سياسية: مشروع الأمة الديمقراطية يضمن حقوق جميع أفراد المجتمع السوري

قالت عضو الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم عفرين فاطمة لكتو أن اندلاع واستمرار الأزمة السورية نتاج سياسة النظام البعثي القوموي، مؤكدة أن مشروع الأمة الديمقراطية يراعي جميع أفراد المجتمع السوري

فيدان عبد الله   
الشهباء ـ
يتخيل البعض أن تهميش الكرد وإخراجهم من الأزمة السورية سيكون الحل لما تمر به المنطقة من صراعات داخلية وتدخلات خارجية علماً أن ما حققته مناطق شمال وشرق سوريا من انتصارات كانت نتاجاً لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وبناءً على هذا يسعى الاحتلال التركي من خلال الخلايا النائمة وباستخدام ما يسمى بالائتلاف السوري والمجلس الوطني الكردي لتدمير المشروع الديمقراطي وزعزعة الأمان والاستقرار الذي حققته الإدارة الذاتية الديمقراطية والتعايش بين مكونات المنطقة.
لتسليط الضوء على هذا الجانب وتقييم ما تمر به سوريا من مخاضات، وتعنت النظام السوري تحدثت لوكالتنا عضو الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم عفرين فاطمة لكتو.
قالت فاطمة لكتو أن تأزم الصراع في سوريا واستمراره لأكثر من عشرة أعوام أدى لأزمة سياسية، واقتصادية واجتماعية، ووصفت المرحلة التي تمر بها البلاد بـ "الحساسة جداً".
وشددت فاطمة لكتو على أن سوريا ضحية لسياسات الدول المهيمنة في الشرق الأوسط "هناك تصعيد سياسي بين الدول المهيمنة في العالم وسوريا هي ضحية لسياسات هذه الدول التي استغلت التنوع الطائفي والقومي في البلاد لتشعل الصراع". 
وأشارت إلى أن سياسة النظام تجاه الشعب السوري مهدت لاندلاع الثورة واستمرار الاقتتال "النظام البعثي نظام قومي ذو لغة ودين واحد، وهذا النظام يحرم المكونات المتعايشة في سوريا من حقوقها اللغوية، والثقافية، والدينية والاجتماعية في الحياة، واندلاع الأزمة في المنطقة واستمرارها حتى يومنا الراهن هو نتاج هذا النظام القوموي". 
ولم يملك الشعب السوري القرار حتى العربي منه والحديث لـ فاطمة لكتو "نظام الدولة والحاكمين على السلطة في المنطقة هو من يتحكم بوضع الدساتير والقوانين وعلى شعوب المنطقة تقبلها وتنفيذها، حتى المكون العربي لم يكن صاحب قرار ورأي في سوريا فالدولة هي المسيطرة على جميع المكونات". 
لم تسلم المرأة من ممارسات النظام فتعرضت للتهميش في جميع المجالات وتواجدها في السياسة كان وما يزال شكلياً لا أكثر ولا أقل، كما تؤكد فاطمة لكتو "هذا النظام الاستبدادي الذي مارسه النظام البعثي في سوريا وضع المجتمع السوري في أزمات على جميع الأصعدة، ونالت المرأة حصة الأسد من التهميش وإن وجدت في السياسة أو مختلف المجالات فهذا الوجود شكلي لا مضمون فيه ولا تأثير له. ولم يكن وجودها كـ امرأة لها كيانها، وصوتها، وتفكيرها".  
وترى فاطمة لكتو أن من يحفظ ويرعى حقوق جميع مكونات ومذاهب سوريا هو فقط من يملك خيوط حل الأزمة السورية "مشروع الإدارة الذاتية ونظام الأمة الديمقراطية هو من يحمي حقوق جميع الشعوب، ويرعى وجود جميع أفراد المجتمع السوري، النساء، والشبيبة والطفل، ويحترم مختلف المذاهب والقوميات".
وأكدت فاطمة لكتو أن مشروع الأمة الديمقراطية مرفوض من قبل الأنظمة السلطوية لأنه يقضي على مركزية الحكم "مشروع الأمة الديمقراطية مرفوض من قبل النظام السوري، باتفاق مع الانظمة الديكتاتورية كـ تركيا والدول المجاورة التي ترفض النظام الديمقراطي في أي جزء من سوريا، فهو يشكل خطراً على نظامهم المركزي".
وشددت على أن الأزمة السورية لن تصل لحلولٍ جذرية إلا بمشاركة الكرد واتخاذ النظام الديمقراطي أساساً لها "مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية هو الحل الأنسب لتصبح سوريا حرة وديمقراطية والمكون الكردي هو مكون أساسي في البلاد"، وأضافت "قوات سوريا الديمقراطية عملت على حماية الحدود منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وحاربت الارهاب وحررت مناطق واسعة من سوريا، وعملت على حماية جميع السوريين وليس لحماية القومية الكردية فقط ومازالت تحافظ على أمن المنطقة، إلا أن النظام السوري لا يعترف بذلك حتى هذه اللحظة". 
واختتمت عضو الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم عفرين فاطمة لكتو حديثها بالقول إن "صياغة أي دستور في سوريا باستبعاد الإدارة الذاتية الديمقراطية سيكون دون هدف وسيؤزم الأوضاع أكثر وسيكون نقطة لتهجير جميع أهالي سوريا إلى الخارج، وهذا ما حدث في الواقع خلال السنوات العشرة المنصرمة وكان سببه الأساسي إصرار النظام السوري على بقائه في السلطة ومركزية الحكم".