تيزيري... رواية تعري الصعوبات التي تواجه النساء في منطقة القبائل
تعمقت الكاتبة زهرة أوديا من خلال روايتها "تيزيري" في تفاصيل النساء في منطقة القبائل من خلال أسلوبها القوي، وقدمت عدد لا حصر له من التعبيرات المجازية والصور الشعرية المتماسكة.
نجوى راهم
الجزائر ـ سلطت الكاتبة زهرة أوديا من خلال روايتها "تيزيري" الضوء على معاناة المرأة الجزائرية وخاصة في منطقة القبائل.
الكاتبة الجزائرية زهرة أوديا، متخصصة في الكتابة باللغة القبائلية "الأمازيغية"، من مواليد1982، حاصلة على ماجستير في اللغة الأمازيغية، ولها مجموعة من الأعمال الأدبية منها "الحمل الملعون" و"الطريق للغربة" ورواية "تيزيري"، وعرفت بمناصرتها لقضايا النساء.
وعن توجهها للكتابة باللغة الأمازيغية قالت زهرة أوديا لوكالتنا "هدفي الأسمى إيصال رسالة حقيقية ونقل أعمال المرأة، من أجل النضال والتعبير عن حقوقها وحرياتها، وأن معاناة المرأة تبدأ منذ ولادتها في المجتمعات الأبوية الشرقية".
وأشارت إلى الصعوبات التي تواجه المرأة في الجزائر وخاصة في منطقة القبائل، مثل الولادة الغير مرغوب بها، في أسرة تفضل الذكور على الإناث، والتمييز بين الجنسين.
وتجسد الرواية بحسب ما قالته الكاتبة زهرة أوديا قصة حب نرجسية، من خلال الغيرة الخانقة على المرأة بدافع الحب، وقصد التملك، حيث تنقلب حياة بطلة الرواية رأساً على عقب.
ومن خلال روايتها عالجت العديد من المواضيع المترابطة، كخيانة الأصدقاء المقربين، والاستغلال، والإذلال، والتمييز، والانتحار، بالإضافة إلى الاعتداء الجنسي في مكان العمل والحالة النفسية والجسدية للنساء ضحايا العنف والاعتداءات المتكررة.
وحول اختيارها لمعالجة قضايا المرأة وحقوقها أوضحت "هناك العديد من المواضيع التي يمكن للكاتب أن يتناولها في الأدب والشعر وغيره من الفنون الكتابية الأخرى، ولكنني أفضل الكتابة عن المرأة وعنائها من أجل أن أنقل واقع تعيشه آلاف النساء وخاصة اللواتي يعانين بصمت مثلما وثقته في رواية تيزيري".
وتتطلع الكاتبة زهرة أوديا لمعالجة التابوهات التي لا يتطرق لها العامة "أعتبرها قضايا إنسانية بالدرجة الأولى، فالعنف والخيانة والتمييز وزنا المحارم والاغتصاب كلها مواضيع حدثت في محيطنا القريب أو البعيد في المجتمع، فمن واجبنا ككتاب تسليط الضوء على المواضيع المسكوت عنها".
وأكدت على أهمية كتابة النساء عن قضايا المرأة وخاصة باللغة الأمازيغية من أجل إيصال صوت المرأة في منطقة القبائل "لأن ذلك يجعل صوتها مسموعاً باللغة التي تختارها للتعبير عن نفسها، خاصة وأن الرجل لا يمكنه أبداً أن يعوضها أو يتحدث نيابة عنها، وإن عمق الألم والحزن والخيانة والشعور بالهجر والتمييز والاغتصاب الجسدي والمعنوي يدفع العديد من النساء لرفع أصواتهن والتنديد بما يعانينه يوماً بعد يوم في مجتمعنا".