'أكتبُ عن الحب لأفني الحرب'

سماء العيسى شابة تملك موهبة كتابة الشعر والقصة تقول إنها تَكتب عن الحب لتُفني الحرب، ولا تُحبذ القيود في الشعر، لهذا تفضل الأسلوب النثري، مُعتمدة على إبداعها لتصوير الأمور بجمالية متفردة.

سيبيلييا الإبراهيم
منبج-  
الكتابة وسيلة للتوثيق، فمن خلالها انتقلت حكايات الأجداد إلينا، واليوم تُطلق المرأة العنان لقلمها، لتعبر عن قضاياها وتوثق إنجازاتها وتشرح حالتها النفسية من خلال مختلف الأساليب الأدبية.   
سماء العيسى (17) عاماً، من مدينة حلب، وتعيش في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، بدأت بكتابة القصص القصيرة في عام 2012، ومنذ ما يقارب الـ 5 سنوات تكتب الشعر، وتقول "شعرت بالحاجة للتعبير عن مشاعري، ولهذا كانت الكتابة خير وسيلة لجأتُ إليها، لأنها قادرة على أن تعكس ما في داخلنا كالمرآة".
وبتشجيع من والدتها وأسرتها تمكنت سماء العيسى من تنمية موهبتها، من دون أن تواجه الصعوبات "قرأت أمي قصتي الأولى، وبدأت تجلب لي الكتب لأقرأها، وأصبحت دائمة الاطلاع على كتاباتي، حتى لو كان ما أكتبه سطراً واحداً فقط".
وتقول بأنها تأثرت بالشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي عبر عن عدة قضايا تخص وطنه "استطاع هذا الشاعر أن يثبت نفسه، فقرأت ديوانه الأعمال الكاملة".
وتشير إلى أنها تحب أن تكتب النثر على وجه التحديد، فلا تكون مقيدة بوزن أو بحر أو قافية "النثر من أكثر أنواع الشعر الذي يعطي للكاتب الحرية، لأنه سردي تقريباً، وأكتب عندما تأتيني الفكرة، فلا يوجد وقت محدد للإبداع". وتضيف "لم أختر طريقتي أو أسلوبي في الشعر، بل أعتقد أن الشعر هو من كونني، لأن الكلمات التي نكتبها تنبع من قلوبنا".
وحول المواضيع التي تتطرق إليها في كتاباتها، تقول "أكتب عن الحرب والحب، وهذان الموضوعان برأيي يرتبطان مع بعضهما البعض، فبالحب تفنى الحرب، وتأثري بما مررت به جعل كتاباتي تتركز في هذين الأمرين، إضافة لأنني كتبت قصيدة رثاء في صديقة توفيت". 
وتبين سماء العيسى أن للإبداع دور أساسي في الشعر، وللألم دور كبير في تفجيره "الإبداع هو القدرة على تصوير الأمور، بحيث نعطيها الأهمية بجمالية متفردة، إنه ليس مجرد كلمات نُرتبها أو بحور وقوافي نلتزم بها".
وكتبت أكثر من 100 نص نثري شعري و200 قصة قصيرة، "شاركت بأمسية شعرية لاتحاد المثقفين في منبج وريفها في نهاية عام 2020، وبعدها شاركت في مسابقة المرأة الشابة في مدينة قامشلو، وحصلت على المركز الثاني في الشعر على مستوى شمال وشرق سوريا".
وتعد قصيدة "بلد اليتامى" أكثر القصائد التي تحبها سماء العيسى، إذ أنها كتبت فيها عن وطنها والمعاناة التي يعيشها شعبه. وتعتقد أنها ما تزال بحاجة للعمل أكثر على موهبتها، فتقول "لا أريد أن أكتب ديواناً شعرياً خاصاً ما لم أكن متمكنة، ولهذا انتظر الوقت الذي أصبح فيه جاهزة، إلا أنني أنشر بعض أشعاري على مواقع التواصل الاجتماعي".
ولديها رواية ستُطبع قريباً في دار للنشر، تدور أحداثها حول قصة فتاة ريفية انتقلت للعيش في المدينة، وتعاني من الانعزال بداية انتقالها "أحاول أن تكون الرواية وسيلة للهروب من الواقع والانتقال إلى أحداثها، لأبتعد بخيال القارئ عن الحرب والمآسي التي نشهدها كل يوم، وأنقله إلى عالم مليء بالسلام"، كما أنها تُحضر لرواية جديدة تتناول فيها موضوع "الطلاق".
وأما عن مشاركة المرأة في منبج ضمن الفعاليات الثقافية والأدبية، تقول سماء العيسى "نسبة وجودها قليلة جداً، ولربما يرجع ذلك إلى الخوف من انتقاد المجتمع لها، إذ أنه يحارب كل امرأة تمتلك الموهبة، لأنها قادرة على إظهار الحقائق، ولكن من ناحية أخرى الثقافة والأدب رسالة سامية لا يجب التقاعس عن إيصالها، ولهذا على المرأة أن تحارب كل من يقف في وجهها، وتتكاتف مع النساء لمحو الأفكار الرجعية". 
وتطمح إلى أن تصل أشعارها وكتاباتها إلى كافة أنحاء العالم، وتؤكد على أنها تريد أن تترك بصمتها، عبر رواية أو ديوان خاص بها.
وفي ختام حديثها توجه سماء العيسى رسالة لكل فتاة طموحة بأن تنتزع الخوف من قلبها، وتحارب من أجل أحلامها التي وُجدت لتتحقق.