"أومليل" أول معرض فني للفنانة التشكيلة المية بن الفقون

ـ افتتحت الفنانة التشكيلية الجزائرية مايا بن شيخ الفقون معرضها الفني الأول تحت عنوان "أومليل"، في الـ 20 من آذار/مارس وسيستمر إلى غاية العاشر من نيسان/أبريل 2021، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة الجزائر

نجوى راهم
الجزائر ـ افتتحت الفنانة التشكيلية الجزائرية مايا بن شيخ الفقون معرضها الفني الأول تحت عنوان "أومليل"، في الـ 20 من آذار/مارس وسيستمر إلى غاية العاشر من نيسان/أبريل 2021، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة الجزائر.
مايا بن شيخ الفقون المعروفة بالمية بن الفقون من مواليد 1988، فنانة تشكيلية جزائرية درست في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة بين عامي (2007 ـ 2013)، ظهرت أعمالها في العديد من المعارض في الجزائر وخارجها، كما شاركت في العديد من الإقامات الفنية في أوروبا، وأنهت مؤخراً إقامة فنية بفيلا ارسون وهي مدرسة الفنون الفرنسية.
يعد أومليل أول معرض فني للفنانة التشكيلية الجزائرية مايا بن شيخ الفقون، مستقى من دراسة لها تضم سلسلة من الأعمال من رسوم وكتابات طورتها بين عامي (2015 ـ 2017).
وأومليل أو أم الليل، اسم يدل على نسج المرء لشبكة متعددة المعاني بتشابك الإشارات العربية التي تدل على الأم والليل، والإشارة البربرية إلى البحر الأبيض المتوسط، بما يمثل دعوة للتفكير على نطاق واسع، لاحتضان تاريخ طويل مع التأثيرات المتبادلة بين الحضارات.
تقول مايا بن شيخ الفقون في حديث لوكالتنا وكالة أنباء المرأة، أن عملها ككل عبارة عن لوحة جدارية اجتماعية مستوحاة من أصول جزائرية وشمال إفريقية ومتوسطية "بدأت بالبحث عن الأسماء المعطاة للبحر الأبيض المتوسط، واكتشفت من خلال البحث أن هذا البحر كان يطلق عليه سابقاً أم الليل".
توضح مايا بن شيخ الفقون أنها كانت تبحث عن اسم يجمع لوحاتها، فاطلقت اسم "أومليل" على معرضها الذي يستكشف مواضيع ذات بعد اجتماعي، حيث يتم تمثيل جسم الإنسان بقوة في لوحاتها من خلال تنظيم الشخصيات للرد على "الطقوس، الأساطير، التقاليد، والصورة الذاتية ومساحة المعيشة".
يدخل معرض "أومليل" في تقاطع نهج أنثروبولوجي بشأن الطقوس والأساطير والتأملات المقدسة والجمالية في تمثيل الرموز وحدود تمثيل النشاط الجنسي والجسد والعنف والموت، مما يعطيها هذه التهمة الهائلة التعدي.
ويربط المعرض صور النساء وكذلك الرجال بمسألة السلطة؛ التي تستحوذ على الأسرة وهي القاسم المشترك الأدنى للبنية الاجتماعية، التي تفحصها في أوقات مختلفة، هؤلاء الأزواج الترابيين والمزعجين لمناقشة مسألة توزيع السلطة في الزواج، في المنزل مع مساحات "جنسانية" مثل غرفة المعيشة أو الشارع.
وتكشف عن تأثير التقسيم المنزلي للعمل الذي ينطبق على هذه المفاهيم الخاصة بالمساحات الداخلية والخارجية مثل العديد من عمليات الصيد الخاضعة للحراسة من جنس واحد أو جنسين.
قدمت المية بن الفقون في معرضها أومليل قراءة دائرية، مما يسمح لنا بالتداول في نظام حقيقي من الخيال، وهو أكثر بكثير من مجرد تراكم للنماذج الأصلية التي لا لبث فيها وغير المتنازع عليها. وهذا بلا شك هو الدرس الذي يمكن تعلمه من هذا التمثيل لعالم مشبع بالأخلاق ولكن لا يتم تقديمه كنظام مغلق نهائياً.
أظهرت أيضاً أن الهوية الشخصية التي تتعايش مع الهويات القانونية، وأنه يمكن أن تكون هناك مساحات من عدم المطابقة، وأن قوة الخيال تسمح باللعب بالحدود، لجعلها تتغير.
 
أومليل... كتاب يستمر في الوجود
أومليل هو أيضاً مشروع كتاب تم تصميمه كمعرض قابل للنقل يشمل أكثر من عشرين لوحة ورسومات تخطيطية، ويتضمن العمل المحدود الإصدار المصنوع يدوياً مقالات بلقم خمسة مؤلفين، بمن فيهم الفنانة التشكيلية النسوية أنيسة بوايد، والمديرة الفنية غيلميت جروبون، والمؤلفة هاجر بالي، وأخصائية علم النفس الإكلينيكي والمحللة النفسية كريمة لازالي وأستاذة علم المتاحف برناديت دوفرين.
حاولت مايا بن شيخ الفقون الحصول على وجهات نظر مختلفة حول مشروع أومليل "نظراً لأهمية العمل، ولأن هذا عمل يركز على البحث الاجتماعي والمجتمعي، فقد اخترت أشخاصاً في مجالات محددة بما في ذلك التاريخ وعلم النفس، طلبت منهم قراءة عملي من منظور تلك المجالات التي يتقنونها، عبر كلاً منهم عما أثاره أومليل".
عملت على نقل أعمال الفنانة التشكيلية أنيسة بوايد إلى معرض فني، لشدة تأثرها بها، والتي لطالما تساءلت عن تمثيلات مجتمعها الجزائري والمغاربي والمتوسطي، ومكانة الرسم بالنسبة لتاريخ الفن.
 
النهج الفني ومصدر إلهامها
في نهجها الفني، تشير مايا بن شيخ الفقون ببساطة إلى أن الزناد هو عاطفة تثير الصور "عملي مستوحى مما يحركني في الحياة اليومية. يمكن أن يسبب شعوراً إيجابياً أو سلبياً. ثم أبدأ في الرسم بشكل عفوي. بمجرد الانتهاء من سلسلة الرسومات، أكرس نفسي لإجراء الأبحاث، لأن هذه الرسومات لا تأتي من لا شيء، فهي مرتبطة دائماً بالشعور. يسمح لي هذا البحث أيضاً بإعطاء فكرة عن العمل. الخطوة الأخيرة هي الرسم وهذا هو الجزء الممتع. أفصل نفسي عن كل شيء وأرسم".
وحول طريقة عملها تقول مايا بن شيخ الفقون "عندما أنتهي من الرسم أبدأ عملاً طويلاً من البحث النظري، مهما كان الموضوع فأنا أتعامل معه من وجهة نظر أنثروبولوجية واجتماعية ونفسية، كما أنني أقوم ببحوث تصويرية وصور ومقاطع فيديو لمعرفة ما تم إنجازه بهذه الوسائط".