'حل الأزمة السورية سيكون بيد الشعب السوري وبطليعة النساء'
هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا تستهدف كافة المكونات في المنطقة وخاصةً المرأة.
نورشان عبدي
كوباني - أكدت الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في إقليم الفرات فوزية عبدي أن "الاحتلال التركي يستهدف المرأة في كل مرة يشن فيها هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا"، معتبرةً أن حل الأزمة السورية بيد الشعب السوري وبطليعة النساء.
مع بداية الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 تدخلت عدة دول وأبرزها الدولة التركية التي استخدمت المعارضة لتحقيق أجندتها في المنطقة، ووسعت من رقعة المناطق التي تحتلها وتستمر بهذه السياسية من خلال الهجمات المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا، وفي الأشهر الأخيرة بدأت تلوح بشن عملية عسكرية جديدة في المنطقة استكمالاً لما تسميه بـ "المنطقة الآمنة"، ومن أجل ذلك صعدت من هجماتها واستهدفت المدنيين وخاصة النساء.
حول التدخل التركي وهدفه من الهجمات الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدافه للنساء أجرت وكالتنا حواراً مع الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات فوزية عبدي وجاء في نصه:
الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية تتحدث عن حل سياسي لكن على أرض الواقع ما تزال الحرب مشتعلة على عدة جبهات وهناك هجمات مستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا. كيف يمكن قراءة هذه الادعاءات؟
في عام 2011 اندلعت الثورة السورية للمطالبة بعيش حياة حرة وكريمة وعدالة اجتماعية، وليكون لجميع مكونات الشعب السوري الحقوق ذاتها، فالأزمة السورية أزمة بنيوية، ولذلك فإن جميع الحلول التي قدمت لم تنهي الأزمة لأنها لم تعالجها بالشكل المطلوب، بل على العكس تحولت الثورة إلى كارثة والحلول إلى تعقيدات.
تعمقت الأزمة السورية وتجذرت أكثر وهذا بسبب تدخل أجندات خارجية، وأصبحت سوريا تحت احتلالات عديدة، وسلب القرار من يد الشعب السوري، وأصبح بيد أطراف الأزمة السورية التي لا تهتم بالشعب السوري فجميع اتفاقياتهم من أجل أطماع دولهم فيعمل الاحتلال التركي على سياسة خاصة وهي إبادة كل من يطالب بالحرية والديمقراطية، وتطبيق الميثاق الملي على أرض الواقع. جميع الادعاءات بضرورة إيجاد حل سياسي غير صحيحة فما يزال صوت الرصاص أعلى وما تزال النساء والأطفال ضحايا للحرب.
كيف يمكن قراءة نتائج اجتماع سوتشي حول الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا؟
هنالك العديد من الاتفاقيات في أستانا وجنيف وسوتشي ودائماً ما يبني الشعب السوري آماله عليها، لكن في حقيقة الأمر فإن الاجتماع الذي ضم كلاً من إيران وروسيا وتركيا كان اجتماع لمناقشة مصالح هذه الدول ولا توجد أي نية حقيقية لحل الأزمة السورية فتركيا تسعى جاهدة للقضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية ومشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
الإيجابي في كل ما يحصل هو الوعي لدى السوريين فلم يتفاجؤوا بنتائج تلك الاجتماعات، واتضح بالنسبة لشعوب شمال وشرق سوريا وخاصةً بعد اجتماع سوتشي وتصعيد الاحتلال التركي هجماته على المنطقة أن التكاتف الشعبي هو الحل لحمايتهم وعدم الاتكال على حلول تأتي من الخارج.
اجتماع سوتشي لم يقدم شيئاً لشعوب شمال وشرق سوريا فالهجمات زادت بعده واستهدف الاحتلال التركي المدنيين وخاصةً النساء والأطفال، ويعمل بشكل حثيث لتغيير ديمغرافية المنطقة وخلق حالة من عدم الاستقرار لدفع أهالي المنطقة للرضوخ أو النزوح.
كافة السياسيات التي يتبعها الاحتلال التركي في الأراضي السورية تجري في سياق الميثاق الملي ومن بينها اتفاقية أضنة وما يسمى بالمنطقة الآمنة، كيف استغلت الدولة التركية الأزمة السورية؟
الاحتلال التركي لديه أطماع وأهدف في سوريا وهو تطبيق مخططه المعروف بالاتفاق الملي وقيادة الأزمة في الشرق الأوسط وتطبيق المشروع التوسعي في إطار إحياء الدولة العثمانية البائدة وعلى ذلك تتبع الدولة التركية سياسة عقد الاتفاقيات لتحقيق هذا الهدف، فكل اتفاقية تهدف لشيء حتى لو احتاج سنوات لتحقيقه كاتفاقية أضنة التي استغلت بنودها خلال الأزمة السورية وتجاوزت الـ 5 كم.
هدف الاحتلال التركي القضاء على طموح وآمال الشعب السوري، والقضاء بشكل خاص على الشعب الكردي وطمس هويته، كذلك يتم استهداف النساء بشكل مباشر بغض النظر عن دورهن في تحقيق الاستقرار في المنطقة فيتم استهداف العاملات في المجالين العسكري والسياسي وفي المجال المجتمعي وكذلك المزارعات والطالبات، فالاحتلال التركي يثق بأن أي حل في سوريا ينطلق من إرادة المرأة وبطليعتها. فالمرأة أصبحت الهدف الرئيسي لتركيا وهي هدف معلن وليس مخفي.
ماهي تداعيات تصفية الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا على شعوب المنطقة وعلى المرأة؟
ثورة 19 تموز ثورة الديمقراطية التي انطلقت من كوباني كان لها تأثير إيجابي على النساء وفتحت المجال أمامهن، فمن خلال هذه الثورة استطاعت المرأة استعادة حريتها المسلوبة ولعبت دورها الريادي في مؤسسات الإدارة الذاتية، وكان لنظام الرئاسة المشتركة دور في تقدمها وانتصارها، أما بالنسبة إلى ما يطمح إليه أعداء الثورة فهو القضاء عليها لكن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وجميع المؤسسات الاجتماعية ومؤسسات المرأة تعمل للحفاظ على المكتسبات التي تحققت فأي تراجع عن الدفاع سيؤدي إلى ضياع هذه المكتسبات.
أصبحت ثورة شمال وشرق سوريا أمل للعديد من المكونات والشعوب المطالبة بالحرية، والقضاء على الثورة لن يكون بهذه السهولة التي يتصورها الاحتلال التركي، ولا يمكن العودة بسوريا إلى ما قبل 2011.