حرفية جزائرية تسعى لإعادة التراث بطابع مُحترف وتخصصي

تثمين التراث الجزائري والارتقاء به وتوثيق الفن هدفٌ تبتغيه فازية صاحب، من خلال أعمالها الفنية والحرف التقليدية عبر معرضها "كي يروحوا الوالدين تبقى حرفة اليدين".

 

نجوى راهم
الجزائرـ تثمين التراث الجزائري والارتقاء به وتوثيق الفن هدفٌ تبتغيه فازية صاحب، من خلال أعمالها الفنية والحرف التقليدية عبر معرضها "كي يروحوا الوالدين تبقى حرفة اليدين".
التقت وكالتنا وكالة أنباء المرأة الحرفية الجزائرية فازية صاحب، للحديث عن معرض "كي يروحوا الوالدين تبقى حرفة اليدين" وكيفية توثيقها الفن عن طريق الحرف التقليدية.
وفازية صاحب البالغة من العمر 60 عاماً من ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل، أستاذة لغة فرنسية متقاعدة، وعضو في جمعية الموسيقى الأندلسية العمراوية، وعضو في نادي القراءة بالمكتبة العامة التابعة لولاية تيزي وزو، وعضو في الجمعية الوطنية الفنية للنساء الجزائريات.
باشرت فازية صاحب مشروعها الحرفي بعد تقاعدها من عملها كأستاذة لغة فرنسية تقول "بعد تقاعدي من أجل تربية وتنشئة بناتي والاهتمام بعائلتي، بدأت بالعمل على مشروعي الحرفي".
ولتكريم جدتها التي استمدت منها الحرفة اليدوية، نظمت معرضها الفني الحرفي "كي يروحوا الوالدين تبقى حرفة اليدين"، في دار عبد اللطيف بمقر الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالجزائر العاصمة "جدتي كانت ترسلني لجلب بعض المواد الأولية من أجل صناعة زرابي، وسلال وقفف، وبعض من قطع الديكور، فكنت أقدم كل ما بوسعي لمساعدتها"، إلا أنها دائماً ما كانت ترغب في إتمام تعليمها الجامعي.
 
"أسعى لإعادة التراث بطابع فني تخصصي"
ولزيادة خبرتها في الحرف اليدوية دخلت فازية صاحب مركز التكوين المهني بولاية تيزي وزو، واختارت اختصاص الحرف التقليدية والتراث، ونالت شهادة لاحترافها في المهنة، وتمكنت من الحصول على بطاقة حرفية.
وبعد خضوعها للتكوين الأكاديمي تقول إنها عملت على إحياء التراث "قمت بحياكة الزرابي وصنعت السلال من أوراق الشجر ونبات الحلفة من أجل إعادة إحياء التراث والمحافظة على تقاليد منطقة القبائل، مع إضفاء لمسة فنية جمالية". 
وعن اختيارها لأسماء اللوحات وتسميتها تقول "حملت عناوين المجموعة الفنية أشكال ورموز ذات دلالات ثقافية مستمدة من التراث الأمازيغي العريق، على غرار لوحات "ديهيا"، "أزطا" التي تعني نسيج، "أبزيم" وهي الحلي، "تافسوت" وهو ما يعني الربيع، "ثيللي" الحرية، "إثران" وتعني النجوم وغيرها الكثير، عكست كل تلك الأعمال شحنات عاطفية وارتباط بالتراث والتقاليد والذاكرة".
وعما تمثله تلك الحرف اليدوية بالنسبة لها تنوه إلى أن "كل لوحة أو صورة لها اسمٌ ومعنى بحد ذاته، لأنني اعتبرها جزءٌ من كينونتي، وأسمي اللوحات بطريقة شخصية واختياري أسماءً لها آتٍ من كوني أراها كأولادي"، وتضيف "لدي عمل فني في معرض يسمى في منطقتي بالطبوق، وأمزج فيه بين بقايا الفوطة والحلفة وأغصان النخيل، وهي تُستخدم كديكور لتزيين الجدران والغرف في المنازل".
 
"ألواني مأخوذة من الطبيعة الأمازيغية" 
وحول المواد التي تستخدمها فازية صاحب في لوحاتها، تقول "معظم المواد التي استخدمها من الطبيعة كالطين والألوان الطبيعية الأمازيغية التي تسرد التراث البربري الجزائري". وتعمل على جمع بقايا الأقراص المضغوطة "سي دي" التي لم تعد مُستخدمة كما في السابق، "قمت بجمع الأقراص المضغوطة واستخدمتها لصنع إطارات حائطية للزينة والديكور".
ولتثمين التراث الجزائري والارتقاء به، دعت فازية صاحب جميع الحرفيات اللواتي يمتلكنَّ حرفة أو مهنة للعمل على مشاريعهنَّ وإبرازها بصورة راقية "علينا أن نُعرّف بالحرف التقليدية ونساهم في الاستثمار من أجل رفع مستوى الاقتصاد الوطني".