الفائز بـ 15 جائزة... "هيزا" قصة من الفرمان والانتقام

حصل الفيلم الوثائقي "هيزا" مؤخراً على جائزة جينا أميني في مهرجان دوسلدورف السينمائي، وكانت هذه الجائزة هي الجائزة الخامسة عشرة التي يحصل عليها الفيلم الوثائقي.

بيريفان إيناتجي

مركز الأخبار ـ حصل الفيلم الوثائقي هيزا الذي يحكي عن قصة امرأة على 15 جائزة في مهرجانات دولية مختلفة، ويروي الفيلم قصة هيزا التي اختطفها مرتزقة داعش خلال فرمان عام 2014 الذي تعرضت له شنكال، وبعد أن أنقذها مقاتلو/ات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، عادت إلى شنكال وانضمت إلى صفوف وحدات المرأة في شنكال (YJŞ) وشاركت في العديد من حملات تحرير المدن من داعش.

بعد فرمان عام 2014، توجهت دريا دنيز، مخرجة الفيلم الوثائقي هيزا، إلى شنكال في عام 2019، وهناك اجتمعت قصتها مع قصة هيزا، وقالت عنها "رأيت امرأة مقاتلة في هيزا. لقد رأيت حقيقة أنه إذا اتخذت المرأة قرارها، يمكنها إعادة بناء نفسها"، كما أهدت الفيلم للنساء والأطفال الإيزيديين الذين تعرضوا وعاشوا الفرمان الـ 74.

 

هيزا هي قصة من الفرمان الـ 74 وانتقام من واقع الفرمان، كمخرجة للفيلم الوثائقي هيزا كيف اجتمعت قصة دريا دنيز مع قصة هيزا؟

في عام 2014، عندما شن الهجوم على شنكال، أردت الذهاب إلى هناك كصحفية لكن، لم تسنح لي فرصة للذهاب، فقد شكل طريق الوصول إلى شنكال مشكلة، في ذلك الوقت، كنت أعمل وأقوم بالنشاط الإعلامي في إقليم كردستان، وكانت تردنا مشاهد وصور وحشية ومؤلمة للغاية، حينها، كانت لدي رغبة في الذهاب واستمرت هذه الرغبة مع تحرير شنكال.

اعتدنا أن نقرأ في الأخبار أنه تم إنقاذ الكثير من الإيزيديات بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقد أردت العمل مع النساء اللاتي تم إنقاذهن بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، وللمرة الأولى في عام 2019، أتيحت لي الفرصة للذهاب إلى شنكال، وقمت أيضاً ببعض الأبحاث والتحقيقات حول الفرمان وتابعت الأشياء التي حدثت، والوضع هناك، لكن إذا سألتني ما الذي جذبك إلى هيزا؟ سأجيب بأن هيزا كانت امرأة إيزيدية تم إنقاذها من داعش وانضمت إلى وحدات حماية المرأة الشنكالية YJŞ.

لقد تأثرت عندما أخبروني في شنكال عن تجربة وقصة هيزا كثيراً، وربما لم أعرف سوى القليل وباختصار عما عاشته الإيزيديات، لكن في ذلك الوقت، كان الشخص الوحيد الذي قرر الانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة الشنكالية بعد الأسر وإنقاذها هي هيزا، ومع ذلك، كانت هناك مشكلة كهذه، حيث كانوا يقولون "هيزا لا تتحدث مع أحد، ولا تخبر أحداً عن قصتها".

أردت أن أرى هيزا، سواء تحدثت أم لا، وبعد أن تحررت من داعش، أذهلتني مشاركتها في صفوف YJŞ وكان هذا هو الشيء الرئيسي الذي أردت رؤيته، وأردت أن أستمع إلى قصتها، كيف انضمت إلى YJŞ وكيف قررت ذلك؟ وذهبنا إليها.

كانت هناك مجموعة من مقاتلي وحدات YJŞ تجلس هناك، وجلسنا معاً في ذلك الوقت قالوا لهيزا "لقد جاءت هذه الرفيقة لتسمع قصة حياتك، فهي فضولية". لقد قدمت نفسي إلى هيزا وقلت لها "أنا مهتمة جداً وأريد الاستماع إليك". وقلت لها أيضاً "إذا أردت، يمكنك أن تخبرني وأنا سألتقط لك صورة" عندها وافقت هيزا على التحدث معي، ولأن لغتي الكردية لم تكن جيدة جداً، كان الرفاق هناك يتدخلون. لقد كانوا يساعدونني على فهم هيزا ويساعدون هيزا على فهمي. وعندما تدخل الرفاق بهذه الطريقة، قالت هيزا "أنا أفهمها، أنا أوافق على التحدث معها".

