'الاستمرار بالعمل باتفاقية لوزان أو أي اتفاقية بديلة عنها لا يخدم قضية المرأة'
أكدت نائبة المجلس التنفيذي في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا أمينة بكر أن المؤامرات على شعوب المنطقة مستمرة مهددةً المكاسب التي تحققت للمرأة.
نورشان عبدي
كوباني ـ مرت 100 عام على عقد اتفاقية لوزان التي وقعت في عام 1923 وقسمت المنطقة، فما الخطر الذي يحمله الاستمرار بالعمل بها أو بأي اتفاقية بديلة؟
اقتربت مئوية معاهدة لوزان التي وقعت بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وتم من خلالها تقسيم كردستان لأربعة أجزاء، وازدادت الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا مهددةً مكتسبات النساء التي تحققت في المنطقة منذ 10 سنوات.
تقول نائبة المجلس التنفيذي في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا أمينة بكر أن اعتداءات الاحتلال التركي خلال السنوات الأخيرة جزء من مخططاته في التوسع على حساب شعوب المنطقة، وأن الاحتلال يعمل بشكل حثيث للسيطرة على المنطقة وتدمير كل المكتسبات التي تحققت.
وأكدت أن "مع اقتراب مئوية المعاهدة كثف الاحتلال التركي هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا، وكذلك على إقليم كردستان، أي أن الدولة التركية تعمل على تنفيذ النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها ضمن المعاهدة، مرتكبةً مجازر بحق المدنيين".
وحول التغيرات التي ستطرأ على المنطقة سواء استمر العمل بمعاهدة لوزان أو تم الاتفاق على معاهدة جديدة تقول "المعاهدة نصت على تقسيم الشرق الأوسط وكردستان، وفي حال استمرت المعاهدة ستتمادى الدولة التركية في تقسم المنطقة ومحاولة إمحاء المكونات والشعوب التي تعيش عليها بشكل أكبر، أما في حال تم الاتفاق على معاهدة جديدة فبالتأكيد لن تكون أفضل من سابقتها بل لصالح الدول المهيمنة والرأسمالية".
لكنها ترى أن "الدولة التركية تريد استمرار المعاهدة من أجل تحقيق حلمها بإعادة إحياء الدولة العثمانية، وتطبيق الميثاق الملي، فالمخططات التي تنفذ على الأرض تتمحور حول الكرد لأنهم رفضوا مخططات الدول الرأسمالية".
وأشارت إلى أن الثورات التي بدأت في تونس نهاية العام 2010 وانتشرت في البلدان العربية مع بداية العام 2011 كانت رد فعل على المخططات التي تنفذ بحق هذه الشعوب، مبينةً أن الثورة التي انتصرت في شمال وشرق سوريا تواجه حرباً وحشية وبمختلف الأساليب "مقابل تلك الثورات كانت هناك مخططات للقوى الرأسمالية والمهيمنة لتغيير مسارها وخريطة الحل داخل الشرق الأوسط"، مشيرةً إلى انحراف مسار الثورتين السورية والليبية.
وحول سؤالها عن الخطوات التي تقوم بها الإدارة الذاتية في هذه المرحلة الحساسة قالت "في ظل تعمق الأزمة في سوريا تمكنت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وبإمكانيات ضئيلة من تأسيس نظام الحماية للشعب وفق مبادئ الدفاع المشروع لتنظيم وتوعية شعوب المنطقة ولذلك أصبحت مناطق الإدارة الذاتية مثال يحتذى به في سوريا".
وأشارت إلى أنه "في المرحلة المصيرية التي تمر بها المنطقة أصبح لشعوب المنطقة أعداء كثر وعلى رأسهم الدولة التركية، التي ما تزال تحارب الإدارة الذاتية منذ تأسيسها وحتى الآن".
واختتمت نائية المجلس التنفيذي في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا أمينة بكر بالتأكيد على أن "شعوب المنطقة هي أساس نظام الحماية والدفاع وفق مبادئ الأمة الديمقراطية، رغم الهجوم الكبير من قبل العديد من القوى، واستهداف الشخصيات السياسية وذات التأثير للعب على الحالة النفسية لشعوب المنطقة وزرع الخوف والفتنة وتهجير المدنيين وتفريغ المنطقة من سكانها".