'للمرأة الليبية دور أساسي في تحقيق المصالحة الوطنية'
تسعى جميع الأطراف على الرغم مما بينها من صراع إلى البحث عن حلول من أجل تحقيق المصالحة الوطنية على أرض الواقع حقناً للدماء، ومنعاً للانقسام الذي يوشك أن يقع.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ أُعلن في كانون الأول/ديسمبر في العاصمة الليبية طرابلس انطلاق أعمال الملتقى النسائي للمصالحة الوطنية من أجل إشراك النساء في مشروع المصالحة الوطنية الذي يتبناه المجلس الرئاسي، ولكن سرعان ما تلاشى الحديث عن هذا الملتقى الذي واجه السخرية والانتقاد، فهل يقتصر دور المرأة على حضور هذه الملتقيات التي سرعان ما تتلاشى؟ أم أن هناك دور أعمق لها في المصالحة الوطنية؟
نجوى علي مصطفى عضو مؤسس في منظمة ماجدات الحركة الوطنية قالت لوكالتنا "المصالحة الوطنية تعني جمع الليبيين على طاولة حوار واحدة دون ذكر الغالب أو المغلوب، لتحقيق الأمن المجتمعي لكل الليبيين والاستقرار السياسي لهم، فبعد ما مرت به ليبيا من حروب ابتداءً من ثورة 17 فبراير إلى معركة الكرامة وسقوط العديد من الضحايا، وهجرة قبائل كاملة من مدنها، وحدوث العديد من الانقسامات بين المدن الليبية والقبائل، أتيحت الفرصة للانتهازيين الذين يسعون للسيطرة على خيرات ليبيا ونهبها لتعزيز وتذكية الانفصال وعدم حصول مصالحة وطنية".
وأوضحت "بعد الانقسام الذي حدث وفشل جميع مساعي المصالحة الوطنية طالبت مجموعة من النساء أن يكون لهن دور في رأب الصدع بين الليبيين بمختلف المناطق سواء في الشرق أو الغرب أو الجنوب، فقدمنا العديد من الأبحاث العلمية التي تهدف إلى دراسة أسباب الصراع وأماكنه، واجتمعنا مع العديد من النساء واستمعن إليهن للاطلاع عن كثب على معاناتهن ومعرفة كيفية طرح مشروع المصالحة الوطنية عن طريقهن".
وأشارت إلى أن "أول زيارة كانت من تنظيم القيادة العامة وضمت العديد من النساء، لقد اجتمعنا مع كل القبائل الليبية وتمحورت الاجتماعات حول كيفية حقن الدماء في ليبيا، والعمل بجدية على المصالحة الوطنية، وكان الهدف منها توحيد البلاد، وأن نصل إلى ثقافة التسامح، وكيف نعيش مع بعصنا، وأن نتخلى عن ثقافة الغالب والمغلوب لأنه لو كان هناك غالب ومغلوب يعني ذلك أننا وقعنا في خسارة الأرواح والوطن، وبعد الانتهاء من الاجتماعات استمر عملنا، ونظمنا العديد من الملتقيات التي ضمت مجموعة كبيرة من النساء والشباب/ات ليتم الخروج بميثاق كان من المفترض أن يتم تسليمه للجهات الخاصة من أجل تنفيذه على أرض الواقع، لكنه لم ينفذ".
وأكدت أن "الحل يكمن في تكوين هيئة خاصة بالمصالحة الوطنية على الرغم من أن هناك عدة لجان خاصة بها، ولكن لم تقدم شيئاً، وهناك ملتقيات حضرتها مجموعة من النساء وساهمت فيها، ولكن لم يتم التعرف على المخرجات الفعلية لهذه اللجان".
ولفتت إلى أن "مساعي النساء في المصالحة الوطنية مستمرة حتى تتوحد ليبيا ويعم الأمن والسلام، فطالما ليبيا مشتتة لن يكون هناك أمن وسيتم نهب خيرات البلاد، ولن نصل إلى الهدف المرجو وهو إجراء الانتخابات التي نعول عليها كثيراً في جعل ليبيا أكثر استقراراً".
ومن جانبها تقول مبروكة الفرجاني عضو في منظمة الماجدات "المرأة هي حجر الأساس في لم شمل ليبيا ولن تحدث المصالحة الوطنية مالم تكن المرأة هي الأساس والركن المتين فيها، فجميع الجهود المطالبة بالمصالحة كانت حبر على ورق".
وأوضحت أن "المصالحة الوطنية ترتكز على أهمية الحفاظ على النسيج الاجتماعي لليبيين ولم شملهم، فإذا لم تكن هناك عودة للمهجرين سواء أكانوا في الداخل أو الخارج، وخروج المرتزقة من ليبيا، ورفع الوصاية عن ليبيا في القرارين 70 و73، وأن يكون هناك حوار ليبي ــ ليبي، لا يمكن أن تتحقق المصالحة الوطنية". مؤكدة على ضرورة إجراء الانتخابات في أقرب وقت.
ولفتت الانتباه إلى أن محاولة تهميش دور القبيلة هو أكبر نقطة في انقسام ليبيا "للقبائل دور كبير في ليبيا ويعول عليها، لذلك نحن بحاجة لدور القبيلة الحقيقي في المصالحة الوطنية".
وأوضحت في ختام حديثها أن السياسة في ليبيا هي أحد الأسباب في عدم توافق الشعب الليبي فيما بينهم، وكذلك التدخل الأجنبي الذي يرسخ التقسيم كل يوم.