شابات ليبيات يطورن مواهبهن في الرسم والتمثيل

تبرز شابات ليبيات في مجالات الفن كالرسم والتمثيل، حيث يطوّرن مواهبهن بثقة وطموح، متحديات الصعوبات ومؤكدات على أهمية الأسرة في تنمية الإبداع.

هندية العشيبي

بنغازي ـ تمتلك الفتيات في ليبيا العديد من المواهب المختلفة، والتي يحتاج بعضها لدراسة وتدريب لتنميتها وتطويرها، كالرسم والغناء والتمثيل وغيرها، وتحتاج هذه المواهب لمدارس ومؤسسات تعليمية لتطويرها وتحسينها.

يظل التمثيل في سن الطفولة تجربة رائعة للفتيات المراهقات أو الأطفال، ولكن يجب أن يكون متوازن وتحت رقابة الأسرة ومناسب للأطفال وتطورهم وألا يضر بدراستهم أو مستقبلهم.

 

التوفيق بين دراستها وموهبتها

 

 

ففي بنغازي وعلى شاشات التلفاز، ضمن فريق العمل لمسلسل (هدرازي 12) والذي عرض على أغلب القنوات الفضائية المحلية، تميزت لميس سالم الخراز البالغة من العمر 13 عاماً بموهبتها الرائعة في التمثيل، من خلال مشاهدها الكثيرة مع فنانين وفنانات قدامى في البلاد، ما أثار اعجاب المشاهدين لإتقانها دورها بشكل بارع خلال حلقات المسلسل المختلفة.

لميس الخراز طالبة في الإعدادية، استطاعت بدعم أسرتها أن تشارك في واحد من أهم مسلسلات الدراما الليبية، وكذلك تتحضر الآن للمشاركة في مسابقة المذيع الصغير التي ستقام الفترة المقبلة.

وتقول "ساعدتني عائلتي بشكل كبير في تنمية وتطوير مواهبي المختلفة وخاصة التمثيل، وتمكنت من المشاركة بأعمال تمثيلية كثيرة، ومع فنانين كبار تعلمت منهم الكثير منهم الفنان فرج عبد الكريم، والفنان ميلود العمروني، وبسمة الأطرش، وعبير الترهوني التي عملت على تدريبي ومساعدتي في تأدية الأدوار المكلفة بها".

وتحدثت لميس الخراز عن بعض الصعوبات التي واجهتها خلال التمثيل، منها تزامن الامتحانات النهائية والجزئية مع مواعيد التصوير "كنت أذاكر خلف الكواليس، وأيضاً بعد تمثيل مشاهدي في المسلسل، ولكن كان صعب جداً ومرهق بالنسبة لي، خاصة أني أركز بشكل كبير على دراستي ومستقبلي العلمي، أما اوقاتي الأخرى فكانت موجهة للفن والتمثيل".

 

التأكيد على أهمية دعم المواهب الشابة

 

 

هذه الموهبة التي تميزت في العديد من المشاهد لم تكن لتظهر لولا دعم الأم لطفلتها، تقول فتحية محمد والدة لميس وهي معلمة لغة إنكليزية ومقيمة ببنغازي منذ أكثر من 20 عام "لميس منذ صغرها كانت تقلد الأطفال والأهل والأصحاب، وكانت لديها طلاقة ولغة جيدة في الحديث، حيث كنت اصطحبها خلال عملي في بعض القنوات أو الاذاعات المحلية ببنغازي، فكانت منذ صغرها تمسك المايك وتتحدث فيه بشكل جميل دون خوف أو حرج".

وعن قدرات لميس في حفظ الكلمات وحتى وأن كانت بلغات ولهجات غير معروفة لديها، أوضحت "عندما التقي بعض الصديقات من الأمازيغ وهو مكون أو شريحة موجودة في الجبل الغربي لليبيا، كانت تحفظ بعض كلمات لغتهم، وتتحدث بها وتقلدها أيضاً"، هذه الاشارات دفعتها للتركيز مع طفلتها وتنمية مهارتها في التمثيل والتقليد، خاصة أنها تقلد المشاهد والأدوار التي تشاهدها عبر الانترنت أو التلفاز.

وأثنت على دور الفنانات الليبيات في دعم المواهب الشابة من الأطفال والفتيات وخاصة الفنانة الكوميدية عبير الترهوني، التي خصصت وقتاً لتدريب لميس وتعليمها أصول التمثيل وأدواته.

من جانب آخر تبدع عدد من الشابات الليبيات في الرسم بأشكاله المختلفة، فالرسم موهبة مرنة تستطيع الموهوبة إدخالها مع مهارات أخرى وتشكيلها كما ترغب لتعبر عن أفكارها ومشاعرها من خلال الأشكال والألوان والخطوط والتفاصيل على اللوحات المختلفة.

 

الرسم يساعد على تطوير الذات وعكس الأفكار بشكل إيجابي

 

 

ريان خليل البرعصي طالبة في المرحلة الثانوية، ذات 16 عام، رسامة صغيرة استطاعت بدعم أسرتها وزميلاتها أن تنمي موهبتها في الرسم التشكيلي والمشاركة في عدد من المعارض الفنية المحلية.

بدأت ريان البرعصي الرسم منذ عمر 9 سنوات، وتقول "ساعدتني أسرتي من خلال دعمها لي أن أنمي موهبتي وأطورها بشكل كبير، فهم يسعون لتقديم كل ما يساعد في تطوير موهبتي وتنميتها".

ومن خلال هذا الدعم الأسري، لم تواجه صعوبات أو تحديات خلال تعلمها للرسم وأساسياته، فحلمها هي وأهلها أن تكون رسامة مشهورة وذات نظرة فنية مختلفة عن الجميع.

وعن أهم لوحاتها، اعتبرت ريان البرعصي أن كل لوحاتها مهمة ولها طابعها الخاص "كل لوحاتي مهمات، فلا توجد رسمة مفضلة عن الأخرى، لأن لكل واحدة تفاصيل وقيم جمالية مختلفة عن الأخرى".

ولم يؤثر الرسم وتعلمه ومشاركاتها في المعارض أو المهرجانات على دراسة ريان البرعصي وتحصيلها الدراسي "أرتب يومي بشكل جيد بحيث لا يتعارض الرسم مع أوقات دراستي، وعائلتي تساعدني دائماً".

ودعت ريان البرعصي كل الفتيات اللواتي يمتلكن مواهب مختلفة أن يسعين لتحسينها من خلال الممارسة والتدريب، وتعلم موهبة الرسم للتعبير عن أنفسهن من خلالها، كما أنها تساعد على تطوير الذات وعكس الأفكار بشكل إيجابي وجميل.