شهناز جمال... تجسد من خلال أعمالها الثقافة الكردية

تحافظ شهناز جمال على الثقافة الكردية وتعرض الملابس التي تصنعها بيديها في 20 دولة حول العالم، وهي حاصلة حتى الآن على 30 جائزة.

شيرين صالح

السليمانية ـ تعد الأزياء التقليدية وصناعتها بشكل خاص من أهم رموز الثقافة التي تحافظ عليها النساء الكرديات، وشهناز جمال هي واحدة من هؤلاء النساء، ولدت في مدينة السليمانية. تستخدم الأقمشة الكردية مع الأشرطة والإبر والخرز الملونة لتعزيز الثقافية، فضلاً عن كونها عضو في منظمة كايزيت.

أوضحت شهناز جمال لوكالتنا أن جمال الثقافة الكردية دفعها إلى تعلم الفن الكردي منذ الصغر "فكرت في كيفية الحفاظ على الثقافة الكردية ونقلها إلى العالم. لهذا بدأت العمل الفني في عام 2016 وافتتحت معرضي الأول في نفس العام".

 

"بدأت أول أعمالي بقطعة قماش"

تتذكر شهناز جمال أن أول عمل لها بدأ بقطعة قماش تحولت إلى سجادة، وكان طولها متراً "صنعت سجادة من خلال قطعة قماش و250 خرزة. بعدها افتتحت معرضاً خاصاً وجذبت أعمالي الكثير من الاهتمام. استخدمت ألواناً مختلفة، وحصلت على شهادة جيدة، وواصلت عملي بشكل مستمر، وشاركت في العديد من المعارض. افتتحت بعد ذلك معرض خاص بي في مدينة السليمانية وعرضت عدة أعمال فنية. في تركيا، شاركت في معرض شارك فيه 150 فناناً عالمياً وشاركت بسجادة مصنوعة من الخيوط والخرز والأقمشة. كنت أشارك باللغة الكردية وحصلت على 7 شهادات عالمية".

وحول حفاظها على الثقافة الكردية قالت "أعمالي تحظى بشعبية كبيرة لدى الناس وهناك طلب كبير عليها، والآن عاد الناس إلى الثقافة الجميلة التي كانت موجودة في الماضي. هناك العديد من الأشخاص الذين يهتمون بالثقافة الكردية ويطلبون أعمالي عبر المواقع الإلكترونية. لأنني أعمل بشغف، هدفي هو إحياء الثقافة الكردية. أستخدم القماش والحرير القديم الأرجواني والفيروزي، وأصنع السجادة ذات الألوان الـ 7 التي كانت موجودة بين الكرد قديماً. ثم فكرت في افتتاح مركز ثقافي كردي، وفي عام 2018 أنشأت مشروع مجموعة "باشو" وتمكنت من تأمين فرص عمل للعديد من النساء".

 

"يجب أن تحمل النقوش التي استعملها الصبغة الكردية"

ونوهت شهناز جمال إلى أنها تحصل على المواد الخاصة لمنتجاتها من الخارج ومن كردستان "أحضر الطلاء والخرز والإبر والغراء التي أستخدمها في عملي من الخارج وقسم منها متوفر في مدن كردستان. في المنتجات التي أصنعها، يجب أن يكون هناك روح كردية. أضع الخرز على السجادة التي أصنعها بواسطة الإبر. يتم مشاهدة عملي وشرائه في الغالب من خلال الوفود التي تزور إقليم كوردستان. لا يوجد وقت محدد لعملي. لأن الفنان يعمل حسب إمكانياته ويوظف كل تفكيره وعقله على اللوحة التي يصنعها. أحياناً لا أستطيع العمل لمدة أسبوع، وأحياناً أكمل لوحاتي في يوم واحد".

 

"حزت حتى الآن على 30 جائزة"

وعن الجوائز التي حصلت عليها أوضحت "بسبب العمل الذي أقوم به، حصلت حتى الآن على 30 جائزة، وأهمها من بابا الفاتيكان. راودتني فكرة هذا العمل في عام 2018، في البداية وضعت رموز تشير إلى 8 أديان تعيش في كردستان، عملت على هذا المشروع لمدة عام و7 أشهر تقريباً. وفي الجانب الآخر كان هناك رمز زينته بـ 5 آلاف خرزة حمراء في إشارة إلى شهداء حلبجة وشهداء الأنفال. واستطعت أن أقدم هذا العمل لبابا الفاتيكان كامرأة كردية وبملابسي الكردية".

 

"صممت 22 زياً كردياً"

وأشارت شهناز جمال إلى أنها كانت موظفة في الدوائر الحكومية لمدة 10 أعوام، لكنها تركت الوظيفة من أجل الحفاظ على الثقافة الكردية وبدأت في صناعة السجاد والبسط "عندما بدأت العمل ظهرت بعض العوائق أمامي، لكنني لم أتخلى عن هدفي وواصلت عملي. في البداية، فكرت كثيراً لأن المجتمع لا يقبل عمل المرأة، وما زال مجتمعنا يتحدث بسوء حول المرأة عندما تحصل على عملها الخاص. يطلبون من النساء البقاء في المنزل ورعاية أطفالهن ومنزلهن. هذه الكلمات تثني المرأة عن العمل وتتأثرن بهذه الأقوال".

تحتفظ شهناز جمال بالأزياء الكردية القديمة في منزلها، ومنها ما يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، كما تصمم الأزياء الكردية، وآخرها كانت لفرقة خاك، حيث صممت 22 زياً كردياً. وتناشد النساء للاهتمام بمواهبهن ومهاراتهن ومتابعتها وتطويرها.