هجمات الاحتلال التركي تعقد حل الأزمة السورية وتساهم في إعادة إحياء داعش
وصفت عضو مجلس حركة المجتمع الديمقراطي زلال جكر هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا بالممنهجة، مؤكدة أن المقاومة والصمود عنوان المرحلة القادمة.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ تستغل الدولة التركية منذ بداية الأزمة السورية ربيع العام 2011 كل توتر لتعميق احتلالها للأراضي السورية، وضرب مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، مما يعقد حل الأزمة ويزيد من المعاناة التي تعيشها المرأة.
لم تتوقف هجمات الاحتلال التركي عن مناطق شمال وشرق سوريا لكنها تتجدد كل فترة بدرجة أعنف وتهديد باجتياح جديد للمنطقة وفق سيناريو احتلال عفرين ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، وعن أهداف الاحتلال التركي من هجماته الأخيرة وإلى أين تتجه المنطقة وسوريا عموماً التقت وكالتنا بعضو مجلس حركة المجتمع الديمقراطي Tev-Dem زلال جكر.
"الهمجية والتهديدات تظهر مدى تهور الدولة التركية"
قالت زلال جكر أن الهجمات الأخيرة للاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا يجب ألا تثير دهشة من يتابع الوضع السوري لأنها ليست بجديدة، موضحةً أن "الدولة التركية تعيش انهيارات اقتصادية وعدم تقبل سياسي في الكثير من الساحات الدولية، ولتبقى على قدميها من الجانب العسكري تفعل كل شيء"، مشيرةً إلى الخسائر التي تلقتها في حربها ضد قوات الدفاع الشعبي.
وأكدت أن تهديدات وهجمات الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا والعراق غير مقبولة، موضحةً سبب ذلك بالقول "يحاول النظام التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية النجاح في انتخابات 2023 ولذلك يحرص على إظهار قوته وفق ما يقول إنه حماية الأمن القومي للشعب التركي من خلال التعدي على دول الجوار وحركة التحرر الكردية".
وبينت أن الهجمات التركية سواء على مناطق شمال وشرق سوريا أو العراق أو شنكال هي مخالفة واضحة لسيادة الدول وكذلك لحقوق الإنسان، مضيفةً "من اللامنطقي أن تحارب أو تهاجم دولة أو جهة لم تمس أمنك أو استقرارك وهذا ما يفعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وترى زلال جكر أن مخططات الدولة التركية من الأزمة السورية تعود لضعف المجتمع الدولي والموقف الروسي خاصةً مع استمرار الحرب الأوكرانية الروسية وانشغال الأخيرة بها، كذلك الدولة التركية تستفيد من الموقف الأمريكي الصامت.
حرب تركيا رسالة مفادها "إن لم تستسلموا سأفعل كل شيء"
وذكرت زلال جكر أن "الاحتلال التركي يعمد إلى استهداف المنشآت الحيوية والبنية التحتية في هجماته على المنطقة من آبار النفط، والكهرباء، والمياه وكذلك استهداف المدنيين بشكلٍ مباشر، وصولاً لاستخدامه الأسلحة الكيماوية في هجماته الأخيرة على قرى ناحية شيراوا وشرا بعفرين المحتلة، معلناً الحرب بأعلى دراجاتها في رسالة مفادها إن لم تستسلموا سأفعل كل شيء".
كما بينت أن الاعتداء على المواقع العسكرية مرفوض "القوات العسكرية في شمال وشرق سوريا تعمل ضمن الحماية الذاتية ولم تعتدي على الأراضي التركية بل على العكس تماماً الاحتلال التركي هو من يهاجمنا والرد حق مشروع لقواتنا تكفله القوانين الدولية والإنسانية".
وأشارت إلى أن الهجمات ليست اعتباطية إنما تأتي ضمن خطط تطبيق الميثاق الملي "تعمل الدولة التركية وفق رؤية مستقبلية تهدف لاستعادة الدولة العثمانية من خلال توسيع السيطرة على الدول المجاورة لها في تعدي سافر على سيادة هذه الدول وحقوق شعوبها مستغلة ضعف النظامين العراقي والسوري".
"العالم مدين لشعوب شمال وشرق سوريا"
وأكدت على ضرورة اتخاذ موقف دولي حاسم من الهجمات التركية على المنطقة مذكرة بالتضحيات التي قدمتها شعوب شمال وشرق سوريا لإنهاء خطر داعش، مشددةً على أنه "لو لم نحارب وننهي وجود داعش حينها كان العالم في حال يرثى له اليوم، ولذلك على دول العالم رد الجميل".
