'لن أترشح للرئاسة الفلسطينية وسأواصل النضال المجتمعي'
أكدت عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية سابقاً حنان عشراوي، أنها ستواصل عملها المجتمعي رغم تقديم استقالتها من المنظمة عن طريق دعم الشباب والنساء والفئات المهمشة لنيل حقوقهم
رفيف اسليم
غزة ـ .
أوضحت عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية سابقاً حنان عشراوي خلال لقاء خاص عقدته مؤسسة بيالارا ضمن مشروعها "شباب من أجل التغير" عبر تطبيق الزوم أمس الأربعاء 27 كانون الثاني/يناير، أن قرار استقالتها من منظمة التحرير الفلسطينية جاء لتصويب وضع المرأة في المنظمة الذي اقتصر على الاستماع للاجتماعات فقط دون المشاركة في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تغير في الوضع السياسي القائم.
وأشارت إلى أنه عندما توضع المرأة شكلياً في مكان ما دون أن تؤدي أي عمل يذكر فإنه من الأفضل لها أن تنسحب.
ولفتت حنان عشراوي إلى أن دور منظمة التحرير الفلسطينية قديماً كان أكثر فعالية لأنها كانت منظمة ثورية غير سياسية، فجميع الاتصالات مع الأعضاء والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانت تتم بشكل سري للغاية، لافتة إلى أن ذلك الدور لم يعجب إسرائيل وبعض الدول الأخرى فأنشأت المنظمة السلطة الفلسطينية كفرع لها لتتمكن من تقديم الدعم للفلسطينيين.
وأكملت بالقول إن اعتراف هيئة الأمم المتحدة بالسلطة الفلسطينية ومحاولات المجتمع الدولي أيضاً في إلغائها بالمرحلة الانتقالية عام 1999 كان له الدور الأكبر في تقليص دور المنظمة وتحويلها إلى مؤسسة خدماتية، وأن بعد تلك الفترة انقطع أيضاً التواصل مع الفلسطينيين بالمهجر وحصرت القضية الفلسطينية على فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط.
وأردفت حنان عشراوي أن جميع الأسباب المذكورة سابقاً جعلتها تطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاستقالة من منظمة التحرير الفلسطينية، لتكون خارجها بحلول 24 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2020، موضحة أنها خلال السنوات السابقة كانت تحاول تصويب الوضع كما كان لديها أمل في تحقيق التغير، مضيفة أنها عندما شعرت أن القرار السياسي بيد الرئيس فقط انسحبت من المنظمة.
وأجابت حنان عشراوي على سؤال مراسلة وكالتنا وكالة أنباء المرأة (NUJINHA) عن نيتها للترشح للانتخابات الفلسطينية القادمة بأنها لا تنوي الرجوع للعمل السياسي بأي شكل من الأشكال بل ستواصل عملها النضالي في دعم النماذج الصاعدة للانتقال إلى مراكز صنع القرار، مؤكدة أن النضال المشترك ما بين المرأة والرجل سيساعد على تحقيق العدالة المجتمعية التي ستعمل بدروها على تحقيق مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني.
وترى حنان عشراوي أن رحيل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات واستقالتها من المنظمة قد يؤدي إلى تحسين الوضع السياسي، من خلال فرض الانتخابات وإنهاء الانقسام الفكري والأيديولوجي والبنيوي والجغرافي المفروض إثر تدخلات خارجية وإعادة تشكيل قيادة جديدة تستطيع خدمة الشعب الفلسطيني.
وتأمل حنان عشراوي ألا تقصى فئات معينة من الشعب الفلسطيني في الانتخابات القادمة وأن تعطى كذلك المرأة حقها بالتمثيل والترشح بنسبة 30 بالمئة على الأقل كما أقر القانون الفلسطيني، موضحة أنها ستستخدم صلاتها الدولية والمحلية وموقعها النضالي السابق في دعم النماذج الجادة والجديرة خلال الترشح للانتخابات الفلسطينية القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن حنان عشراوي بدأت مسيرتها النضالية منذ المرحلة الجامعية من خلال دخولها الانتخابات الطلابية بالجامعة الأمريكية في بيروت، وقد استمرت في مسيرتها النضالية حتى يومنا هذا حاصدة عدة ألقاب منها "المدافع عن الديمقراطية" عام 1999، وجائزة "أفضل 50 امرأة مميزة" في العام ذاته، و"جائزتي جاين أدامز للقيادات النسوية الدولية" و"مؤسسة بييرل س. باك للنساء" عام 1996.
وبالعودة إلى مشروع "شباب من أجل التغير" الذي نظم هذا اللقاء فيهدف المشروع إلى بناء قادة من الشباب الفلسطيني من الجنسين مناصرين لحقوقهم لتعزيز التماسك الاجتماعي والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتغيير الصورة النمطية تجاه الشباب الفلسطيني الموجودة لدى بعض المؤسسات الدولية والعاملين فيها، وذلك من أجل تحقيق حوار اجتماعي سليم وتماسك اجتماعي بين الأقطاب المتعددة رغم اختلافها.