في الواقع لقد بدأ إعجابي بهيزا في ذلك الوقت، حتى قبل أن أسالها كنت قد أقنعت نفسي بأن هيزا لن تتكلم. قلت لها "لقد أخبروني كثيراً من قبل، وقالوا هيزا لا تتحدث مع أحد، ولم أتوقع أنك ستتحدثين معي. لماذا قبلت ذلك؟" قالت هيزا "جاء كثير من الناس للتحدث معي، وقال الكثير منهم أنه يجب عليك التحدث، وأنت مجبرة على الكلام والتحدث عن ذلك. في الواقع كانوا يقولون ما هو صحيح، لكن عقدة كلمة "مجبرة" موجودة لدي، ثم روت قصة تلك الكلمة وقالت "عندما وقعنا في أيدي داعش، كان المرتزقة يقولون لنا أنه يجب عليكم أن تصبحوا مسلمين، أنتم مجبرون على فعل ذلك"، والحقيقة أن كلمة "إلزام ومجبر" أصبحت بمثابة ردة فعل عكسية" ثم قالت "عندما قلت إن شئت ذلك، أردت أن أتحدث معك"، أريد أن أقول إنها عاشت في مثل هذا الواقع حيث أنه حتى الكلمات أثرت عليها بشدة وعمق.

في الواقع، منذ تلك اللحظة فصاعداً، أصبح هناك رابط بيني وبين هيزا، ثم أدركت أنه في الواقع الأشياء التي نعرفها قليلة جداً مقارنة بما مررت به، وأدركت أن هناك العديد من الأشياء العميقة التي كسرت هيزا، لذا فإن قبولها كان له أهمية ومغزى كبير بالنسبة لي، تجربتها مختلفة تماماً، لكن تصميمها على الانضمام إلى صفوف وحدات YJŞ مختلف تماماً، وهذه هي الطريقة التي تعرفت بها على هيزا، ورأيت المرأة المقاتلة والمناضلة فيها ولقد رأيت حقيقة كيف أنه إذا اتخذت المرأة قرارها، يمكنها إعادة بناء نفسها.

 

الفيلم الوثائقي "هيزا" حصل على 15 جائزة حتى الآن، كما شارك في العديد من المهرجانات الأخرى، كيف كان تأثير هيزا في هذه المهرجانات؟ لماذا اجتذب الفيلم الوثائقي هيزا كل هذا الاهتمام؟

الفيلم الوثائقي هيزا هو قصة حقيقية، يحكي كيف تقع امرأة ايزيدية في قبضة داعش وما تعرضت له وكيف يتم انقاذها وكيف تواصل مقاومتها. يمكن للجميع رؤية هذه الحقيقة في الفيلم الوثائقي "هيزا". تقول هيزا "لم نكن نعرف كيف نحمي أنفسنا". لماذا وقعت كل هؤلاء النساء الإيزيديات في أيدي داعش؟ لم يكن هناك حماية للنساء الإيزيديات. هذه الحقيقة شوهدت بوضوح شديد في الفرمان الـ 74، لم يكن هناك حماية ودفاع عن النفس. عندما ذهبت إلى شنكال عام 2019، قالت الإيزيديات إن شنكال لم تعد شنكال السابقة. ما الذي تغير بعد ذلك؟ إنهم الآن ينظمون حياتهم ونضالاتهم ومقاومتهم بأنفسهم. لقد قاموا ببناء نظام الحياة الخاص بهم بأنفسهم ولا يحتاجون إلى أي شخص آخر. الآن يمكنهم حماية أنفسهم.

هيزا أيضاً وبصفتها امرأة إيزيدية، وبعد تحررها من داعش وانضمامها إلى وحدات حماية المرأة الشنكالية YJŞ، شاركت في حملة تحرير الرقة نيابة عن المرأة الإيزيدية، وتم تسليط الضوء على هذا أيضاً في الفيلم الوثائقي. كيف تذهب هيزا إلى الرقة، وكيف تشارك في حملة تحرير الرقة، وكيف تقاتل؟ الجميع يسأل هذا. في الواقع، لقد تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام عن المرأة الإيزيدية. لكن حقيقة، أعتقد أنه لا يوجد أحد مثل هيزا انضمت إلى وحدات YJŞ، وذهبن وقاتلت ضد داعش. وهذا موجود لدى هيزا فقط. لذلك هذا مثير للاهتمام للغاية. لكن ربما كانت هناك مشاكل فنية في الفيلم الوثائقي، ويجب على المرء أن يذكر هذه الحقيقة. لكن المحتوى أو القصة أو تجربة هيزا يكمل كل شيء.

