'الفن رسالة اجتماعية مهمة على المرأة أن تتواجد فيها لتكتمل'

الدراما العراقية التي تعيش فترة نهوض هذا العام مقارنة مع سنين خلت تتداول نجوم ووجوه جديدة، بينما يبقى الإنتاج السينمائي في العراق قيد رغبة الاحتراف والتجربة لمخرجين

غفران الراضي 
بغداد ـ وإن اثبتوا شخصيتهم في مهرجانات مهمة إلا أن الدعم محدود وكفيل بتلكؤ معاودة التجربة.
عن واقع الدراما والسينما العراقية كان لنا حوار مع الممثلة آلاء نجم التي جمعت بين الموهبة والدراسة الأكاديمية وتحدثت لنا عن تجربتها السينمائية ومرحلة النضوج الفني.
 
متى كانت بدايتك الحقيقية في عالم التمثيل؟
أستطيع القول إن عمري الفني بدأ مع أول صعود لي على المسرح أو الوقوف أمام الكاميرا عندما كنت طالبة في معهد الفنون الجميلة ثم كلية الفنون الجميلة ببغداد، أما أول تجربة سينمائية حقيقية لي فهي دوري في فيلم "كرنتينة" للمخرج العراقي عدي رشيد عام 2010، وكانت تجربة مهمة بالنسبة لي حيث عملت بجهد لتجسيد الشخصية النسائية التي لعبتها، هذه التجربة منحتني الخطوات الأولى في طريق رسم هويتي الفنية، أما موضوع النضوج الفني فالفنان يبقى يعمل ويجرب ويقدم ويبدع وليس بإمكانه القول إنه نضج فنياً بل تقدم إبداعياً. 
 
المرأة والسينما أيهما يضيف للآخر؟ 
المرأة والسينما كلاهما يكمل الآخر. السينما بلا امرأة تبدو كصحراء جرداء، لكِ أن تتخيلي فيلماً بدون ممثلة؟ نعم هناك أفلام قليلة بل نادرة بلا ممثلات لكنها لا ترتقي إلى الأفلام التي تلعب فيها الممثلة أدواراً مهمة، بل إن هناك أفلام نسى الجمهور عناوينها ويتذكر بطلاتها والأمثلة كثيرة، ولا مجال هنا لذكرها، وإذ يعتبر الفيلم أو السينما رسالة فنية جمالية ابداعية فكرية اجتماعية فلا بد أن تكتمل هذه الرسالة وتكون هادفة بوجود المرأة.
 
هل المرأة في العراق مقيدة في لعب الأدوار الجريئة لخدمة القصة والمضمون؟
لا أعرف ماذا تعني بالأدوار الجريئة؟ هل تعني الأدوار التي تتطلب التعري أو الممارسة الجنسية؟ حتى وإن كانت تخدم الدور والقصة، فأقول إن مثل هذه الأدوار أو هذه الجرأة محرمة اجتماعياً في العراق، إن تربيتنا الأخلاقية تقف دون أداء مثل هذه الأدوار.
أما إذا كنت تعنين الجرأة في طرح الأفكار المهمة ثقافياً أو سياسياً أو فكرياً فالإجابة نعم الممثلة العراقية جريئة في لعب مثل هذه الأدوار.
 
كيف كانت الدراما العراقية وإلى أين تتجه اليوم؟ 
الدراما العراقية كانت قد ارتقت في السبعينيات والثمانينيات إلى مستويات متطورة واصطفت مع الدراما العربية، لكن ظروف الحروب وما يرافقها من أزمات اقتصادية وهجرة العديد من الفنانين العراقيين أدت إلى تراجعها للأسف. 
اليوم نشهد تدفق حياتي جديد للدراما العراقية خاصة الدراما التلفزيونية ونتمنى أن تستمر عجلة الإنتاج لتتطور وتتقدم أكثر.
 
برأيكِ، نقد الجمهور القاسي حق أم تجريح؟ 
من حق الجمهور أن ينتقد ويعتب مهما كان قاسياً في نقده، وهذا نابع من حرصه على الدراما العراقية شرط ألا يتجاوز في النقد حد التجريح أو التشهير، النقد مهم جداً وللأسف في العراق غاب النقد الفني خاصة في المجال الدرامي وهذا نتيجة شح الأعمال الدرامية. 
 
تحفظ المجتمع يمنع المرأة من دخول مجال التمثيل، كيف ترين تأثير ذلك على الدراما العراقية؟
المجتمع العراقي ونتيجة الحروب وهجرة الكفاءات والنخب الاجتماعية وسيطرة الإسلام السياسي على مجريات الأمور خاصة في الأوساط الثقافية وخشية العائلة على ابنتها وسمعتها تأخر وتخلف كثيراً في تقبله لانخراط النساء في مجال التمثيل.
على العكس من ذلك ففي فترة السبعينيات والثمانيات كان من الطبيعي إلى حد ما تقبل العائلة المثقفة وخاصة من الطبقة الوسطى دخول ابنتهم إلى مجال الفن ولو بحدود دون المقبولة.
 
تسليع المرأة في الأعمال الدرامية إلى أين وصل؟ 
إن اللجوء إلى طرح المرأة كتجارة لكسب المشاهد أصبح واقعاً في الأعمال التلفزيونية والسينمائية، وهذا تنفيذاً لمقولة "هذا ما يريده الجمهور"، هذا التوجه أدى إلى تأخر الأعمال الفنية فكرياً وثقافياً، والأسباب اقتصادية والأهم من هذا دخول أعداد من النساء الغير فنانات واللواتي لا يتمتعنَّ بموهبة فنية إلى عالم التمثيل.
هناك الكثير من القضايا الاجتماعية المهمة التي أتمنى إثارتها في الدراما العراقية وفي مقدمتها قضايا المرأة ومعاناتها في مجتمعنا، فالمرأة تعاني الكثير كي تعيش حياتها بصورة طبيعية دون معاناة مبالغ بها، هناك قضايا التعنيف الأسري، الانتحار، قتل النساء، الأطفال ضحايا المجتمعات المتخلفة.
 
كيف ترين تفاعل السينما العراقية مع المهرجانات العربية والعالمية؟ 
عندما يكون هناك فيلم سينمائي متطور وناجح حسب المقاييس العالمية أو العربية بالتأكيد يكون له مكان في المهرجانات السينمائية العربية والغربية. المهرجانات العربية تعاملت وما زالت تتعامل باهتمام مع السينما العراقية، وغالبا ما تكون الأفلام العراقية، إن توفرت، في مقدمة هذه المهرجانات، ولنأخذ فيلم "صمت الراعي" الذي يعد من أهم أفلام السينما العراقية للمخرج العراقي رعد مشتت والذي لعبت بطولته إلى جانب الفنان محمود أبو العباس، فقد شارك هذا الفيلم بمهرجانات عربية ودولية ومنها مهرجان وهران السينمائي في الجزائر وحصد جائزة لجنة التحكيم، وكنت مشاركة في المهرجان، كما شارك الفيلم بمهرجان أبو ظبي السينمائي ومهرجانات غربية وآسيوية.