غالية كجوان: الاتفاق بين الدولة التركية وحكومة دمشق تهديد للشعب السوري
أكدت غالية كجوان الناطقة باسم المجلس العام في حزب سوريا المستقبل على مساعي الاحتلال التركي في احتلال المزيد من الأراضي السورية مستغلاً الأزمة التي تمر بها البلاد منذ ربيع العام 2011.
مركز الأخبار ـ أي ثورة في الشرق الأوسط يجب أن تهدف لتحقيق الحرية والعيش المشترك والمساواة بين الجنسين، لذلك يتم العمل على إيجاد تحالف سياسي وطني يجمع كافة النساء تحت ظله.
اقتربت الازمة السورية من دخول عامها الـ 13 وليس هناك أي بوادر جدية للحل، والاتفاقيات التي تحاول حكومة دمشق إبرامها مع عدة بلدان لا تأخذ منفعة الشعب السوري بعين الاعتبار، حول ذلك اعتبرت الناطقة باسم المجلس العام في حزب سوريا المستقبل غالية كجوان أن اللقاء الذي جمع بين الدولة التركية وحكومة دمشق بوساطة روسية له أبعاد خطيرة على الشعب السوري، مشيرةً إلى تدخل الاحتلال التركي في سوريا من خلال تشكيل ودعم المرتزقة واحتلال مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.
وترى أن الاحتلال التركي يحاول إعادة أمجاده العثمانية ولكن بطابع مختلف عبر الاتفاقيات، مشيرةً إلى اتفاقية لوزان واتفاقية أضنة التي لم يلتزم بها الاحتلال التركي وإنما اتخذها كورقة استفاد منها للتدخل في الشأن السوري ودعم الإرهابيين.
وبينت أن اتفاقية أضنة المبنية على أساس حماية الحدود استغلها الاحتلال التركي ليعمق سيطرته على الأراضي السورية ويحارب أبناء سوريا الكرد من خلال اتهامهم بالإرهاب.
ولفتت إلى ملف النازحين الذي تم تناوله خلال المفاوضات السابقة "أبناء درعا هم سكان درعا وكذلك سكان إدلب هم سكان إدلب الأصليين وهذا ينطبق على جميع المدن السورية، ولكن هذا ليس واقع الحال في سوريا وهو مخالف للقرار الأممي 2254 جراء عملية التغيير الديمغرافي التي يقودها الاحتلال التركي". مضيفةً "عفرين ورأس العين وتل أبيض هي مناطق تعاني بشكل كبير من عمليات تهجير السكان الأصليين وجلب عائلات المرتزقة". مشددةً على أن إخراج الاحتلال التركي من الأراضي السورية هو نقطة البداية لحل الأزمة السورية.
وأكدت أن الأزمة الاقتصادية هي جزء لا تتجزأ من الأزمة السورية ويجب معالجتها قبل الحديث عن أي تقارب بين حكومة دمشق ودولة محتلة "جميع الأراضي السورية تعاني أزمة اقتصادية خانقة وشمال وشرق سوريا أيضاً تعاني بدورها من حصار خانق جراء إغلاق المعابر كمعبر باب الهوى والسلام وتل كوجر لذلك يجب أن تعالج حكومة دمشق هذه المسألة". مبينةً أن هذه الأزمة تكشف ضعف وإفلاس حكومة دمشق.
وتحاول الدولة التركية ترسيخ احتلالها للأراضي السورية من خلال التقارب مع حكومة دمشق، كما تقول غالية كجوان، مؤكدةً أن "أطماع الاحتلال التركي لم تتوقف عند احتلال العديد من المناطق في شمال وشرق سوريا وسوريا عموماً، بل إن الاحتلال يسعى لترسيخ وجوده من خلال الحصول على امتيازات ثقافية وعسكرية واقتصادية وغيرها من حكومة دمشق".
واستنكرت النظام العسكري الذي تحكم به حكومة دمشق البلاد "لم تقدم حكومة دمشق أي خطوة سياسية بشأن الحل السوري". مشددةً على أن الشعب السوري يرفض الحل العسكري، مطالبةً بوجود إدارة ديمقراطية مدنية قادرة على الوصول بسوريا إلى بر الأمان بإشراك المعارضة الوطنية الإدارة الذاتية ويكون لحكومة دمشق دور وفق رؤية سياسية وليس عسكرية.
وحول دور الدولة الإيرانية في الأزمة السورية قالت إن لها دور سلبي ساهم في تفاقم الأزمة السورية، مضيفةً "الدولة الإيرانية المسبب الأول والعامل الرئيسي في خلق أزمة وفوضى مستمرة ودامية في سوريا منذ تدخلها بالأزمة السورية، مستخدمة علاقاتها مع حكومة دمشق التي تعود لأكثر من 50 عام".
وأشارت إلى دور النساء المهم في ثورة إيران قائلة "ندعم أي ثورة للمرأة في أي مكان وأي زمان، فقضيتنا واحدة"، مؤكدةً أن حراكهن جزء من الحراك النسوي العالمي، مبينةً أن لنساء شمال وشرق سوريا رؤية جامعة للسوريات عموماً، وكشفت عن نشاطاتهم التي تسعى لترسيخ الديمقراطية النسوية في الداخل السوري "نحن بصدد العمل على رؤية نسوية جامعة لكل النساء اللواتي هن خارج تنظيمات الإدارة الذاتية".
وبينت أن في سوريا مشروع نسوي ديمقراطي يعمل على تنظيم وتمكين جميع النساء لرص الصفوف وتوحيدها، لأن النساء عانين قبل الأزمة وخلال الأزمة. مشيرةً إلى أن النساء تعانين في العديد من البلدان ومنها إيران مؤكدةً أن "هناك نوع من بناء مشروع نسوي سياسي سواء في سوريا أو إيران تحت شعار Jin jiyan azadî".
وأكدت أن النساء تتشاركن جميع الهموم والتحديات وأن المؤتمرات تجمع النساء لمناقشة هذه التحديات ولذلك لا بد من وجود تحالف سياسي وطني يجمع نساء سوريا "نعمل من أجل تغيير النظام العالمي الذي هو بمفهوم ذكوري بحت وليس فيه مفهوم المرأة الحرة، ويجب أن يكون التغيير بذهنية المرأة الحرة، فأي ثورة في الشرق الأوسط يجب أن تهدف لتحقيق الحرية والعيش المشترك والمساواة بين الجنسين".