لدعمهم الانتفاضة... الحكومة الإيرانية تفرض الرقابة على أعمال الفنانين وأفلامهم
قالت الفنانة شقايق نوروزي إن الانتفاضة التي اندلعت في السادس عشر من أيلول 2022، إنجاز تاريخي ويجب الحفاظ عليها وتعزيزها.
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ بعد مقتل جينا أميني على يد الحكومة الإيرانية واندلاع الانتفاضة التي تقودها النساء، اشتدت عمليات القمع، خاصةً ضد الفنانين والفنانات الذين لطالما كانت الحكومة تحاول استبعادهم عن المجتمع من خلال التهديدات بسحب الامتيازات منهم.
الحكومة ترسم الحدود بين الفنانين/ات والمجتمع
قالت الفنانة شقايق نوروزي إن "انضمام الفنانين إلى الانتفاضة وتنظيم شبكة بيانات داعمة كان له تأثير على المتظاهرين ليرفعوا صوت الاحتجاج، لذلك حاولت الحكومة قمع الفنانين/ات بشتى الطرق وزادت الضغوط عليهم وأصدرت أحكام غريبة ضدهم".
وأشارت إلى أن الحكومة أعطت امتيازات كثيرة للفنانين/ات ومن خلال تهديدهم بأخذ هذه الامتيازات حاولت فصلهم عن الناس وكأن هناك حدوداً قد رسمت بين الفنانين والمجتمع، وهذا قد لا يكون واضحاً في بلد آخر ذو وضع سياسي مختلف، فقط في بلد واقع تحت الاستبداد.
وأضافت "الشيء الآخر الذي كان مهماً بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو أن الفنانين الذين تم إبعادهم عن الحقيقة الاجتماعية والسياسية للمجتمع يجب أن يصبحوا متمحورين حول أنفسهم مع التهديدات".
ولفتت إلى المشاكل التي كانت موجودة في السينما والمسرح، وقالت "تم استبعاد إمكانية التضامن داخل السينما والمسرح أيضاً، وكان ذلك بلا شك بسبب السياسة التي يتم تطبيقها من قبل الحكومة، الأمر الذي جعل هذا المجال هش وغير مستقر، لكن بعد الانتفاضة تم استعادة هذه العلاقات والتضامن إلى حد ما بفضل النساء اللواتي وقعن ضحية العنف والقمع الذي تحاول الحكومة من خلاله السيطرة على الوضع مرة أخرى".
البحث عن البدائل
وأشارت شقايق نوروزي إلى الرقابة التي تمارسها الحكومة على أعمال الفنانين وأفلامهم وإلغاء تراخيصهم بحجة عدم قانونيتها "لقد أفسدت الحكومة نظامها بالقمع الذي قامت به وفقدت السيطرة على الوسط الفني وحظرت بث الأعمال وألغت التراخيص وأرادت قطع الصلة بين المحتجين والفنانين".
وأوضحت أنه "في ظل الرقابة، لم يعد يحصل الفنانين على عائد للاستثمار لذلك يضطر الكثير منهم للجوء إلى السينما الشعبية والحرة التي لها عناصر مختلفة أحدها يتعلق بالتوزيع حيث يقرر صانع الفيلم توفير عائد رأس المال ليس من خلال بيع الفيلم، بل من خلال وسائل أخرى".
ولفتت الانتباه إلى الأضرار التي ألحقتها الحكومة الإيرانية بالسينما المستقلة على مر السنين "لقد انتزعت روح السينما المستقلة، فكيف يمكن أن يكون لدينا أساليب بديلة حتى يتمكن الفن من البقاء والعودة إلى مكانته الأصلية وشعبه، ولكن بعد الانتفاضة، تمت استعادة الثقة بالذات، وأصبح بإمكاننا بناء تحالف ذي معنى".
"صحوة المرأة للنشاط الحركي والتضامني بدأت قبل الانتفاضة"
وأشارت شقايق نوروزي إلى أنه "يمكننا أن نتحدث عن مجتمع الفنانات بشكل فردي ونحسب حجم هذا العبء الذي تحمله مجتمع الفنانات، في الواقع، إن صحوتهم على العمل الحركي والتضامني بدأت قبل الانتفاضة، ولكن مع اندلاع الانتفاضة أبدت هذه الحركة تضامناً كبيراً ووقعت بياناً ضد العنف الجنسي في السينما الإيرانية".
ونوهت إلى استمرار قمع الفنانين ودور الفنانات على أعتاب ذكرى الانتفاضة "يجب أن تشعر الفنانات بنفس المستوى من المسؤولية السياسية مثل جميع النساء في إيران، وربما يجب التركيز بشكل أكبر على مسؤوليتهن السياسية الاجتماعية في بعد آخر، يمكن القول أننا لا نستطيع تقديم اقتراحات لأولئك الذين يناضلون في الداخل، لكن بالتضامن والنضال مع بعضنا البعض سنتخلص من الاضطهاد، يجب على الجميع أن يتذكروا مسؤوليتهم السياسية وحاضرهم في حدود قدراتهم العقلية والبدنية".