'الاستهداف التركي للقياديات هو استهداف للمشروع الديمقراطي'
جرائم القتل التي ترتكبها الدولة التركية بحق النساء تزداد يوماً بعد يوم، وهذه السياسة لا تطبقها تركيا على الناشطات في البلاد فقط بل طالت أيضاً اللواتي في المناطق التي تحتلها وكذلك التي تضمر لها العداء.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ تسعى القوى المهيمنة للنيل من إرادة الشعوب التي حملت على عاتقها تحقيق المساواة والحرية للمضطهدين، من خلال استهداف الناشطات والقياديات اللواتي تركن بصمة في التاريخ النضالي للنسوية.
هناك احصائيات تؤكد استهداف الدولة التركية لنساء من إقليم شمال وشرق سوريا وارتكاب جرائم قتل بحقهن في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتلاحق الناشطين/ات الكرد أينما كانوا وقد كانت آخر جريمة لها اغتيال المناضلة زلال زاغروس التي ناضلت من أجل المرأة والشعوب ودافعت عن الفكر والفلسفة التي آمنت بهما.
قالت نائبة رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا روكن ملا إبراهيم إن "منذُ انطلاق ثورة المرأة لم تتوان الدولة التركية ولو للحظة واحدة على استهداف إقليم شمال وشرق سوريا خاصةً القياديات بدايةً من الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، إلى جيان تولهدان وزينب صاروخان وغيرهن الكثير تم استهدافهن فقط لكسر إرادة المرأة وضرب قيم ومكتسبات ثورتها وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية".
وعن استهداف الدولة التركية للنساء اللواتي لهن بصمة واضحة في الثورة قالت "آخر جرائم تركيا اغتيال المناضلة زلال زاغروس في كركوك بإقليم كردستان وهي صاحبة النضال الدؤوب في ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا، لقد تركت بصمتها في مقاطعة منبج وغيرها وسعت لترسيخ مفهوم الأمة الديمقراطية من خلال عملها على تشكيل الكومينات والمجالس وساعدت العشرات من النساء للانضمام إلى ثورة المرأة وأخرجتهن من الظلام الذي فرضه عليهن مرتزقة داعش، كما برز دورها في منظمات المجتمع المدني بمقاطعة دير الزور وتركت أثراً واضحاً في تلك المنطقة، كما وصلت إلى أرمينيا لتعريف النساء بالفكر والفلسفة التي أنارت دربها على مدار 31 عاماً من حياتها، كل ذلك جعلها هدفاً للدولة التركية التي لطالما أبدت عداء واضحاً للفكر المستنير فقامت بتدبير عملية الاغتيال".
وأضافت "ندين استهداف النساء بأي شكل من الأشكال ونستنكر اغتيال المناضلة زلال زاغروس، فالدول الفاشية تسعى دائماً إلى كسر إرادة الشعوب واستهداف النساء والاحتلال التركي يسعى للنيل من عزيمتهن، وليس النساء فقط، تم اغتيال المناضل فرهاد ديرك الذي كان من مؤسسي نظام الإدارة الذاتية، كما تم مؤخراً استهداف البنية التحتية مما تسبب في تدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة"، مؤكدةً أن "الهدف هو التخلص من كل الذين يسيرون على درب النضال لكسر وإضعاف إرادة المرأة وإفشال المشروع الديمقراطي القائم على أخوة الشعوب، إلا أن هذه الضربات لن توقفنا بل على العكس إنها تزيد من عزيمتنا واصرارنا على البقاء والتمسك بأرضنا والمقاومة والنضال في سبيل الوصول إلى سوريا تعددية لا مركزية".
وقالت روكن ملا إبراهيم إن الدولة التركية "لا تحتاج إلى ذرائع لانتهاك حقوق النساء لأن لا أحد يحاسبها على جرائمها، لذلك نسعى لتحرير النساء في إقليم شمال وشرق سوريا وكافة أنحاء العالم، لذلك نمثل خطراً على تركيا والدول الاستبدادية".
وفي ختام حديثها طالبت روكن ملا إبراهيم كافة النساء بالنضال والمقاومة في سبيل ترسيخ مشروع الأمة الديمقراطية "النساء في إقليم شمال وشرق سوريا أصبحن مثالاً تحتذي به كافة النساء حول العالم فقد قامت العديد من الثورات تيمناً بهن كما حصل في إيران ومدينة السويداء السورية نتيجة اقتدائهن بنساء المنطقة وإدراكاً منهن بأن لا شيء يمكنه أن يمنحهن حقهن سوى هذا الفكر".