ناشطات ليبيات: على المرأة أن تتبوأ مكانتها في الانتخابات البلدية

يأمل الليبيون/ات وسط طموحات كبيرة أن تكون انتخابات المجالس البلدية نقطة تحول تحقق آمالهم في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ما زالت معلقة بسبب الخلافات السياسية منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

هندية العشيبي

بنغازي ـ انطلقت في 9 حزيران/يونيو الجاري العمليات الانتخابية لانتخابات المجالس البلدية في ليبيا، والتي تستهدف 60 بلدية على مستوى البلاد من بين 106 مجلس ستجرى انتخاباتهم خلال عام 2024.

بحسب الإحصائية اليومية الصادرة عن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات حول أعداد المسجلين في سجل الناخبين فإن عدد النساء المسجلات حتى يوم السبت 22 حزيران بلغ 11 ألف و931 امرأة مقابل 44 ألف و496 رجل.

وحول ذلك قالت الناشطة المدنية شيم بوفانة أن تعزيز مشاركة المرأة في العمليات الانتخابية المختلفة يكون عن طريق برامج التوعية والأنشطة التي تنظمها المؤسسات المختصة والمدنية في ليبيا حول عمليات الانتخابات من تسجيل وتصويت واستلام بطاقات، بالإضافة لحملات المناصرة التي ستعمل على تغيير قناعة البعض وحث النساء على المشاركة بشكل فعال، وإقناع المجتمع بأهمية دور المرأة وفاعلية وجودها داخل مؤسسات الحكومة المختلفة "لابد ان تتبوأ النساء المكان المناسب وفقاً للقوانين والحقوق وليس وفقاً للثقافة السائدة داخل المجتمع".

وحول تقسيم البلديات خلال الانتخابات أكدت أنه يجب تقسيم البلديات الكبرى لدوائر وبلديات صغرى، الأمر الذي يتيح للنساء فرصة أكبر للمشاركة في العملية الانتخابية كما يساعد المترشحات لوضع الخطط المناسبة لكل بلدية بعد الاطلاع على مشاكلهن ومتطلبات سكانهن وأوضاعهن.

وعن تقسيم المقاعد الخاصة والعامة في انتخابات المجالس البلدية أوضحت أن القانون رقم 59 يحتاج إلى تعديل في المواد المتعلقة بانتخاب رئيس البلدية والتي تجرى بعد الانتخابات الفعلية وفرز الأصوات "يتم اختيار رئيس البلدية في المجلس البلدي وفقاً لاجتماع يعقد بعد عملية الانتخاب يتم خلاله اختيار الأكبر سناً في المجلس ليصبح رئيساً وليس وفقاً للأكثر أصواتاً".

وحول المقاعد المخصصة للنساء أوضحت أن القانون خصص مقاعد للنساء ومقاعد أخرى للأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة للمقاعد العامة، حيث لم يمنع القانون النساء من المشاركة في الانتخابات على المقاعد العامة والخاصة، ولكن النساء تخشين خسارتهن عند التسجيل في المقاعد.

 

 

من جانبها أكدت أسماء فضل الله منصور، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الهمم العالية، وسفيرة توعية انتخابية على أهمية برامج التوعية المختلفة في تعزيز مشاركة النساء في انتخابات المجالس البلدية سواء كمرشحة أو ناخبة "علينا تعزيز مشاركة النساء وحثهن على المشاركة بالعملية الانتخابية كناخبات أو مترشحات من خلال ورش العمل والدورات والأنشطة التوعوية المختلفة، خاصة مع بدء التسجيل بحوالي 60 بلدية على مستوى البلاد، وتثقيفهن بحقوقهن وواجباتهن وتوعيتهن بأهمية صوتهن في الانتخابات البلدية، ودورهن الفعال في إدارة هذه المجالس من خلال تعاطيهن مع المشكلات بنظرة تختلف عن الرجال".

وشددت على أهمية الوصول الفعال للنساء في كافة المدن والمناطق وتعريفهن بأهمية مشاركتهن، من خلال فتح عدة مجالات للوصول لكل النساء للمشاركة في العمليات الانتخابية، وخاصة النساء الأقل حظاً من التعليم في الأرياف والمناطق الجبلية.

وعن الأنشطة التي يمكن تنفيذها في المناطق والأرياف والتي تستهدف النساء ذوات التعليم المتوسط أو الابتدائي أو ربات البيوت أوضحت أنه "يجب تنفيذ برامج توعوية مبسطة كالأنشطة المتعلقة بطرق الأبواب وتوعيتهن داخل بيوتهن، أو من خلال المناسبات الاجتماعية المختلفة والجلسات الحوارية والاجتماعية، بطريقة سلسة ومبسطة".

وأكدت أن النساء لديهن القدرة على إدارة المجالس البلدية وفقاً لمؤهلاتهن وخبراتهن وليس وفقاً لثقافة المجتمع التي قد تقمعهن وتحد من طموحاتهن، داعيةً كافة النساء بالمدن الليبية للمشاركة في العملية الانتخابية سواء البلدية أو الرئاسية أو التشريعية "صوتك هو حقك لا يجب أن تفرطي فيه مهما كان".