وأوضحت أن "هجمات الاحتلال التركي على المنطقة تساهم في إعادة إحياء داعش مرة أخرى"، لافتةً إلى استهداف مخيم الهول الذي أدى لفتح المجال أمام عدد من المرتزقة للهروب، وكذلك تزامن الهجمات التركية بداية العام الحالي مع الهجوم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة.
وحذرت المجتمع الدولي وروسيا وأمريكا من استخدام الدولة التركية لداعش مرة أخرى في أوروبا، مؤكدةً أنه "على جميع الدول الحذر من المخططات التركية".
حرب الشعوب الثورية عنوان المرحلة
وتطرقت زلال جكر إلى تكاتف شعوب شمال وشرق سوريا رداً على هجمات الاحتلال التركي، قائلةً "نعتز بالوعي الذي وصل إليه أهالي المنطقة في الدفاع عن أرضهم، وخاصةً الوعي الذي امتلكته النساء إلى جانب صمود أهالي الشهداء وهذا ما رأيناه عند مراسم التشييع".
وقالت "أهالي شمال وشرق سوريا يتحدون جميع المصاعب والعوائق التي يتعرضون حتى تلك التي تواجههم نتيجة الحرب في حياتهم اليومية"، مشيرةً إلى صمود أهالي المناطق التي يحاصرها النظام السوري مؤكدةً أنهم "لا يجعلون من التحديات عوائق أمام مقاومتهم وإصرارهم على مواجهة الهجمات التركية، والتمسك بمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية".
المرأة هي من يحقق النجاح
تعتبر المرأة ركيزة في الحفاظ على مكتسبات الثورة في ظل ما تواجهه المنطقة من محاولات للقضاء على مشروعها، كما تؤكد زلال جكر، موضحةً أن "من يقود ويحقق النجاح والتطور الأكبر هي المرأة"، واصفةً إياها بـ "سر النصر".
وبينت أنه "لنحقق السلام والديمقراطية في المنطقة علينا أن نرفع وتيرة النضال ولا خيار آخر أمامنا، وعلى النساء تأكيد دورهن في الانتفاضة ضد الهجمات من خلال الوجود في الساحات دون كلل أو ملل".
وترى أن أهالي شمال وشرق سوريا من خلال ثورتهم والأزمة التي تعيشها سوريا وصلوا لحقيقة مفادها أن الدول المتدخلة في شؤون الأزمة السورية لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم على حساب أرواح المدنيين، ولذلك هم يعتمدون على أنفسهم لحماية أرضهم.
تخاذل الدول الضامنة
وعن الموقف الروسي والأمريكي من الهجمات التركية واحتمال اتساعها قالت إن التصريحات وردود فعل الطرفان خجولة وغير كافية ولم تكن قوية كما يجب، "هذا الموقف في ظل استمرار الهجمات التركية يوضح أن الاحتلال التركي حصل على الموافقة من الطرفين"، معتبرةً أن التنديدات الخجولة لتضليل الرأي العام في وقت تتعرض نقاط عسكرية لهاتين الدولتين لهجمات تركية.
ورداً على مزاعم الاحتلال التركي حماية أمنه القومي تساءلت "إذا كانت الدولة التركية تتذرع بحماية أمنها القومي لماذا تقصف مواقع في دير الزور وهي التي تبعد مئات الكيلو مترات عن حدودها؟". مؤكدةً على أن هذه التجاوزات انتهاك للقانون الدولي، ولسيادة سوريا والعراق مشيرةً إلى صمت النظام السوري والعراقي ما اعتبرت أنه يفاقم من الأزمة.
تطبيق الميثاق الملي
وأكدت أن هناك مؤامرة دولية تستهدف مشروع الأمة الديمقراطية "هجمات الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا ومناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال والعراق بشتى الوسائل والممارسات من تحليق للطائرات الحربية والاستطلاع إلى هجماتٍ برية تأتي ضمن مخطط تطبيق الميثاق الملي"، مؤكدةً أن حلب ضمن هذا المخطط.
واختتمت عضو مجلس حركة المجتمع الديمقراطي Tev-Dem زلال جكر حديثها بالتأكيد على المقاومة والصمود "لضمان تحرير كافة المناطق المحتلة، علينا التمسك بأرضنا كما يفعل مهجري عفرين في مخيمات الشهباء، وعلى السوريين الاستيقاظ من سباتهم وتوحيد صفوفهم لأنهم جميعاً بغض النظر عن انتماءاتهم هدف للاحتلال التركي".