كريمان زيدان... حولت غرفتها لورشة لتصنيع الفوانيس

يرتبط شهر رمضان بوجود الفوانيس في كل بيت مصري، ولإحياء ثقافة وتراث مصر من جديد قررت مصممات الإكسسوار صناعة الفوانيس يدوياً.

نيرمين طارق
القاهرة ـ
تعد فكرة الفانوس مصرية المنشأ، ظهرت منذ العهد الفاطمي عندما خرج موكب كبير من الرجال والنساء والأطفال لاستقبال الخليفة المعز لدين الله عند وصوله في شهر رمضان، وحملوا الفوانيس الملونة والمشاعل لإنارة الطريق، ومنذ ذلك اليوم ارتبط الفانوس بشهر رمضان.
تقول مصممة الإكسسوار كريمان زيدان أنها قررت صناعة فوانيس رمضان من النحاس على الطراز الإسلامي في محاولة لتذكير الناس بالعمارة الإسلامية.
كريمان زيدان التي تبلغ من العمر 25 عاماً، عانت من البطالة لمدة عامين بعد تخرجها من كلية تربية قسم رياض الأطفال، لكنها لم تستسلم وحولت غرفتها إلى ورشة لصناعة الحلي عام 2013.
وعن فكرتها تقول "مع بداية عام 2018 بدأت في فكرة صناعة الفوانيس، وبعد عدة محاولات نجحت في صنع فوانيس على شكل قبة المساجد التاريخية في مصر، بعد حصولي على دورات تدريبية لتعلم فن الأركت".
وتعتمد على النحاس في صناعة الفوانيس "استخدم سبائك وأسلاك النحاس الأصفر والنحاس الخام نظراً لقوته، لأنه يدوم لسنوات طويلة بخلاف الفوانيس المستوردة التي تتلف بسهولة، فكل ما يحتاجه الفانوس النحاسي هو التلميع فقط قبل بداية شهر رمضان إن كان قد صنع منذ وقت طويل".
وحول طريقة تصنيع فوانيس رمضان تقول "بداية أقوم برسم تصميم أشكال الفوانيس على الورق، وبعد الوصول إلى شكل معين أقوم بتقطيع النحاس بالمنشار، وآخذها إلى إحدى الورش لتلميعها، ثم ابدأ بتشكيل الفانوس وتركيب أجزاءه".
وأضافت كريمان زيدان أنها أصبحت مهتمة بزيارة المساجد التاريخية حتى تصنع الفوانيس على شكل قبب المساجد "أرى أنه يجب إحياء العمارة الإسلامية نظراً لجمالها وتميز زخارفها، لذلك أصبحت مهتمة بزيارة شارع المعز والتعرف على المساجد التاريخية في المغرب العربي".
ويعد ارتفاع أسعار المواد الخام من أبرز المشكلات التي تواجهها "اتمنى أن يتفهم العملاء أن المنتجات اليدوية يتم تصنيعها بعد مجهود شاق وساعات طويلة من العمل اليومي"، وتضيف "الفانوس الواحد يستغرق صناعته عشر أيام حتى أصنع فانوس يعبر عن العمارة الإسلامية على عكس الفانوس المستورد الذي لا يعبر عن التراث المصري، لأنني أعمل بمفردي".
وإلى جانب صنع فوانيس بأحجام كبيرة بعض الشيء لتزيين المنازل بها في أيام شهر رمضان، تقوم كريمان زيدان بوضع بعض اللمسات على الفوانيس حتى تسعد الأطفال "أقوم بصناعة فوانيس بأحجام صغيرة مع كتابة اسم الطفل عليها، كما أضع فيها مشغل صوتي يحمل أغاني رمضان، لأن الفانوس في مصر يرتبط بأغنية رمضان جانا أو وحوي يا حوي".
وحول كيفية ترويج الفوانيس الرمضانية التي تصنعها تقول "انشأت صفحة خاصة بي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للترويج لكل القطع التي أصنعها ويتابعها عدد كبير من الناس، بدأت من خلالها بصنع اسم خاص بين العاملين على صناعة المنتجات اليدوية في أسواق مصر".
تحلم كريمان زيدان أن تتوسع ورشتها ويصبح معها فريق عمل يساعدها حتى تتمكن من صناعة كم أكبر من الفوانيس في شهر رمضان، وأن تصبح منتجاتها ماركة معروفة تجمع بين الحداثة والتراث المصري في وقت واحد.