إن العديد من الأيزيديات اللاتي تحررن من داعش ذهبن إلى أوروبا أو ذهبن إلى إقليم كردستان. ولكن في واقع، أو في تجربة وقصة هيزا، عادت هيزا إلى المكان الذي تم اسرها فيه. كل هذه أشياء ثمينة جداً، ويعتبرها المشاهدون والجماهير ذات قيمة. لقد تم أسرها في سن مبكرة. لاحقاً، تم إنقاذها وانضمت إلى وحدات YJŞ وقررت الانتقام وانضمت إلى الثورة. وينتقل تأثير هذه القصة إلى المشاهدين. أعتقد أن الجميع يأمل في أن ينتقم المرء لنفسه، ولكن ليس فقط الانتقام، بل تحديد كيفية الحياة التي يجب عليه أن يعيشها، كان هذا في الأساس بحثاً عن الحرية، وهذا يظهر في الفيلم الوثائقي حيث أنها تحقق ذلك بالعودة، لذلك يتأثر الناس بهذه الحقيقة.

 

مؤخراً، حاز الفيلم على جائزة جينا أميني في مهرجان دوسلدورف السينمائي الكردي الأول، واعتبرت تجربة امرأة إيزيدية لم تخضع جديرة بجائزة جينا أميني التي أصبحت رمزا لانتفاضة Jin Jiyan Azadî كيف تقيمين هذا وكيف كانت أجواء هذا المهرجان؟

مُنحت جائزة جينا أميني للفيلم الوثائقي "هيزا" وكان هذا مدعاة للسعادة بالنسبة لي لأنه في الواقع كلتا المرأتين مقاومتين وقد يكون الفيلم الوثائقي هيزا يدور حول تجربة هيزا، لكنه في الواقع يدور حول جميع الأيزيديات ويتحدث عنهن، وقد يكون شعار "Jin Jiyan Azadî" قد تردد في انتفاضات جينا أميني. لكن هذه كانت فكرة القائد عبد الله أوجلان، وإذا اجتمعت النساء اليوم تحت هذا الشعار وسمع العالم كله ذلك، فهذا بفضل أفكار القائد أوجلان، ولقد اجتمعنا بهذه الفكرة وجائزة تسمى جينا أميني التي أصبحت رمز Jin Jiyan Azadî تعني الكثير بالنسبة لي. انها قيمة جداً.

عندما يتحدث المرء عن هذا، يواجه صعوبات، ولقد دفعت المرأة الكثير مقابل ذلك، ولقد فقدت الآلاف من الثوريات حياتهن من أجل هذا الشعار، بالنسبة لي، الحصول على هذه الجائزة هو مزيج من كل هذه القيم، لذلك بالنسبة لي هذا مدعاة فخر.

أقيم مهرجان دوسلدورف للسينما الكردية لأول مرة في أوروبا، إلا أن مشاركة المخرجات كانت جيدة جداً. وقد شارك الناس في المهرجان باهتمام كبير. تم طرح الأسئلة على المخرجين، وتم إجراء حوارات. وكانت هذه كلها أشياء جيدة وجميلة جداً. لذا فإن أجواء المهرجان بشكل عام كانت جيدة جداً. كما طرحت الانتقادات حول الأفلام، ويجب أن يكون للفيلم هدف. فيما يتعلق بالسينما، ما هي عيوبنا وكيف ينبغي التغلب عليها وتمت مناقشة هذه القضايا، وبشكل عام كانت أجواء المهرجان إيجابية للغاية.

آمل أن يكون هناك المزيد من مثل هذه المهرجانات في كردستان. من الجيد أن نقيم مهرجانات سينمائية كردية في بلادنا. أقول إنه يجب علينا أن نجعل هذا هدفاً ونحققه.

 

بعض الجوائز التي حصل عليها الفلم الوثائقي هيزا

فاز الفيلم الوثائقي "هيزا" حتى الآن بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان بودن السينمائي الدولي، وجائزة الفيلم الأكثر نجاحاً في مهرجان دروك السينمائي الدولي (DIFF)، ومهرجان لوس أنجلوس لجوائز الأفلام النسائية المستقلة، ومهرجان Film in Focus السينمائي الدولي، وجائزة منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان في مهرجان Sicily Ambiense السينمائي، وجائزة دون كيشوت في مهرجان الأفلام الوثائقية البرتغالية، وجائزة أفضل مخرجة في مهرجان برشلونة السينمائي عن فيلمها الوثائقي "هيزا"، كما حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز ريد السينمائية والعديد من الجوائز أخرى. ومؤخراً، في مهرجان دوسلدورف الأول للسينما الكردية، الذي أقيم في دوسلدورف/ ألمانيا، حصل الفيلم الوثائقي هيزا على "جائزة جينا أميني".