لأول مرة في مدينة منبج مجموعة من الشابات ضمن مشروع مدربات في مجال العزف
مركز الثقافة والفن في مدينة منبج يعمل على استقطاب المواهب النسائية في العزف للنهوض بواقع الفن.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ من خلال دورة تدريبية تستمر لـ 6 أشهر يعمل مركز الثقافة والفن في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا على تأهيل نخبة من الشابات لمشروع مدربات مستقبلاً في المدينة بهدف النهوض بواقع المرأة في مجال الموسيقى.
بعد أن كان دور المرأة شبه مغيب عن الساحة الفنية، وفي خطوة فريدة من نوعها بادر مركز الثقافة والفن في مدينة منبج لافتتاح دورة تدريبية للآلات الموسيقية، منذ بداية حزيران/يونيو الماضي تستمر لمدة ستة أشهر، كما شهدت الدورة إقبال كبير من قبل النساء والفتيات.
تقول روز إسحاق الإدارية في مركز الثقافة والفن في مدينة منبج وريفها "كمركز الثقافة والفن يقع على عاتقنا افتتاح دورات في جميع مجالات الفن لدعم الموهوبين"، مشيرةً إلى أنه "بعد غياب الموسيقى عن الساحة الفنية لمدينة منبج، وبعد دراسة هذا المشروع باشرنا بافتتاح دورة تدريبية للآلات الموسيقية لمجموعة من شبان وشابات مدينة منبج".
وعن المستوى الفني للمنضمين/ت لهذه الدورة بينت روز إسحاق أن "العديد من المنضمات خريجات معهد الموسيقى وقد أردن رفع مستواهن، ونحن كمركز الثقافة والفن عملنا على استقطاب تلك المواهب لخدمة الفن في مدينتنا، من خلال تأهيل المجموعة ليصبحن مدربات للموسيقى".
وأوضحت "مجتمع مدينة منبج بحاجة للموسيقى بحاجة إلى الحنجرة والصوت الموسيقي، وغياب هذا الجانب في الفترة الأخيرة يعتبر تقصير بدر منا، فمنذ افتتاح مركز الثقافة والفن بعد تحرير مدينة منبج افتتحنا دورة واحدة فقط وتخرج عدد لا بأس منها".
وعما ميز هذه الدورة عن الدورة التي سبقتها أشارت روز إسحاق إلى أنه "تواجد نسبة أكبر من العنصر النسائي ميز هذه الدورة عن سابقتها التي كان تواجد المرأة فيها قليل، وهذا أسرنا كثيراً لأن المرأة دائماً يكون احتضانها للفن عميق جداً، لذا تركيزنا في الوقت الحالي على جانب المرأة"، موضحةً أن "مركز الثقافة والفن يحتضن أكبر عدد من المنضمين لمجال الفن، فالعدد الحالي للمنضمات هو 6 وقابل للزيادة، نتيجة تشجيع الشابات لبعضهن البعض على تعلم الآلات الموسيقية".
أما عن آلية التدريب لفتت روز إسحاق إلى أنه "يتم التدرب حالياً على الآلات الوترية والسماعية، كما نعمل على أن يكون هناك أقسام للرقص والغناء الخاصة بالمرأة أيضاً"، مشيرةً إلى أنه "منذ مطلع هذا العام ازداد إقبال النساء على مجال الفن التشكيلي ومجال المسرح والموسيقى، وهذا يشجعنا ويشجع النساء أيضاً على الاستمرار".
فيما قالت المتدربة زران فارس وهي خريجة من معهد الموسيقى، عن سبب اختيارها لهذا المجال "كل إنسان يملك حباً للفن في داخله، كما أن الفن هو المرآة التي تعكس ما في داخلي وأستطيع التعبير عن ذاتي من خلاله"، وعن الآلات الموسيقية التي تفضل العزف عليها بينت أنها من محبي آلة العود "العود من الآلات الشرقية، وتعبر عن تراث المنطقة وبإمكاني عزف العديد من الألحان على أوتارها، لكنني سأتعلم في المستقبل على العديد من الآلات الموسيقية".
وعن تجربتها من خلال انضمامها لهذه الدورة أشارت إلى أنها تعلمت خلال سنوات دراستها في المعهد العزف على آلتي العود والاكورديون، مضيفةً "أرغب باكتساب خبرة أكثر وتطوير نفسي لذلك انضممت لهذه الدورة، فهناك الكثير من المعلومات الجديدة، وأيضاً تتميز طريقة إعطاء الدروس وهذا ما يزيد خبرتنا في الإعطاء مستقبلاً وليس فقط العزف".
وأشادت بمبادرة مركز الثقافة والفن لافتتاح هذه الدورة "هذه المبادرة تشجع جميع الفئات العمرية وعلى وجه الخصوص فئة الشباب، وهي فرصة لتنمية المواهب، فسابقاً كنت أبحث عمن يعطي دورات للموسيقى"، وأما عن طموحاتها في هذا المجال قالت "أتمنى أن أصبح مدربة في مجال الموسيقى".
كما تحدثت عن الشابات اللواتي لم تخطوا موهبتهن عتبة المنزل كما تقول "على جميع الشابات أن تقتدن بالنساء اللواتي تسعين خلف أحلامهن، على كل امرأة أن تقاوم لتثبت ذاتها لأن إثبات الذات يحتاج لمجهود شخصي، فلا يمكن لأي أحد أن ينتشل أحداً من سباته ليثبت وجوده، والفرصة متوفرة كل ما عليهن أن تستفدن منها لإيقاظ الفن الراقد في أعماقهن".
أما المتدربة على آلة الجيتار هيفين شيخو قالت "كل إنسان يملك موهبة وشغف في داخله كالعزف والغناء والرسم، وهذه الموهبة بحاجة للتنمية، شغفي كان الجيتار، دائماً ما كنت أبحث عن معاهد أو أماكن لتعليم الجيتار حتى أتاح مركز الثقافة والفن الفرصة وقدم لنا فرصة التعلم وتطوير موهبتنا". مؤكدةً أن "الموسيقى تعبر عما لا يستطيع اللسان التعبير عنه لذا أراها صديقة لي".
وأوضحت هيفين شيخو واقع المرأة في مدينة منبج ومدى انخراطها في الفن الموسيقي بالقول إن "المرأة في مدينة منبج لم تأخذ دورها الكامل في مجال الفن، ولتغيير هذا الواقع على كل شابة تملك شغف أو موهبة لأي آلة موسيقية أن تستفاد من الفرص التي يوفرها مركز الثقافة والفن، أما بالنسبة لي فأطمح أن أصبح عازفة ماهرة، وأعلم كل من يرغب بعزف الجيتار".