عن معارضكِ، ولماذا تربطين بين الجمال والتراث في لوحاتكِ؟

أول معرض فردي كان موضوعه الاهتمام بحماية الطفولة والتوعية بخطورة تعريض حياة الطفل للأذى بدنياً ونفسياً من خلال واقعة الطفل ريان أيقونة الطفولة.

أما المعارض الجماعية فكانت تمثيلاً لبلدي، وتعريفاً بثقافاته من خلال إنشاء عمل إبداعي ينفتح على الشعوب الأخرى، ويكرس قيم الخير والسلام العالمي.

وأغلب لوحاتي تربط الجمالية بالتراث وتشكل رغبتي في السفر عبر الزمن وخارج المكان، فأنا كامرأة وفنانة يعمل عقلي بحساسية مفرطة ليلتقط رموز الأنوثة الصارخة، فيجذبني الزي الأمازيغي النسائي المرصع بالحلي الفضية، هذه القطع الفريدة تشكل سحراً وبريقاً وعمقاً تاريخياً ولغة رفيعة تسر الناظرين، وأعتبر ذلك قيمة جمالية ومعنوية ووجدانية، وهي خطاب ثقافي ووفاء لذاكرة الأمهات والأجداد.